وحدةُ الأمة.. في المنظور القرآني وفكر الشهيد القائد

سمير أحمد علي

 

ببصيرة العالم الرباني المتنور بآيات القرآن الحكيم يؤكّد الشهيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي رضوانُ الله عليه على أهمية الوحدةِ بين المسلين والاجتماع على كلمة سواء باعتبار ذلك من أهم عوامل القوة أمام أعداء الله والمستكبرين في الأرض والمتربصين بالمستضعفين من المؤمنين، بعكس الاختلاف والتفرق الذي يجلب للأمة الهوان والضعف والهزيمة وجعلها لقمة سائغة للعدو يسهل ابتلاعها وهضمها كيفما شاء.

وكما حاول المذهب الوهابي إغفال أهمية أمر الوحدة بين المسلمين امتثالاً للتوجيهات القرآنية فقد عمد إلى نشر ثقافته المغلوطة حول هذه القضية على مدى عشرة عقود من الزمن متذرعاً بأحاديثَ زائفة وكاذبة لا تمت للرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله بأية صلة، ومن أبرز تلك الأحاديث المغلوطة “اختلاف أمتي رحمة”، الأمر الذي ينسف كُلّ القرآن الكريم التي تنادي بالوحدة وعدم التفرقة، وقد ساهمت تلك الأحاديث المزيفة الصادرة عن الفكر الوهابي إلى حَــدٍّ كبير في التفريق بين المسلمين وإثارة الخلاف فيما بينهم وصلَ حَــدَّ القتل وسفك الدماء، ما يحدث اليوم في اليمن المسلم والمسالم من عدوان يشنه النظامُ السعودي منذ أكثرَ من أربع سنوات إلا خير دليل وشاهد على قُبح ما يصدّره ذلك الفكر المنادي بالاختلاف.

وقد تطرق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في محاضراته عن الوحدة إلى الآيات القرآنية التي تتجه نحو وحدة الكلمة، وتتحدثُ عن خطورة القضية التي تواجهنا، وعادةً ما يتبادر إلى أذهان الناس وحدة الكلمة ليكونَ بمستوى المواجهة، وهذا طبيعي يحصل، ثم من بداية توجيه الناس نحو الطريق التي فيها ما يجعلهم بمستوى مواجهة هذا الخطر بل القضاء وضربه، موضحاً أنها كلها تتجه نحو وحدة الكلمة تحت الاعتصام بحبل الله جميعاً، كلها في هذا الإطار {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }(آل عمران: من الآية103)، لافتاً إلى أن هذه الآية فيها ثلاث عبارات تؤكّد على وحدت الكلمة، على وحدة الأنفس، وحدة الصف.

وأشار رضوانُ الله عليه إلى الآية الكريمة {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية104) التي تؤكّدُ على الوحدة، ثم يأتي نهيٌ مؤكّد بوعيد شديد {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 105) وهي الآية التي تنهى عن التفرق، وتنهى عن الاختلاف، وتحذر أن نكون مثل أولئك الذين تفرقوا واختلفوا، وهم تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم بيناتٌ من قِبَل الله، توجههم إلى ما يحول بينهم وبين التفرق والاختلاف، وتوجههم إلى ما يجعل منهم أمةً واحدة لا تتفرق ولا تختلف، لكنهم تفرقوا واختلفوا، تبعاً للأهواء أَو جهلاً بدين الله، أَو بغياً من بعضهم على بعض، أَو حسَداً من بعضهم لبعض، تفرقوا واختلفوا، ولم يكن هناك تقصير من جانب الله سبحانه وتعالى أنه لم يوجههم إلى ما يجعل منهم أمة واحدة، أنه لم يأتِ من جانب الله ما يحذرهم من خطورة التفرق والاختلاف، ما ينهاهم عن التفرق والاختلاف.

وبيّن الشهيدُ القائدُ أن كُلّ شيء قد أتى من قِبَل الله من خلال تلك الآيات على أوضح ما يمكنُ وأعلى ما يكون، فهو يقول لنا: بأنكم لا تتفرقوا ولا تختلفوا، ينهانا عن التفرُّق والاختلاف، وعندما ينهانا عن التفرُّق والاختلاف؛ لأَنَّه يعلمُ أن في التفرق والاختلاف الضربةَ الموجعةَ لنا، الضياعَ لديننا، الإهانةَ لأنفسنا، الشقاءَ في الدنيا والآخرة، شقاء وذلة وخزي في الحياة وفي الآخرة نار جهنم.

 

مقالات ذات صلة