المجاهد محمد السقاف يروي تفاصيلَ الأسْر والإفراج

المجاهد محمد السقاف يروي تفاصيلَ الأسْر والإفراج:
أقبّـل أقدامَ رجالٍ بصمودهم يتحقّقُ النصر

++++++++
الأسير المحرّر محمد بن حسين قاسم السقاف يروي تفاصيلَ الأَسْــر والإفراج:
مَن لا يشارك في مواجهة العُـدْوَان فقد اشترك في الظلم والجريمة، ومعرّض للهلاك
– خلال الأسر ازدادت البصيرةُ وترسّخت القضيةُ وتجلّت أهميةُ مشروعنا، وبانت حقيقةُ الطرف الآخر ونَواياه
– تعامُلُنا مع الأسير يُثبِتُ كبر مشروعنا وصحّة قضيتنا، وهذا ديننا وأَخْلَاقنا
– أُسرِتُ جريحاً فاقدَ الوعي، وَصحوْتُ بين أيديهم، أحدهم يضربني، والآخر يهددني بقطع الرأس
– تعامل المرتزقة كان مشيناً: ضرب، تخويف، تجويع، ألفاظ غير أَخْلَاقية ولا قبلية وإخفائي 5 أشهر ومنعي من العلاج
حتى لا تكونَ حواراتُنا محصورةً على فئة المشايخ فقط، وننسى من لهم الفضلُ الكبيرُ والأجرُ الوفيرُ من الله تعالى، ولهم حقٌّ واجبٌ علينا وهم رجال الرجال المجاهدون المرابطون في ميادين الشرف والبطولة في قساوة البرد القارس وحرارة الشمس القوية وتحت قصف طيران العُـدْوَان ومدافعهم ثابتين ثبات الجبال لم يتوانوا ولم يفرّطوا بل يقدمون أنفسَهم وأشلاءَهم من أَجل الله ومن أَجل الوطن ليطهّروا أرضهم وعرضهم من دَنَس الغزاة ومرتزقتهم ويصابون بجروحٍ خطيرة ويُؤسَرون لدى الدواعش والمرتزِقة ويصبرون على ذلك.. ألتقينا بأحد المجاهدين الأقحاح وهو المجاهد الشجاع/ محمد بن حسين قاسم السقاف من منطقة حباب بمديرية صرواح محافظة مأرب. فإلى نص الحوار:
حاوره: محمد الهيال
– أخي محمد أهلاً وسهلاً بك في صحيفة النبأ اليقين ونتشرّف بالمجاهدين جَميعاً وأنت أحدهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، وصلى وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وأَصْحَـابه الصادقين ومَن تبعهم بأحسن إلى يوم الدين. وبعد:
الله يحييكم، ونشكر الصحيفة والعاملين فيها على استضافتنا وإعطائنا بعضاً من الوقت، والاهتمام بالمجاهدين.

– بصفتك أحد المجاهدين في الميدان والجرحى، في ظل عُـدْوَان همجي متعجرف.. كيف تصفُ لنا معنويات المجاهدين وصمودهم وثباتهم؟
معنوياتٌ مرتفعة تعلو هاماتِ الجبال وأكثاب السحاب، وصمود لا تهُزُّهُ أيُّ براكين، يذوب الحديد والصخور في أطراف رداء هذا المجاهد الصامد الذي هز أَكْــبَــرَ كيانٍ طغياني متعجرف غاشم، وأثبت معنى الإنْسَـانية والقيم والرجولة وقيمة اليمن وأهله ومدى عظمة الله وقدرة هذا الدين.

– بما إنك أحد الأَسْـرَى بمأرب رغم إشاعة العملاء بمقتلك بعد إصابتك بعدّة طلقات نارية.. كيف كانت معاملة المرتزِقة لك باعتبارك أسيرَ حرب ومصاباً في جبهة مأرب؟
خرجتُ في سبيل الله لا أُبالي، كما قال الإمامُ عليٌّ عليه السلامُ: “لا أُبالي أن وقعتُ على الموت أَوْ وقع الموتُ عليًّ، فأُسرِتُ وأنا جريحٌ فاقدُ الوعي، وعندما صحوْتُ بين أيديهم وإذا أنا بين أيدي كثير، أحدهم يضربني، وأحدُهم يهددني بالموت، وواحد بقطع الرأس، وواحد يقول رافضي، وواحد يقول مجوسي، وواحد يقول قنديل، وواحد يأخذ أدواتي، واحد يقول اسعفوه، وواحد يقول اتركوه… إلخ.
خلاصِةُ التعامل كان سيئاً ومشيناً: ضرب، تخويف، تجويع، ألفاظ غير أَخْلَاقية ولا قبلية، بينما كان هناك أفرادٌ جيدون يحاولون المساعدة ولكن القيادة تجبرهم على السوء، حتى العلاج لم أعلاج وأنا أسير بين أيديهم حتى خرجت وكانت أعصاب رجلي شبه يابسة.

– بما نشاهده من قِبل الجيش واللجان الشعبيّة وحُسن معاملتهم مع الأَسْـرَى المرتزِقة داخلياً ومع السعوديين فيما وراء الحدود من أَخْلَاق عالية بما يليق بالمسيرة وقائدها حفظه الله مفارقات واضحة ودحض أكاذيب العُـدْوَان وأذياله من سوء المعاملة معهم كيف تصف ذلك؟
تعامُلُنا مع الأسير يُثبِتُ كبر مشروعنا وصحّة قضيتنا، وهذا ديننا وأَخْلَاقنا، والقرآنُ أشار إلى الاهتمام بالأسير والتعامل معه، وكذلك الرسول صلواتُ ربي وسلامه عليه وآله، وهذا شيء واجب، كما يكشف ضعف قضية العُـدْوَان وأن ليس لديهم أيُّ هدفٍ أَوْ مشروعٍ بل شِلَل وعِصابات.

– ما هي أبرزُ الأسئلة التي كانوا يوجهونها لك أثناء تواجدك عندهم وكيف تم الإفراج عنك رغم أنهم أعلنوا وقتها عدم الإفراج عنك وإنك المطلوب لهم لتنكيلك بهم في الميدان؟
أسئلة مثل: اسم أمك، أختك، أهلك… إلخ، أين السيد؟، أين عفاش؟، أين السلاح؟، أين الإيرانيون؟.
تم الإفراج عني بفضل الله وَأنصار الله والوساطة والقبائل بالرغم إخفائي خمسة أشهر وتعذيبي ومنعي من العلاج واعتباري أَكْــبَــر قيادي وأَكْــبَــر خطر عليهم.
وكان الإفراج عني عبر القبائل، تبادل فردي من قبل الحدد بمأرب بضغط منهم، طالبين ابنهم الأسير عند أنصار الله مقابلي أنا وابن عمي.

– ما رسالتك لمَن لم يشارك في الجبهات ولم يحدث نفسُه بالنفير بعد عامَين من العُـدْوَان وفظاعة جرائمهم الكارثية في بلد الإيمان والحكمةِ؟
رسالتي لمَن لا يتحرك أَوْ يشارك في مواجهة العُـدْوَان ولم يكن له موقفٌ فإنه قد ظلم نفسَه واشترك في الظلم والجريمة، وهو معاقب ومعرض للهلاك وخسر الدنيا والآخرة، وأنه مستهدَفٌ.
ويجب على الجميع التحرك والمواجهة، نحن شعب أبيٌّ ونقاتل على الدين والعرض والأَرْض من يوم وُلدنا، فلا نفسل اليوم وقد تكالب علينا العالم بأكمله، فلا خيار لنا سوى المواجهةِ حتى النصر أَوْ الاستشهاد في سبيل الله تعالى.

– هل لك أن تطلعنا والقارئ الكريم على آخر المستجدات على جبهة مأرب بصفة خاصة واليمن بوجهٍ عام وكذلك جبهة ما وراء الحدود؟
ثباتٌ عظيم ومشرّفٌ، وصمود واستبسال في مأرب وكافة الجبهات في اليمن، وصبر واحتساب، من خلاله سيكون الفرج، وتقدم وانتصار كبير في الحدود ونجاح متميز، وذلك يبشر بالنصر ونهاية مملكة آل سُعُـوْد نظام الشر والاسْتكبَار.

– رسالة أخيرة تريدُ توجيهَها في ختام هذا الحوار المقتضب. ولمن توجهها؟
أوجه رسالتي إلى كُلّ يمني غيور أن يتحرَّكَ في مواجهة العُـدْوَان بكل قوة في كُلّ جانب حسب القدرة، كما أدعو الجميعَ إلى الاهتمام بالجانب الثقافي والإعلامي والفكري والتحرك المنظّم وترسيخ مبادئ القيم والعدل والمساواة ونبذ المصلحة والهمجية.
وأقبّل أقدامَ الرجال الصامدين في ميادين الجهاد الذين بجهودهم يتحقق النصر والعزة.
خلاصةُ القول من خلال مرحلة الأسر ازدادت البصيرة وترسّخت القضية في أعماقنا ووزنّا ما نحمل فرجح على كُلّ هدف وتجلّت أهمية مشروعنا، وبانت حقيقةُ الطرف الآخر ونَواياه وانكشف الستارُ المخفي من خلال التعامل والعمل والأَخْلَاق مع الجريح والأسير الضعيف الذي لا يملكُ شيئاً، وباستطاعة المرأة والجاهل الاعتداء عليه والتلبُّس باسم الدين.
والحمدُ لله رَبِّ العالمين والعاقبةُ للمتقين.

مقالات ذات صلة