للحمقي…..كانت العامين كافيةلفهم الاهداف القذرةللامارات

للحمقى..كانت العامين كافية لفهم الأهداف القذرة للإمارات

بقلم/مروان حليصي
[9/مارس/2017]

للحمقى كانت العامين كافية لتتضح لهم الأدوار المشؤومة والقذرة لدويلة الإمارات في جنوب الوطن التي تجلت من خلال تصرفاتها وطريقة تعاملها مع ابناء الجنوب وإمتهانها لهم وبشكل أكثر حدة مع المناوئين لسياستها ، فهي تعمل وتتصرف وكأنها دولة محتل وغازي وصاحبة القرار الأول في كل ما يتعلق بحياة ابناء الجنوب ، ولديها العديد من المعتقلات والسجون المملوءه بالمناوئين لها في عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات ، ولا تتحرك وكأنها دوله حليفه جاءت لتقديم المساعدة للشرعية المزعومة فقط كما هو يفترض ان يكون دورها إذا كانت تهدف حقآ إلى مساعدتها وابناء الجنوب من وراء انخراطها في تحالف العدوان على الشعب اليمني .

ففي الجنوب لا كلمة تعلو فوق كلمة القادة الإماراتين والتابعين لها ممن عينتهم في هرم السلطة الإداري والأمني في المحافظة بدءآ بمحافظ المحافظة عيدروس الزبيدي ومرورآ بقادة الحزم الأمني وانتهاء بمديرها أمنها شلال شايع ، وتوجيهات اصغر موظف إماراتي هي أقوى من توجيهات هادي بنفسه، وقد كانت الأيام الماضية حافلة ببعض الوقائع والتصرفات المهينة والمذلة التي تعرض لها الفار هادي على يد عملاء الإمارات في عدن ومن قبل الإماراتين أنفسهم الذين جاءت دولتهم لكي تساعده في إستعادة شرعيته المنتهية ، وليس بداية من منع طائرته من الهبوط في مطار عدن الدولي وهو على متنها من قبل صالح العميري قائد قوات حراسة المطار المعين من الإمارات ، ما اضطر قائدها تحويل وجهتها إلى جزيرة سقطرى ، ومرورآ برفض العميري بدعم إماراتي قرار هادي بتغييره ، ليندلع على إثره مواجهات استخدمت فيها الإمارات طائرات الأباتشي ضد قوات الحماية الرئاسية التابعة لهادي في شوارع عدن موقعة عديد من القتلى في صفوفهم في تجسيد واضح لسياسته الإحتلال التي تمارسها الإمارات حتى وإن كانت ضد من جاءو لإستعادة شرعيته دون ، مما حدى بقوات هادي إلى الإنسحاب والقبول بالإملاءات الإماراتية دون شروط ، وتلى تلك الإهانات حادثة منع هادي من زيارة أحد المواقع السعودية قيد الإنشاء في عدن لكونه ملك للسعودية كما قال قائد القوات السعودية المدعو “ابوصقر” وغير مسموح لأحد بزيارته، مهددا بقطع يد أي جندي يمني يفكر بالدخول إليه، وذلك في إشارة منه صريحة وواضحه للفار هادي الذي طلب زيارة الموقع ، وما هذه الحادثتين إلا غيض من فيض من مسلسل الإهانات التي يتعرض لها الفار هادي بشكل شبه يومي على يد الإماراتين والسعودين والتابعين لهم وذلك بإيعاز من القيادة السعودية تارة ومن الإماراتية تارة أخرى.

وليس بالغريب أو المفاجئ ذلك على من باع نفسه وكرامته وخان وطنه وقسمة العسكري لتحقيق رغباته في التشبث بكرسي السلطة او لتحقيق بعض المكاسب السياسية والمالية التي لا تستحق قطرة دم يمني سفكها الصهيوني او الامريكي او السوداني او غيرهم من المتسكعين الذين جلبوهم إلى البلاد ، وتنبئ هذه التصرفات التي يتعرض لها الفار هادي عن واقع المرتزقة المخزي والمهين و الأكثر إذلالآ منه وحالة الخنوع والعبودية التي يعيشون فيها للإماراتين في كل شيء ، وهي تعكس -تلك التصرفات حقيقة الأهداف الخبيثة التي جاءت دول الغزو و الإحتلال لتحقيقها والبعيدة كل البعد عن فقاعة دعم الشرعية المزعومة وصاحبها الدمية هادي الذي لا تقبل توجيهاته او تعليماته ما لم تنال الموافقة الإماراتية ، ولم تتجاوز سلطته سور قصر المعاشيق في ظل سيطرة المحتل الإماراتي وأدواته على كل شيء في عدن، وتحكمه في القرارات والتعيينات التي تتم في كل المناصب والمؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية في عدن .

ولم تنتهي التصرفات الإماراتية عند مستوى إهانة هادي ومرتزقتة ، بل انها وفي ظل خضوع هادي وحكومته لها تجاوزت إلى حد الإعتداء على السيادة اليمنية وإستهداف أمن البلاد ووحدته الترابية من خلال شروعها في بناء القواعد العسكرية في جزيرة ميون على مضيق باب المندب بعد إتفاقها مع الفار هادي وحكومته في تدخل سافر وسافل ترفضه القوانين والمعاهدات الدولية ، وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها دويلة مثل الإمارات بهذه الوقاحة والسفاهه التي تجعلها تبني قاعدة عسكرية لدولة في دولة أخرى وكأنها إحدى إماراتها ، وهي لا تملك أي صفة تخولها بذلك ، ووجودها في جنوب الوطن بالنسبة للشعب اليمني ليس إلا غازي ومحتل سيُطرد يوما ما وسيتحرر كل شبر من أرض الوطن من رجسه ، وحتى حكومة الإنقاذ الوطني نفسها والتي تملك الشرعية ليس من إختصاصها ولا من مهامها التوقيع على أي اتفاقيات تختص ببيع او تأجير أي ارض يمنية ، وأي اتفاقيات من ذلك النوع تعد لاغيه إذا لم يشرعها مجلس النواب ويوافق عليها .

وفي حقيقة الأمر استغرب من وقاحة أولئك الأقزام المغرورين بطفرة التنمية في دويلتهم التي كانت مكانآ لروث قوافل إبلنا قديمآ ، وكيف وصلت بهم الجرأة الى مستوى بناء القواعد العسكرية الأمريكية في جزرنا ، وأي شرعية أستندو عليها في ذلك ؛ وفي نفس الوقت يكون الأكثر غرابة هو صمت اذناب العدوان وابواقه حيال هذا التدخل السافل وهم الذين شرعو إستباحة دماء اليمنيين للعدوان وقتلهم رجالآ ونساء صغارآ وكبارآ وحصارهم لعامين دمرت خلالها كل مقومات الحياة ، بمبرر الدفاع عن البلاد ضد التدخل الإيراني الذي لم يثبتو ولو دليلآ واحدآ يؤكده، وبذريعة الحفاظ على السيادة اليمنية التي أشعلو الأرض ضجيجآ لأجلها ، ولم نراهم يدافعون عن البلاد ضد التدخل الإماراتي والأمريكي ، وضد التواجد العسكري وضد إحتلال جزرنا ، وبناء القواعد العسكرية الإماراتية والأمريكية فيها الذي تجاوز في مفهومه حد التدخل الإيراني المفترض ، وضد انتهاك السيادة اليمنية والأعتداء عليها وعلى كل يمني على حده ، وعلى التاريخ اليمني برمته ، ولم يطل علينا أحدهم معبرآ عن استنكاره ورفضه لتلك الخطوة ، ولم ينبت أحدهم البتة ببنس شفه حيال ذلك ؛ وفي الواقع ليس مستغربآ منهم ذلك ، ولست بصدد مكاشفة من تغنو بالوطنية لردحآ من الزمن وباعوها مقابل المال السعودي والإماراتي المدنس ، أو من ماتت ضمائرهم وتخلو عن انسانيتهم وأخلاقهم مقابل تحقيق بعض المكاسب المالية التي لن تدوم طويلآ بقدر ما أني أود اطلاع القارئ والمتابع على زيف أخر أعذارهم وإدعاءاتهم التي أخبئو خلفها استرزاقهم على حساب ارواح اليمنيين وسفك دماءهم وحصارهم وتشريدهم وتدمير ممتلكاتهم ، وفضح عمالتهم وتأمرهم على الشعب اليمني وحقيقة متاجرتهم بدماء ابناءه لقاء ثمن بخس لا يساوي ربع إهانة يتلقونها من نعاج الخليج.

مقالات ذات صلة