قتل الملكة بلقيس لأحد ملوك سبأ

متابعات | 29 مايو | مأرب برس :

من التاريخ!! (2-15)

قتل الملكة بلقيس لأحد ملوك سبأ

عبدالجبّار سعد :

هناك واقعة في حياة الملكة بلقيس لا يعلم عنها إلا القليل، وهي تتعلّق بأحد الملوك اليمانيّين الذين عاصرتهم الملكة، وكان من الجبابرة سيّئي السيرة عاش حالة ترف وعبث واباحيّة وامتهان لأعراض الناس وضاق به الناس ذرعا.

كان اسمه: رب شمس نمرن ملك سبأ وذي ريدان..

وهو الحادي عشر من ملوك سبأ وذي ريدان وقد حكم في الفترة مابين (250-267) للتقويم السبئي ويوافق (970-953 ق.م) وقد كان سيء السيرة كما أشرنا.

قال ابن خلدون:

ملك زهير بن عبد شمس، وكان مجرما يفتضّ أبكار حمير حتّى نشأت بلقيس بنت إليشرح فقتلته بلقيس غيلة. وملك من بعده الهدهاد بن شرحبيل وهو ذو الشرح. ملك ستّا أو عشرا وملكت بعده ابنته بلقيس.

ثمّ أنّ أذواء حمير خلعوه وملكوا الهدهاد بن شرحبيل وهو إليشرح والد بلقيس -وكان بمأرب- فحاربه (عبد شمس ذو نمر) هو وابنته بلقيس، ولكنّ ربّ شمس لم يمتثل لقرار العزل ويبدو أنّه غادر مدينة مأرب إلى مدينة (حاز) ببلاد همدان (وتدلّ خرائبها وأطلالها أنّها كانت مدينة عظيمة ذات سور له سبعة أبواب، وتوجد بالقرب من حاز بقايا سدّ بتع المشهور ونقوش باسم بني بتع).

واستمر الملك رب شمس ملكا بدعم (بني بتع) واتخذ من مدينة حاز مقرّا له بينما كان (الهدهاد إليشرح بن شرحبيل) ملكا في العاصمة مأرب، وربّما وقعت بينهما حرب لم تسفر عن نتيجة حاسمة فمكث هذا بمأرب وذاك في حاز نحو ثلاث سنين.

ثمّ دبّرت بلقيس مع أبيها الملك إليشرح بن شرحبيل خطّة بأن تتزوّج بالملك رب شمس، فتصالحا على ذلك، وسارت بلقيس بموكب زفاف من مأرب إلى قصر رب شمس بمدينة حاز، وفي ليلة يوم الزفاف قامت بقتل رب شمس فمات مسموما على يدها. ثمّ خرجت وأعلنت للأقيال والناس مقتله أو موته، فأيّدها الجميع ومنهم القيل (ذو بتع)، فاستتبّ الحكم لأبيها (إليشرح بن شرحبيل)، فحكم كما ذكر ابن خلدون ستا أو عشرا وملكت بعده ابنته بلقيس.

ولا شك أن هذه الحادثة كانت إحدى المؤهّلات التي جعلتها ملكة بعد ذلك.

مقالات ذات صلة