الأصواتُ الواعية تتجهُ لمناهضة العدوان

مقالات | 31 مارس | مأرب برس :

بقلم / محمد أمين الحميري

لفت انتباهي في برنامج المسيرة الجماهيرية التي أقيمت في محافظة إب بذكرى الصمود الرابعة في وجه العدوان كلمتان لشخصيتين إصلاحيتين، الأولى كلمة العلماء ألقاها الدكتور عَبدالباسط الحميدي وهو أحد علماء الإصلاح، وكلمة الأحزاب والتنظيمات السياسيّة ألقاها القيادي في إصلاح إب عَبدالرحمن الحبري، وحسب متابعتي السابقة فقد كان لهاتين الشخصيتين حضورُها الجيّدُ في بعض الفعاليات، لكن الذي يميز المشاركة هذه المرة هو المشاركةُ في هذه الفعالية الوطنية ذات الأهميّة الكبيرة، وخروجُهم للعلن والحديث عن العدوان وأهميّة قطع الطريق أمام مؤامرته، فهذا تطورٌ محسوبٌ لهم، وهو دليلٌ على أن المجتمعَ يتشكّل في اتّجاه مناهضة العدوان، فالشعبُ بمختلف مكوناته لن يظل في موقفِ المتفرج وسيكون للأحرار في بعض المكونات دورُهم، لكن كيف يمكن إحداثُ حراك أوسع، ومتى؟.

وبما أننا قد دخلنا في عام خامس من الصمود وبالتأكيد فما تكشفُه الأحداثُ من حقائقَ يعتبر من عوامل يقظة البعض ومراجعة مواقفهم، إلا أن هناك دوراً يتوقفُ علينا في إطار الصفِّ المناهض للعدوان في جانب التسريع بعملية الصحوة الشعبيّة، وإسهاماً في إبداء الرأي، سنختصرُ الأمرَ هنا في ثلاثة أمورٍ مهمة:

أولاً: لا بُـدَّ أن يكون هناك تقييمٌ للأداء خلال الأربعة الأعوام الماضية فيما يتعلق بالجانب التوعوي.. الإيجابيات والسلبيات، نقاط القُـــوَّة والضعف، وكيف يمكن التصحيحُ والمراجعة.

ثانياً: التواصل والزيارات الشخصية للشخصيات المؤثرة من رجال قبائل وقادة سياسيّين، وهذا يتوقفُ على رجال القبائل الأحرار والقادة السياسيّين في الصف المناهِض للعدوان والنخب من مثقفين وأكاديميين وإيصال العديد من رسائل الطمأنة لأولئك وما المطلوب منهم، وأياً كانت ردودُ فعل الشخصيات المستهدفة في هذا العمل، إلا أن مثلَ هكذا عمل سيكون له وَقْـــعُه في نفوسهم وسيكون له الأثرُ على أتباعهم وعلى الرأي العام داخلياً وخارجياً، وأن هناك دولةً حريصةً على إشراك كُــلّ الأطياف في مشروع بناء الدولة، وأنه لا يوجد أيُّ تخوف من فكرة التقارب والتصالح مع القوى الوطنية في الداخل وفي المقدمة أنصار الله الذين ربما قيل فيهم من الزور والبهتان والتشويه ما لا طاقةَ لأحد في توصيفه وحصره.

ثالثاً: الاهتمام بالتوعية الجماهيرية، والإعلام الهادف والموجَّه في بعض البرامج المواكبة للمرحلة، المنبرُ المسجدي لا بُـدَّ أن يشهدَ تحولاً، وكُلُّ هذا لا بُـدَّ أن يكونَ له خططُه المدروسة.

العامُ الخامسُ سيكونُ عاماً حافلاً بالإنجازات العسكريّة والإدارية إن شاء الله، وهذا ستكون له انعكاساتُه الإيجابية على أي نشاط عملي هادف نقومُ به في جانب التوعية والتثقيف، فعلينا الاستثمارُ الأمثلُ لكل فرصة تمنحنا العديدَ من المكتسبات، في جبهة الوعي ينبغي التركيزُ خلال هذا العام على ما الذي نريدُ تحقيقَه على صعيد التغيير نحو الأفضل في جانب التفكير من حَيثُ أهميّة إعادة البعض قراءةَ المشهد وفي جانب المواقف السلوكية ما الذي نتطلع له، الحراك التوعوي أمرٌ لا ينبغي التقصير فيه، فهناك أَهْــدَافٌ قريبة المدى ننشُدُها ومتوسطة وبعيدة، نريد بناءَ دولة قوية فاعلة ومؤثرة علينا أن نغادرَ مربع “الحاصل كثير” والرضا بالدون، علينا أن نجددَ من وسائلنا، علينا في كُــلّ التيارات أن نوجدَ المفكرين والمثقفين النموذجيين فنحن نحتاجُ المثقف المؤهل، مؤهلٌ في الجانب المعرفي ومؤهَّــلٌ في امتلاكه للمهارات التي تمكّنه من كسبِ القلوب والتأثير في العقول والوجدان، لا بُـدَّ -وهذه نقطة مهمة- من مراعاة التنوع المذهبي والفكري والسياسيّ الموجود، فالتأثيرُ في داخل بعض الأُطُر الفكرية مثلاً ينبغي أن يكون من خلال مسارات متعددة، من أهمِّها مسارُ التشجيع للأصوات الواعية في إطارها والدفع بها إلى خوض معركة الوعي من منظورها، وأن نحرصَ على أن تكونَ لديها المعرفةُ الواسعةُ بأبعاد ومرتكزات المشروع اليمني التحرّري الذي يمتلكُه اليمنيون اليومَ وهو النموذجُ القادرُ بإذن الله على إحداث نقلة نوعية على كُــلّ الأصعدة، وما يؤكّـد صحةَ هذه النظرية هو ما حقّقه من منجزات طيلة أربعة أعوام سابقة وفي ظل ظروف عويصة معروفة والحمد لله، الهُـــوَّةُ موجودةٌ بيننا كيمنيين ولا ينكرُها أحدٌ، وهذا التواصلُ سيكون له أثرُه، وإن كنت مع من يقول إن البعضَ كمواقفَ رسمية لن نلمسَ منهم أيَّ تطور ملحوظ وخَاصَّـةً حزب الإصلاح الذي تتحكمُ فيه مراكزُ نفوذ عميلة وتحرصُ كُــلَّ الحرص على التشويه بكل مَن يخالفها من أوساطها، ويبدأ التصحيح ولو في موقف معين، لكن مع ذلك، هذا لا يمنعُنا أبداً من الاقتراب منهم وَليكُنِ العملُ في إطار بعض الشخصيات السياسيّة والقبلية، وبعون الله سيكونُ لهذا أثرُه ونكون قد قمنا بواجبنا، وسُنةُ الله في التهيئة ستكونُ حاضرةً، فاللهُ يهيئُ ويمُــدُّ الصادقين بعونه وتأييده.

إن أيةَ دولة تتطلعُ للبناء والنهوض.. عليها أن تُوليَ هذه المعركة اهتمامَها الكبيرَ، وأنا على ثقة أن ثمةَ جهوداً قد بُذلت وستُبذَلُ في هذا السبيل، وما على المعنيين في مختلف التوجّــهات إلا تجديدُ العزائم، والتوكلُ على الله والبدءُ بما يلزم.

مقالات ذات صلة