حصار الدريهمي.. أما آن الأوانُ للضمائر أن تصحو؟!

هاشم المهدي

 

كل شخص يتذكر كيف كان عامُه الذي مضى.

أحزانه وأفراحه، طموحاته وأهدافه، مخططاته ومشاريعه.

ولكن لا أحد يفكر أو يشعر بأهله المحاصرين في مدينة الدريهمي منذ عام!

عام تحت القصف الذي يتعمده مرتزقة العدوان..

والجوع الذي لا يجدون ما يسدون به رمقهم..

والوباء الذي اختلطت به أجسامهم النحيلة..

عامٌ وَأرواحٌ تغادرُ هذا العالم كُـلّ يوم وأشلاءٌ تتناثر وآهات تملأ تلك المديرية التي لم يعرْها هذا العالم الذي تحجرت فيه الإنسانية أي اهتمام

شيخٌ يُقتل، طفلٌ جائع، وطفلةٌ لا زالت في سن الزهور تئن من ألم المرض، وأبٌ يموت قهراً مما بداخله من أنقاض معاناة وكثير من الحطام.

يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنةً أُخرى وأبناءُ تلك المديرية بين صمت دولي وخرق أممي، بين جحيم ونكال، بين تجرع المر ونزيف الدماء.

أيُّ دين وأي مبدأ وأي قرار يُحل لكم قتل وسفك دمائهم؟.. وأين هي المنظمات التي تتلبس بلباس الإنسانية خداعاً ومكراً لتحقيق أجندات وأهداف خارجية؟!.

وأين هي بنودُ قانون حقوق الإنسان التي تقرُّ إقراراً معلناً بحق الإنسان في الحياة وحقِّه في الحرية وحقه في التعبير عن رأيه من دون أن يردعَه أيُّ قانون من قوانين الأرض؛ لأَنَّه إنسانٌ أم أن هذه القوانين لا تتوافقُ مع مواصفات المواطن اليمني؟!.

ما يجري في الدريهمي ما هو إلا صورةٌ مصغّرةٌ من الحصارِ القائمِ على البلاد كلها.

مقالات ذات صلة