ما مدى نجاح ورشة المنامة الخيانية؟!!

تنعقد الليلة ورشة المنامة التي أُريد لها ان تكون الممهدة لبدء تنفيذ المخطط المسمى بـ”صفقة القرن” للقضاء على القضية الفلسطينية نهائياً وإطلاق يد الكيان الصهيوني في المنطقة دون رقيب أو حسيب، لكن ما مدى حظ هذا الاجتماع وأمثاله من النجاح.

الجميع يعلم ان ما يسمى “صفقة القرن” أطلقها صهر ترامب، جارد كوشنر، وهو اليهودي الصهيوني المناصر تماما للكيان الصهيوني، وأيضا يعلم الجميع ان هذا المخطط انما يرمي لحل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيونية، والتي تصب مائة بالمائة لصالح كيان الاحتلال. واللافت ورغم ان واشنطن تمكنت من حشر بعض عملائها من الانظمة العربية ضمن هذه الصفقة، فإن الغائب الرئيس عن هذه الصفقة هو صاحب الحق المشروع، الشعب الفلسطيني، بجميع فئاته وفصائله جميعا المساوِمة منها والمقاوِمة.

ومنذ ان تسلم دونالد ترامب السلطة في الادارة الأمريكية، وحتى الآن، عرف عنه بأنه مجرد تاجر ويريد ان يطبق قواعد التجارة على السياسة، لذلك شاهدنا منه الكثير من التخبط والقرارات الغبية، ولكن بشأن اصعب وأعقد قضية في منطقة غرب آسيا بل العالم الإسلامي، أي القضية الفلسطينية، نعتقد انه ارتكب أكثر قرارته غباءاً، بتبنيه حلا متحيزا بالكامل للكيان الصهيوني والذي يتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة بما فيها حق العودة وحق تقرير المصير.

الأمر الذي زاد من جرأة ترامب على الاندفاع في تنفيذ ما يسمى “صفقة القرن” هو تمكنه من الهيمنة على قرار عدد من الأنظمة العربية، وبما انه تاجر بالطبع، فإنه يحاول الدخول إلى الحل من باب المال والتجارة، متوهما انه بالإمكان شراء القضية الفلسطينية بالأموال، وبالطبع ليست امواله، بل انه يريد أن يهب ما لا يملك لمن لا يريد البيع. أي انه يريد شراء القضية الفلسطينية من الفلسطينيين بأموال الانظمة الخليجية.

ومن هنا، ومن الباب الاقتصادي يحاول مطلقو “صفقة القرن” الدخول إلى القضية الفلسطينية، ومنها إطلاق المشروع الأمريكي الجديد للمنطقة بأسرها، يكون فيه “الكيان الصهيوني” صاحب اليد الطولى بالمنطقة.

ورغم ان أمريكا نجحت في تحشيد حضور جاد من البحرين (البلد المستضيف)، والسعودية والامارات والأردن ومصر، الا ان هناك دول أعلنت مقاطعتها لورشة المنامة، وفي مقدمتها فلسطين صاحبة الشأن والعراق وسوريا ولبنان والجزائر، فيما الدول العربية الاخرى مترددة بين الحضور والغياب، نظرا لحسابات او تخوفات من الشارع او مخالفات واسعة من الشعب، خاصة الدول العربية التي تتمتع بهامش من حرية الرأي. فعلى سبيل المثال، دعا مجلس الأمة الكويتي، بموافقة اغلبيته، الحكومة إلى مقاطعة “ورشة البحرين”، حيث جاء في البيان الذي تلاه رئيس المجلس، مرزوق الغانم: إن “الكويت كانت مناصرة لفلسطين المحتلة، والتطبيع مع الصهاينة مناقض للثوابت الكويتية، وهناك من يريد تحميل الدول الخليجية، نفقات تحميل التطبيع”.

والسؤال هنا هو: هل بإمكان العرب المشاركين في “ورشة البحرين” ان يبيعوا فلسطين مع غياب صاحبها الأصلي، إذ قاطع الفلسطينيون بكل فصائلهم هذه الورشة؟ هذا فضلا عن مشاركتهم الضئيلة، حتى سمعنا ان عددا من التجار الاماراتيين انسحبوا من المشاركة في الورشة، معلنين ان فلسطين ليست للبيع لا بـ50 مليار دولار، ولا ـ500 مليار دولار، بل ولا بكل ثروات أمريكا والدنيا كلها. حقا انه موقف مشرف.

وإذا تتبعنا الشارع العربي والاسلامي لشاهدنا ان هناك حركة قوية آخذة في التنامي تصب في عنوان واحد “فلسطين ليست للبيع، والمقاومة هي السبيل الوحيد لنيل الحقوق المشروعة”، بل ان محور المقاومة سلب زمام المبادرة، وعقد مؤتمرا لمعارضة “صفة القرن”، من المؤكد سينجح هذا المؤتمر في توحيد أصوات الشعوب العربية والاسلامية، ضد محور العار والخيانة. تابعوا وستشاهدون كيف سيمنى هذا المؤتمر الخياني بالفشل الذريع.

مقالات ذات صلة