كيف تقرأي جريمة شارع الرقاص…؟

مقالات | 18 مايو | مأرب برس :

بقلم / رند الأديمي*

أنا لايمكنني القراءة فأنا لم أكن بعيدة عن القيامة..!!
كانت الغارة قريبة مني على بعد أقدام
عندما قررنا النوم بشكل طبيعي
فجأة صحونا على صوت يهز الأرض من أعماقها ويطبقها على أذاننا، كانت طبلة الأذن أوهن من أن تتحمل ذلك الزلزال والجمجمة لايسعها الإحتمال
شعور لايمكنني وصفه مدمر ..

قاتل ..بل المعنى الأقرب أليه
شعور مرعب يخترق كل الحواس المعنوية والمادية لدي الإنسان
وبين هول الغارة وصراخ الرجال والنساء شعرت أن ثمة قيامة قادمة من الناحية الغربية مع رياح تملؤها الغبار وروائح الدم
طفلي كان نائم كسائر الأطفال في العالم وهرع يجري ليحتمي بي…ولكن ثمة أطفال بالقرب مني لم يسعفهم الوقت بالإحتماء ثمة غطاء يلفهم بتلك الدقيقة من بيوت وركام ودماء …كيف يمكنني مد يدي لحمايتهم

تعالت اصوات سيارات الإسعاف …بدأ الرعب يكبر في داخلي هنالك ضحايا نعم
ومن جيراني ممن عرفتهم وممن اراهم كل يوم يسيرون ويجيئون من منهم؟
المطري…البحري…او تلك العجوز التي لاتفارق سجادتها وتدعي دائما بالستر والنجاة ربما كلهم ورجائي أن لايكون أحد وجوههم تزدحم في مخيلتي تطبق عليها

لم يخطر ببالي ان استاذي ومعلمي رئيس اتحاد الاعلاميين هو المستهدف وهو الضحية
استاذ عبد الله من علمني الكتابة الصحفية ومنه استمد القوة والذي لطالما كان معلم وناصح

فجاة لأتصل بأخاه ويقول استشهد ولده ولده حسن الهاديء المثابر ..لماذا ؟
فاغشاني البكاء على كل تلك الخسارات
ثمة خسائر معنوية اقوى من خسارة الروح….
خسارة الثقة
خسارة الأمان
خسارة النوم الهانيء
خسارة الروتين أيضا والبيوت التي ترتص حولك التي تتحول الى غبار وركام
ليلة الحدث كانو يسيرون بأمان لن يعلموا ان الموت هو القادم في الساعات المقبلة وأن اسمائهم ستورد كضحايا ومعاقين وفاقدين لأحبابهم

هنالك فرق بين غارة تقرأها في عاجل وغارة تمر من امام رأسك ليسلم رأسك بعض الشيء
هنالك فرق بين غارة وصور للضحايا وبين غارة تقبرك نفسيا في ذلك الشارع وتحول كفنك الى وطن بدلا ان يكون الكفن هو شبر او شبرين

 

*صحفية لجنة الرقابة والتفتيش اتحاد الاعلاميين اليمنين

مقالات ذات صلة