أوراق العدوان الأخيرة..

مقالات | 13 اغسطس | مأرب برس :

بقلم/ عبدالله الشريف :

قرأت خبرا عاجلا في إحدى قنوات العدوان إستفزني كثيرا وبلا شك انه إستفز مشاعر كل شرفاء اليمن وأحرارها مفاده مطالبة دول الإحتلال  أبناء البلد تسليم مطاراتهم وموانئهم للأمم المتحدة او طرف ثالث.. فبدلا من ان يرحل الغازي يطالب بكل وقاحة اليمنيون لتسليم مالم يستطع الوصول اليه عسكريا بالمفاوضات السياسية.

لقد فرض تحالف العدوان السعودي الامريكي حصارا جائرا وظالما تمثل بإغلاق المطارات والأجواء البرية والبحرية لليمن بهدف تركيع الشعب وفرض وصايته على اليمانيين، غير انه بعد عامين ونصف من الحرب والعدوان وصل الى قناعة ان فرض الوصاية بالقوة العسكرية صار من المستحيل.

ولتدارك فشله وخسارته الكبيرة بعد الغرق في المستنقع اليمني يسعى تحالف العدوان ومن خلال مبادرة غراب الشؤم الأممي إسماعيل ولد الشيخ وكذا بعض المبادرات من أطراف الداخل لجرجرة الشعب اليمني للوصاية السعودية الأمريكية من خلال تسليم شرايين الحياة الرئيسية في اليمن وهي  ميناء الحديدة ومطار صنعاء لأطراف توالي العدوان وتتماهى مع مخططاته القذرة.

ان مخططات العدوان لن تتوقف عند تسليم الموانئ والمطارات بل سنسمع عن مبادرات لتسليم السلاح والصواريخ الباليستية وبالتالي الإستسلام النهائي ونجاح العدوان في تحقيق مافشل فيه عسكريا وتكرار سيناريو الخدعة الامريكية للأشقاء في العراق حيث طالبت امريكا في البداية بدخول مراقبين دوليين على المنشئات العسكرية العراقية  كان معظمهم جواسيس ثم ضغطت على النظام العراقي لتدمير ترسانته العسكرية والكيميائية وبعد تأكدها من نزع مخالب قوة العراق بادرت بوحشية وصلف لشن عدوانها على الشعب العراقي ودمرت كل منشئاته ومقومات الحياة.

وليست التجربة العراقية هي الوحيدة بل كانت ليبيا ضحية اخرى  ستظل عبرة للشعوب الحرة للحيطة والحذر من الخدع الامريكية والمخططات الصهيونية والتي تنفذ عبر دويلات الخليج.

لقد اثبت الشعب اليمني من خلال الصمود الأسطوري والإنتصارات العسكرية الكبيرة التي حقهها مجاهدي الجيش واللجان في مختلف جبهات القتال والمفاجئات النوعية في البحر والجو من فرض معادلة ميدانية جديدة على الساحة الدولية حيث عجزت اكثر من 20 دولة بإمكاناتها العسكرية الضخمة من كسر إرادة اليمنيين على مدى .عامين ونصف من الحرب.

ان المبادرات الجديدة ورهان العدوان على تفكك الجبهة الداخلية والنيل من صمود الشعب من خلال الحصار الإقتصادي هي الأوراق الأخيرة التي رمى بها العدوان بغية تحقيق إنجاز يحفظ ماء وجهه وفشله،  لكنها ستفشل أمام وعي اليمانيون وبمزيد من الصبر والصمود سيرفع العدوان الرأية البيضاء وسيرحل عن كل شبر من أرض اليمن تلاحقه لعنات الأجيال.

مقالات ذات صلة