إنجاز إيراني جديد في مجال القنابل الموجّهة بالأقمار الصناعية.. كيف تعمل هذه القنابل وما هي أبرز مميزاتها ؟ + صور

لطالما كانت القنابل التقليدية سلاحاً تستخدمه العديد من بلدان العالم للقيام بعمليات قصف جوي، ومنذ حرب “فيتنام”، أصبحت القنابل الموجّهة بالموجات والليزر تستخدم على نطاق واسع، وقبل بدء الألفية الجديدة، كانت أغلبية القنابل الموجّهة تستخدم إما وسائط الموجات التلفزيونية أو الليزرية لإصابة الهدف، ولكن في الألفية الجديدة، تم استخدام سلسلة جديدة من القاذفات الجوية، أو ما تسمى حالياً القنابل الموجّهة بالأقمار الصناعية “القنابل الذكية”، وهذه القنابل هي أسلحة ذاتية التوجيه، مصمّمة بدقة لتزيد الضرر بالهدف.

وقد تمّ حديثاً إنتاج صواريخ ذكية متطوّرة يمكن نقلها وإطلاقها من شاحنة يطلق عليها اسم “صواريخ الصناديق” مزوّدة بباحث ليزري يتولّى التعرف على الهدف كصاروخ موجّه ما يزيد من دقة إصابتها الهدف المنشود مع إلحاق أضرار جسيمة، وبالتالي يمكن أن تحلّ هذه التقنية محل قذائف المدفعية الأبطأ والأقل دقة.

الدول المصنّعة للقنابل الموجّهة بالأقمار الصناعية “القنابل الذكية”

يعدّ تطوير وتصنيع مجموعات وأنظمة توجيه بالأقمار الصناعية لإطلاق القنابل الجوية نقاشاً له العديد من الزوايا التقنية والتصميمية، لذا فإن عدداً قليلاً من دول العالم قد حقّق نموّاً في مجال هذه التكنولوجيا، وهنا تجدر الإشارة إلى أن جمهورية إيران الإسلامية انضمت مؤخراً إلى تلك الدول المصنّعة لهذا النوع من الأنظمة المتطوّرة.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن وزير الدفاع الإيراني، العميد “أمير حاتمي” أزاح الستار يوم الثلاثاء الماضي عن قنابل متطوّرة ذكية مصنّعة من قبل خبراء ومنظمات الصناعات الدفاعية والالكترونية بوزارة الدفاع الإيرانية، وبهذا الأمر أصبحت إيران أحدث عضو تمت إضافته إلى تلك الدول المصنعة.

وهنا سوف نستعرض أهم تلك الدول المصنّعة لهذه التكنولوجيا المتطوّرة..

في البداية تمكّنت أمريكا من صنع الكثير من ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM) وهي مجموعة إلكترونية منخفضة التكلفة تقوم بتحويل القنابل الحرّة غير الموجّهة الحالية إلى أسلحة “ذكية” موجّهة بدقة وتتكون مجموعة JDAM من قسم خلفي جديد يحتوي على نظام ملاحة بالقصور الذاتي / نظام تحديد المواقع العالمي (INS / GPS) وشرائط جسمانية لمزيد من الثبات والرفع. يمكن توصيل القنابل بدقة في أي ظروف جوية وإطلاقها على مسافة بعيدة عن الهدف، ويمكن الاعتماد على نظام الملاحة لتحديث السلاح طوال الطريق للتأثير على الهدف .

وفي السياق ذاته، قدّمت روسيا مؤخراً أكثر أنواع القنابل المدمجة من طراز KAB-250 والتي تم إنتاجها من قبل شركة “ريغيون” الروسية علماً أن هذه القنبلة الموجّهة تتمتع بجميع خصائص القنابل التقليدية غير الموجّهة، وعلى الأرجح مزوّدة بنظام توجيه تلفزيوني. يشار إلى أن هذا النوع من القنابل يمكن أن يثبّت في أسفل الطائرة أو داخل مقصورات في بطن المقاتلة نفسها.

وتجدر الإشارة هنا، أن قنابل KAB250 مزوّدة بنظام مركّب من التوجيه الفضائي والليزري، كما أن الشكل الممدود للقنبلة الجديدة والتي على الأغلب تم تصميمها بهذا الشكل، جاء لتتلاءم مع المقصورة الداخلية لطائرات الجيل الخامس.

وأما بالنسبة للصين فلقد تمكّنت من صنع القنابل الموجّهة أو ما تسمى “lt-2“وهي قنابل موجّهة بالليزر وكانت تعتبر أول جيل من القنابل الموجهة التي تم إنتاجها في الصين ويصل وزنها إلى 570 كيلو جراماً وباحثها ذو شكل مماثل لما هو موجود في القنابل  paveway I/ II.

وفيما يتعلق بالجارة باكستان، فإنه يمكن القول هنا بأن إسلام أباد تعتبر من إحدى الدول المصنّعة لهذا النوع من القنابل الموجّهة بالأقمار الصناعية.

ولقد قامت باكستان مؤخراً بتطوير قنبلة تسمى “تكبير”، والتي تم تصميمها وفقاً للتصميم الصيني وتستخدم موجات الأقمار الصناعية لتوجيهها، ويمكن أن يصل وزن هذه القنبلة إلى 5 كيلومترات.

وبالنسبة لجارتنا الأخرى تركيا، فهي أيضاً تُعدّ أحد الأعضاء النشطين في مجال التوجيه عبر الأقمار الصناعية ولقد تمكّنت أنقرة من تطوير مجموعة من أدوات التوجيه عبر الأقمار الصناعية للقنابل ذات العلامات التجارية المعروفة باسم HGK وهذا النوع من الأدوات يجمع بين نظام GPS ونظام التوجيه بالقصور الذاتي.

وفي قارة آسيا هنالك دولتان تمكّنتا من الوصول إلى هذه التكنولوجيا، هما كوريا الجنوبية والكيان الصهيوني وأما بالنسبة للدول التي تمكّنت من الوصول إلى هذه التكنولوجيا والواقعة في الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية، فيمكن القول هنا بأن البرازيل وإفريقيا الجنوبية هنّ أيضاً من ضمن الدول المصنّعة لهذا النوع من الأنظمة المتطوّرة وأما بالنسبة لقارة أوروبا فيمكن الإشارة هنا إلى ألمانيا وفرنسا اللتين تمكّنتا قبل عدة سنوات من صنع هذا النوع من الأنظمة المتطوّرة.

إيران.. اللاعب الثاني عشر في هذا المجال

لقد تمكّن خبراء منظمات الصناعات الدفاعية والإلكترونية بوزارة الدفاع الإيرانية مؤخراً من صنع عدد من القنابل الذكية والموجّهة عبر الأقمار الصناعية، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية الإيرانية، بأن وزارة الدفاع الإيرانية كشفت يوم الثلاثاء الماضي، عن امتلاكها قنابل متطوّرة ذكية مصنّعة من قبل خبراء منظّمات الصناعات الدفاعية والإلكترونية بوزارة الدفاع.

ولفتت تلك المصادر إلى أن وزير الدفاع الإيراني، العميد “أمير حاتمي”، قد أزاح الستار عن قنابل “ياسين” و”بالابان” المتطوّرة الذكية الموجّهة وقنابل ذكية بالغة الدقة من الجيل الجديد لسلسلة “قائم”. ونقلت تلك المصادر عن العميد “حاتمي” قوله إن “وزارة الدفاع لن تتوانى لحظة في الدفاع عن البلاد رغم خبث ودسائس الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابها”.

وأوضح “حاتمي” أن القنبلة “بالابان” ذات أجنحة قابلة للطيّ لزيادة المدى وكذلك منظومة توجيه مبنية على INS&GPS لزيادة الدقة. كما أنها مجهّزة بآلية “الأجنحة المطوية” لنصبها تحت المقاتلة كرار”.

ويتم تحديد ونقل خصائص الهدف قبل التحليق إلى مجموعة التوجيه والسيطرة، وبعد إطلاق القنبلة تفتح الأجنحة المطوية وتتحرك نحو الهدف بمساعدة منظومة التوجيه.

وأما القنبلة “ياسين” فهي موجّهة بعيدة المدى قادرة كقنبلة ذكية على الإطلاق من مسافة 50 كم وتوجيهها نحو الهدف وإصابتها.

ولفت “حاتمي” أنه من أهم خصائص هذه القنبلة هي إمكانية استخدامها في جميع الظروف المناخية في الليل والنهار وإمكانية نصبها على الطائرة ذات الطيار ومن دون طيار وزيادة أمن وسلامة المنظومة والقدرة على إنجاز العمليات في المديات القصيرة والبعيدة.

وبهذا الأمر يمكن القول هنا بأن إيران أصبحت أحدث عضو تمّت إضافته إلى تلك الدول المصنعة لهذه الأنظمة المتطوّرة وأصبحت اللاعب الثاني عشر في هذا المجال.

مقالات ذات صلة