العالم الرباني نجم آل محمد السيد بدر الدين الحوثي

إكرام المحاقري
نظرت إلى سماء تملئها النجوم المضيئة كمصابيح نورانية، ونظرت إلى الأرض فإذا بنجم يسطع نوره بالحق في أرجاء المعمورة الصغيرة، هو ذاك البدر الذي تم نور العلم وأحياء به أمة بعد إذ هوى بها حال الضلال إلى درك المعاناة، وركنت إلى الشيطان ردحا من الزمان، فبدر الأرض قد ضاها بدر السماء فكلاهما شع نورا طاهرا.

إنه العالم الرباني “بدر الدين بن أمير الدين الحوثي” والد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأبو الشهداء الأطهار من آل بدر الدين، أحد العلماء المجاهدين الأجلاء، تجلى الحق المبين في أفعاله الصادقة ومؤلفاته البينة وتربيته الطاهرة لآل بيته الكرام.

خط بيمينه نهج عزيز وكريم، وكان غريب في زمن ضاع فيه الدين في أوساط المسلمين، ونال شرف منزلة من قال عنهم الرسول الأعظم “فطوبى لهم”.

تحرك مع الله وعلم القرآن لمن طلب العلم النافع، وشق طريقه نحو البحث عن حقيقة الدين المفقودة، فبنى جيلا قوي الإيمان، كان ذخرا متينا للمسيرة القرآنية من بداية مشوارها، بل أنه كان لبنة اساسية في بنيانها الشامخ.

لطالما واجه مكر شياطين الإنس بكل وعي وبكل حنكة وحكمة، حاولوا أن يسلبوا منه موقفه الحق لكنه أبى إلا أن يكون من الصابرين على الحق، ويعاني كما عانى كل من صدح بالحق في كل زمان، ووقف مقتديا بسيرة الأنبياء في مواجهة الطغاة والمضلين، فطوبى له من رباني عظيم الشأن والمقام.

ولمن جهل هذا العالم فلينظر إلى ثمرته الطاهرة من بعده وماهية مواقفهم وما مدى قوة إيمانهم، فأبنائه جسدوا المبادئ التي أخذوها عنه وأصبحت مبدأ لكل يمني حر يأبى العبودية للمستكبرين، فكان شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء..

أنتهج القرآن وحذر من آفة الضلال، وربى المجمتع اليمني على العزة والكرامة والحفاظ على مكانة الأمة التي أختارها الله لها، كما أنه بين للمسلمين خطورة التولي لليهود والنصارى المتمثلين في “أمريكا وإسرائيل” وكان نعم الدليل وقبلة يتوجه إليها اليمنيون من أجل نيل البصيرة والحكمة اليمانية.

أقام العدل والقصد في مجتمعه وبين أفراد أسرته كما أقامه بكلمة حق في وجه سلطان جائر، لذلك عانى الكثير والكثير من الظلم والإستبداد من أنظمة العمالة، حتى انه شهد بعض الحروب الست وكان من المجاهدين الثابتين والصادقين رغم كبر سنه، حيث حفز المجاهدين على الصبر والثبات، وبشرهم عندما أشتد البأس وحمي الوطيس بقوله: “فتحت أبواب الجنان”..

فالبدر غاب، وغاب نجم من نجوم آل محمد لكن لم يغيب أثره الذي أضاء به دروب السائرين نحو الحرية والكرامة، فالحق باقٍ ماتعاقب الليل والنهار، والآثر الإيماني لا يفنى بل يتجسد في جهاد المؤمنين فتحا وعزة وكرامة، فسلام الله عليكم يابدر الهدى ويا حفيد المصطفى عدد كلمات الله التي لن تنفد حتى وأن نفد ماء البحر وجف مزن السماء.

مقالات ذات صلة