جبهة الضالع تربك التحالف.. الإماراتيون قلقون واتهامات بالجملة بين الإصلاح والانتقالي

تقارير | 3 أبريل | مأرب برس :

تقدم مستمر لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية في محافظة الضالع، العملية العسكرية الواسعة والمفاجئة تؤتي ثمارها على أكثر من صعيد، مع بداية العام الخامس من الصمود والذي وعدت قيادة الثورية بأنه سيكون مختلفا عما سبقه من أعوام الصمود لتنامي القدرات.

تفيد الأنباء القادمة من الضالع باقتراب قوات الجيش واللجان من مريس ومعسكر الصدرين، وأن التخبط لا يزال مسيطرا على جبهات المرتزقة بعد تقدم الجيش واللجان المفاجئ في عملية التفافية واسعة وخاطفة انتهت بالسيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي وتطهير مساحة 100 كيلو متر جنوب دمت.

السيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي شكل مفتاح العملية العسكرية للتقدم بعمق كبير في اتجاه تحرير مناطق في محافظة الضالع، وتوفير مزيد من الأمن لمحافظتي إب وتعز.

وتقول الأنباء الواردة من الضالع بأن نائب رئيس المجلس الانتقالي المرتزق هاني بن بريك والذي نشرت وسائل إعلام تابع للمرتزقة وصوله إلى جبهة الضالع اكتفى بالتقاط الصور في جبهة الضالع، وقفل عائدا إلى عدن، وتبعه نائبه أبوهارون بساعات تحت ضغط التقدم المستمر لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية، مخلفا بعض أطقمه غنائم للجيش واللجان الشعبية.

انتقال هاني بن بريك نائب رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا إلى جبهة الضالع جاء في أعقاب اجتماع عاصف في عدن وضغط إماراتي على قيادة الانتقالي لتولي المعركة الناشئة في الضالع في ظل مخاوف الأخير من شرك يعده الإصلاح لإفراغ عدن من قوات الانتقالي تمهيدا لاستعادة هيمنته على المدينة، وتقول المصادر بأن قيادات إصلاحية وأخرى تتبع الانتقالي تبادلت الاتهامات بالخيانة وبيع خرائط المواقع وسيل من الاتهامات ساقها كل طرف للآخر.

وفي سياق ميداني تؤكد الأنباء الواردة من عدن بأن جبهة الضالع أحدثت إرباكا كبيرا، وأن مئات من المجندين في معسكرات التدريب بعدن التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا كان مخططا إرسالهم إلى الساحل الغربي، جرى تحويلهم جلهم إلى جبهة الضالع وجلهم ممن تقل أعمارهم عن 20 عاما، حيث وصل 100 مجند الأحد الماضي بعضهم لم يمض على وجوده في معسكرات التدريب سوى أسبوع.

ومن جبهة الساحل الغربي أفادت الأنباء عن انسحاب كتائب من ألوية العمالقة التي تضم تشكيلات للقاعدة وداعش بلباس عسكري ينتمون إلى مناطق جنوبية انسحبت من الساحل الغربي وتوجهت إلى الضالع لمواجهة التقدم الكبير والسريع هناك لقوات الجيش واللجان الشعبية.

ويكشف مصدر مطلع بوجود قلق كبير لدى القادة العسكريين الإماراتيين في عدن، الذين لا يخفون تفاجأهم بالعملية الخاطفة والسريعة التي مكنت الجيش واللجان من السيطرة على نحو مئة كيلو متر مربع في أقل من 72 ساعة بما في ذلك السيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي والذي كان مجهزا بعشرات المواقع وأسلحة تكفية ليقاوم أشهر عديدة، لافتا إلى أن القيادة الإمارتية وجهت تقريعا شديدا لقيادات الانتقالي، واتهامات بالخيانة للإصلاح.

وبحسب مصادر عسكرية فإن من يقاتل في الضالع حاليا هم خليط من السلفيين وعناصر القاعدة التابعين للمدعو رشاد الشرعبي الممول إماراتيا في المحافظة، وأن التعزيزات التي وصلت من عدد من الأولوية عاجزة عن قلب مسار المعركة التي تقترب من معسكر الصدرين والذي سقطت بعض مواقعه المتقدمة بيد الجيش واللجان الشعبية.

 وأشارت المصادر إلى أن تحالف العدوان ضغط لإشعال الجبهات في الحديدة ونهم وحيران، وهو ما تؤكده الأنباء القادمة من تلك الجبهات خلال اليومين الماضيين، حيث شنت مجاميع الإصلاح عمليات فاشلة في نهم وحيران انتهى بعض تلك الزحوفات بخسارة مواقع كما في جبهة المدفون بنهم، وخسائر كبيرة كما الحال في جبهة حيران، لكن الإصلاح يرفض مشاركة مجاميعه في الضالع..

 جبهة الضالع فاجأت العدو حول قدرات الجيش واللجان في العام الخامس، بفتح جبهة استنزاف اختارها هو، وجره التحالف إلى مربع الجبال حيث يتفنن المجاهدون بصيد الآليات والأرواح بأقل الكلف والإعداد.

وتؤكد مصادر عسكرية من الساحل الغربي بأن الإرباك بدا واضحا في تحركات العدو في الساحل الغربي والذي كان يعتمد فيه على الدفع بأبناء المناطق الجنوبية للقتال في ظل فشل الأوراق الأخرى واستهلاكها على مدى أربعة أعوام، واندلعت خلال الأيام الماضية خلافات كبيرة بين اتباع طارق صالح وقوات العمالقة التي تعمل لعدم سرقة ما حققته من قبل مجاميع طارق التي تصفها بالانتهازية وبأنها لا تفعل شيئا سوى الاستعراض إعلاميا وادعاء البطولات التي يدفع الجنوبيون دماءهم ثمنا لها..

ليس واضحا أفق عملية الضالع وإلى أي مدى تنوي قيادة الجيش واللجان المضي جنوبا، اعتمادا لسياسة الغموض البناء حول القدرات العسكرية التي باتت بحوزتها، والخطط العسكرية المزمعة في الميدان اليمني أو عمق دول التحالف، وهو ما بدا واضحا خلال خطاب قائد الثورة الشعبية عشية اليوم الوطني الرابع للصمود ودخول العدوان على اليمن عامه الخامس..

وبشأن آفاق العملية الجارية في محافظة الضالع، تقول مصادر عسكرية أنها أنجزت في الساعات الأولى تأمين محافظة إب كلية من مؤامرات العدوان، وأضحت جبهة الحشا التي فتحها العدوان مشلولة بعد قطع الإمدادات عنها وانسحاب مجاميع هناك إلى الخلف نحو الضالع.. وما إذا كانت المناطق المحتلة في الجنوب ستعود من جديد إلى دائرة العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية، تكتفي العديد من القيادات العسكرية بأن زمن الهدوء المستقطع للمحتل الإماراتي أو السعودي في جنوب اليمن قد انتهى، والعمليات العسكرية الجارية في محافظة الضالع ليست سوى البداية، وسيكون في انتظار الشعب اليمني الكثير من الأخبار الطيبة.

انتقال خطط الجيش واللجان إلى استنزاف العدو وفتح جبهات تختارها هي مع بداية العام الخامس للصمود، وإذا ما أضيف له قدرة الحسم السريعة لأي بؤرة فتنة يفتحها العدو كما حصل في حجور يوحي بأن العام الخامس هو عام انقلاب الطاولة على الأرض وتطور مهم في معركة الدفاع عن الأرض، في معركة النفس الطويل ولن تكون العمليات بعيدة عن قلب عواصم العدوان متى اقتضت الحاجة والمصلحة الوطنية تنفيذها.

إبراهيم الوادعي “المسيرة نت”

مقالات ذات صلة