كرس حياته لاغتيال كاسترو وتسبب بإبعاد 14 ألف طفل عن عائلاتهم.. أحد أخطر جواسيس أميركا يكشف تفاصيل مهمته

مقالات | 28 مايو | مأرب برس :

كرس أنطونيو فيسيانا الجاسوس السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) كوبي الأصل، حياته لاغتيال الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو وزعزعة استقرار النظام الشيوعي، لكن فيسيانا يؤكد أن حياته هذه كانت “تاريخاً من الاخفاقات” وإن كان لا يأسف على شيء.

يقول فيسيانا في كتابه “مدرب على القتل” (تريند تو كيل) الذي وضعه بالتعاون مع الصحافي كارلوس هاريسن: “لم يكن من الممكن التكهن بأن أصبح إرهابياً”. ويضيف “كنت نحيلاً وأعاني من الربو وقلقاً باستمرار”.


ويوضح الجاسوس السابق البالغ من العمر اليوم 88 عاماً في منزل ابنته في ميامي “ما فعلته هو ما يفعله الإرهابيون. لكن لم يكن يوصف كذلك”.

يروي الكتاب بالتفصيل كيف قام رجل السي آي إيه ديفيد أتلي فيليبس المعروف بالاسم الحركي “بيشوب” (الأسقف)، بتجنيده العام 1959 وبتدريبه في هافانا بهدف قتل فيدل كاسترو، الذي توفي العام الماضي لأسباب طبيعية.

ويقول “دعاني بيشوب إلى الغداء”، موضحاً أن “الأمر كان سهلاً، لم يكن بحاجة لإقناعي بمخاطر الشيوعية في كوبا”.

شائعات

تعلم فيسيانا الذي كان يعمل محاسباً في البنك الوطني الكوبي، كيف يمكنه الاختفاء والتخطيط والتزام الحذر. ويقول “في البداية كانت الفكرة تتركز على زعزعة استقرار” النظام، ويشير إلى أنه “في الدول التي تتم زعزعة استقرارها، يصدق الناس الشائعات”. ويتابع “هذه كانت مهمتي: إطلاق الشائعات”.

كانت أولى هذه الشائعات تتحدث عن مشروع قانون ينص على قيام الحكومة الكوبية بانتزاع الحضانة القانونية للأطفال من آبائهم.

هذه الشائعة دفعت أهالي حوالي 14 ألف طفل إلى إرسالهم إلى الولايات المتحدة في إطار عملية عرفت باسم “بيتر بان”.

يقول فيسيانا “كثير من الآباء تمكنوا من لقاء أبنائهم بعد ذلك لكن آخرين أخفقوا في ذلك، إما بسبب وفاتهم أو لأنهم لم يتمكنوا من مغادرة البلاد”.

وبين 1960 و1962، كان الآباء يضعون أبناءهم في مقار الكنيسة الكاثوليكية. 

وهؤلاء القاصرون الذين لم يكن برفقتهم راشدون، كانوا يرسلون بعد ذلك إلى معسكرات في فلوريدا.

ويؤكد فيسيانا أنه ليس نادماً على إبعاد هؤلاء الأطفال عن أهلهم. ويتابع “كان ذلك أمراً ينم عن لا مسؤولية لكنني فعلته عن قناعة. في تلك الفترة كنت مقتنعاً بأن ما أفعله أمر جيد، لذلك كنت أكرره”.

مجموعة شبه عسكرية

فر فيسيانا إلى الولايات المتحدة العام 1961 بعد هجوم فاشل على كاسترو كان يمكن أن يقود السلطات إليه بسهولة.

وعندما اتصل به “بيشوب” في ميامي، أسس فيسيانا مجموعة شبه عسكرية معادية لكاسترو تحمل اسم “ألفا 66”، شنت خلال الستينيات والسبعينيات سلسلة من الهجمات ضد النظام الكوبي.

ويروي فيسيانا أن “هذه الهجمات كانت تنعش الآمال، وعندما تتحدث عنها الصحف يغمرنا الفرح. كان لدى الناس حينذاك أمل في كسب المعركة”. وهو يعترف بأن نجاح وحجم هذه الهجمات “كان دائماً مبالغاً فيهما”.

وعلى غرار كثير من الكوبيين من أبناء جيله، ينتقد فيسيانا الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي لأنه “خان” المهاجرين الكوبيين عبر سحب الجيش الأميركي من عملية خليج الخنازير المعادية لكاسترو التي أخفقت العام 1961.

ويؤكد أنه رأى “بيشوب” يلتقي لي هارفي أوزوالد قبل ثلاثة أشهر من اغتيال جون كينيدي في تكساس في 1963. ويعتبر أوزوالد قاتل الرئيس الأسبق.

فشل المهمة

أخفقت محاولة أخيرة لقتل كاسترو في سانتياغو وتخلى بعد سنوات عن أي محاولة لقتل الزعيم الكوبي.

وفي آخر سنوات نشاطه، عمل على تشويه صورة أرنستو “تشي” غيفارا بعد مقتله العام 1967 في بوليفيا. لكن الثوري الأرجنتيني أصبح أيقونة اليسار في أميركا اللاتينية.

يقول فيسيانا “أحاول فعلاً ألا أفكر كثيراً في الأمر لأن تاريخي هو مجرد إخفاقات”. ويضيف “عندما تخفق في ظروف مختلفة تعتقد أنك لم تفعل الأمر الصحيح، لكنك تشعر بأنك فاشل”.

وفي العام 1979 وبعدما حاول الانتحار مرات عدة، تخلى فيسيانا عن عمله كجاسوس وقاتل مأجور.

وفي آخر كلمات في كتابه يقول “حياتي السرية انتهت”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق