الاحتفال بالخيبة

مقالات | 21 اغسطس | مأرب برس :

الكاتب:حسن أحمد شرف الدين

أتساءل عن الدوافع التي تحرك من يريدون الاحتشاد يوم 24 أغسطس للاحتفال “لأول مرة” بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في ظل العدوان الغاشم على بلدنا وشعبنا.

بماذا يحتفلون؟

بوقوفهم في وجه العدوان؟ أم بالإنجازات التي يدعون انجاز حزبهم لها كذبا وزورا خلال فترات سيطرته على السلطة؟

ربما تناسوا بعض الأرقام والإحصائيات التي كشفت عنها مصادر رسمية وغير حكومية محلية ودولية التي سأورد بعضها في هذا المقال حتى يتذكروها ولا يتم التغرير على الناس بأنهم أهل السياسة والحكمة والخبرة والدراية والصلاح ..

وهنا أتساءل ..

هل سينزلون للاحتفال بتدهور العملة اليمنية في عهدهم حيث كان الدولار يساوي 9 ريال سنة 1990م فأصبح يساوي 223 ريال مطلع 2010م؟

هل سينزلون للاحتفال بعجز الميزانية المتزايد في عهدهم حيث بلغ 220 مليار ريال بمعدل 3.8 % في سنة 2008م ثم وصل إلى 541 مليار ريال بمعدل 9 % في سنة 2009م؟

المصدر: تقرير صادر عن مجلس النواب 2010م.

هل سينزلون للاحتفال بمديونية البلد المتزايدة في عهدهم حيث كانت تبلغ 5 مليار و 894 مليون دولار سنة 2008م ثم أصبحت 7 مليار و 23 مليون دولار أواخر سنة 2009م؟

المصدر: تقرير صادر عن البنك المركزي اليمني 2010م.

هل سينزلون للاحتفال بجعلهم اليمن تعتمد على النفط فقط للحصول على العملة الصعبة؟ حيث بلغت نسبة السلع الصناعية التي تصدرها اليمن من إجمالي الصادرات 1.5 % فقط؟ بينما بلغت نسبة النفط من إجمالي الصادرات 90 % ؟

المصدر: الاقتصاد اليمني المأزوم لمحمد أحمد حيدر.

هل سينزلون للاحتفال بتزايد الواردات في عهدهم؟ من 6.7 مليار دولار سنة 2006م إلى 9 مليار دولار سنة 2009م؟

المصدر: تقرير صادر عن مجلس النواب 2010م.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا اليمنيين يستوردون سلعا غذائية بنسبة 30 % مما يستوردون؟

المصدر: تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 2009م.

هل سينزلون للاحتفال بأن مكبات القمامة في عهدهم أصبحت ملاذا لبعض اليمنيين للبحث عن الطعام؟

هل سينزلون للاحتفال بأن أكبر نسبة جياع في الوطن العربي كانت في اليمن في عهدهم؟

38 % نسبة الجياع من اليمنيين.

المصدر: تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 2009م.

هل سينزلون للاحتفال بانخفاض عائدات المغتربين الهائل في ظل حكمهم بنسبة – 1600 % بين أعوام 1991م و 2009م؟

المصدر: الخبير الاقتصادي الدكتور علي الفقيه.

هل سينزلون للاحتفال بأن اليمن احتلت أعلى نسبة فقر مدقع خلال حكم المؤتمر الشعبي العام حيث بلغت النسبة 60 % في حد الفقر الأعلى بواقع 12 مليون فقير وأكثر سنة 2002م؟

المصدر: تقرير صادر عن البنك الدولي 2008م.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا 45 % من اليمنيين يعيشون تحت مستوى خط الفقر الدولي (دولاران في اليوم)؟

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا اليمن من البلدان ذات الدخل المنخفض للفرد وفقا لإحصائيات البنك الدولي؟

 وأن 82 % من الأسر اليمنية لا تغطي أدنى نفقات المعيشة اليومية؟

وأن الدخل الشهري لا يغطي نفقات 85 % من موظفي القطاع العام و 79 % من موظفي القطاع الخاص؟

المصدر: مركز اليمن للدراسات والإعلام.

هل سينزلون للاحتفال بجرعهم السعرية وارتفاع أسعار السلع المتزايد بسبب سوء إدارتهم وفسادهم؟

بين الأعوام 1998م و 2008م ارتفعت أسعار بعض السلع كالتالي:

الارتفاع في سعر القمح 600 %.

الارتفاع في سعر الأرز 500 %.

الارتفاع في سعر الدقيق 500 %.

المصدر: الاقتصاد اليمني المأزوم لمحمد أحمد حيدر.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا أغلب الضرائب تأتي مما يخصم من رواتب موظفي الدولة ومن القات؟ وبأنهم سمحوا للشركات التجارية ألا تقدم حساباتها الحقيقية وأن تقوم برشوة المسؤولين الحكوميين للتغاضي عنها؟

هل سينزلون للاحتفال بأنهم أوصلوا مقدار التهرب الضريبي في سنة 2009م إلى 3 مليار دولار ونصف؟

المصدر: نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي/ موقع المؤتمر نت ديسمبر 2009م.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم أوصلوا اليمن إلى حالة أصبح فيها الفساد ثقافة عامة وأصبح المجتمع يرى الفاسد شخصا ذكيا و “أحمر عين” ويرى النزيه شخصا غبيا وساذجا؟ وأن الرشوة أصبحت منهجا متداولا و “حق بن هادي” من المسلمات؟ ونهب المال العام يتم أمام مرأى ومسمع الجميع؟

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا الهيئة العليا لمكافحة الفساد وجهاز الرقابة والمحاسبة لا يمتلكان أي سلطة على شاغلي الوظائف العليا؟ وأن من تثبت إدانته من الموظفين يقومون بترقيته ومكافأته؟

هل سينزلون للاحتفال بأن جعلوا اليمن بسببهم في مقدمة الدول التي تقل فيها الشفافية وينتشر فيها الفساد؟

المصدر: تقرير منظمة الشفافية العالمية 2009م.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم انتهجوا المحسوبية لحرمان الكفاءات الوطنية من حقها في الترقيات والتعيينات في الوظائف؟

هل سينزلون للاحتفال بأن أبناء وأقارب وأصهار المسؤولين الكبار في عهدهم يتم ابتعاثهم للدراسة في الخارج ويتم تعيينهم في وظائف لا يستحقونها في الوزارات والمؤسسات والبعثات الدبلوماسية؟ وبأن أبناء وأقارب كبار المسؤولين في القوات المسلحة والأمن يعينون في المناصب القيادية العسكرية والأمنية الهامة؟ وانهم في البرلمان قاموا بتوريث الأبناء المقاعد لأنهم يعتبرونها مقاعدا عائلية؟ وحتى في الحكومة؟

هل سينزلون للاحتفال بأوضاع الصحة المزرية التي أوصلوا الشعب إليها؟ حيث لا اكتراث من حكوماتهم لصحة المواطن وعملها وفقا لشعار “الشعب يعالج نفسه بنفسه”؟

6 % فقط نصيب الصحة من الإنفاق الحكومي.

المصدر: تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 2009م.

30 % من الأدوية في السوق مهربة وهي إما فاسدة من المصدر وإما لسوء نقلها وتخزينها.

هل سينزلون للاحتفال بارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عن أخطاء طبية ما عدها خبير منظمة الصحة العالمية والين ويل مشكلة حقيقية تواجهها اليمن؟

هل يعلمون أن نسبة الوفيات الناجمة عن الأخطاء الطبية تفوق نسبة الوفاة الناتجة سنويا عن الإصابة بالسرطان والإيدز خلال إدارتهم للبلد؟

المصدر: نصر البعداني/ مدير برنامج سلامة المرضى بوزارة الصحة.

هل سينزلون للاحتفال بأكثر من 200 ألف مريض يمني يسافرون سنويا إلى مصر لتلقي العلاج وأن 400 مليون دولار متوسط ما ينفقونه هناك.

المصدر: السفارة اليمنية بالقاهرة 2010م.

ما دفع المصريين لتسمية طائرة الخطوط الجوية اليمنية بطائرة العيانين؟

هل سينزلون للاحتفال بأن سوء سياساتهم وفساد اداراتهم أوصل نسبة تقزم الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة عام 2005م إلى 53 % ؟ وان نسبة الأطفال المولودين ناقصي الوزن عام 2003م 46 % ؟

للمقارنة فإن النسبة في لبنان تبلغ 3 % فقط.

هل سينزلون للاحتفال ب 110 طفلا يموتون دون سن الخامسة من بين كل 1000 طفل يمني جراء نقص التغذية؟

للاحتفال ب 57 % من اليمنيين الذين يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي عام 2007م؟

المصدر: تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 2009م.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا 60 % من اليمنيين يعيشون في مناطق موبوءة بالملاريا؟ و75 % من السكان مهددون بالإصابة بأمراض منقولة عن طريق المياه؟ و55 ألف طفل يموتون سنويا بسبب تلوث المياه بمعدل 151 طفل يوميا؟ و3 ملايين يمني مصاب بالتهاب الكبد نتيجة استهلاك مياه ملوثة؟

المصدر: تقرير اللجنة البرلمانية للمياه والبيئة 2005م.

و33 % من المواطنين لا يستخدمون مصدرا نظيفا للمياه عام 2007م؟

المصدر: تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 2009م.

هل سينزلون للاحتفال بأنهم جعلوا نسبة الأمية في اليمن 39 % بحسب تقرير منظمة اليونسكو 2009م؟

بأن الكتاب المدرسي في عهدهم لا يوفر للطلاب وانما يباع على الأرصفة؟ وأن المناهج التعليمية قديمة ومتخلفة؟ وان مخرجات الجامعات اليمنية لا تواكب متطلبات سوق العمل؟ وان الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج يعانون الأمرين من الملحقات الثقافية؟

هل سينزلون للاحتفال بارتفاع معدل البطالة في اليمن الى 30 % جراء سوء سياساتهم؟ وبأن 58 % نسبة الشباب من إجمالي العاطلين عن العمل؟

المصدر: تقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 2009م.

هل سينزلون للاحتفال باخضاعهم القضاء سياسيا وبيروقراطيا للسلطة التنفيذية؟ وبأن التعيينات القضائية في عهدهم غالبا ما تتم وفقا لمعايير سياسية ومناطقية وقبلية؟ وبأن طاقم المحاكم ضعيف ويستلم رواتب متدنية؟

هل سينزلون للاحتفال باستخدامهم القضاء كسيف مسلط لقمع الحريات؟ كإنشاء محكمة ( أمن الدولة ) المحكمة الجزائية المتخصصة غير الدستورية؟

هل سينزلون للاحتفال بجعلهم اليمن إحدى الثمان الدول التي تخضع الحريات الديموقراطية فيها لضغوط شديدة؟ واستخدام حكوماتهم أساليبا تعسفية ومهينة لمواجهة الاحتجاجات المدنية؟

هل سينزلون للاحتفال بارتكاب سلطتهم جرائم عديدة بحق المدنيين وانتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة؟ اختطافات وإخفاءات قسرية واعتقالات عشوائية وتعذيب ؟

هل سيحتفلون بالمئات في سجونهم الذين عاشوا تدهورا صحيا ونفسيا وصل ببعضهم إلى الموت جراء التعذيب منهم على سبيل المثال لا الحصر الشاب هاشم حجر الذي اعتقل بلا سبب إثر الحرب الظالمة التي شنوها على صعدة؟، وكذلك الشاب بسام أبو طالب الذي وافته المنية داخل أقبية جهاز الأمن السياسي جراء التعذيب والمرض؟

هل سيحتفلون بعدالتهم التي جعلت كثير ممن تنتهي فترة سجنة بحسب الأحكام القضائية لا يفرج عنهم بل يذهب بهم إلى سجون الأمن السياسي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عبدالرحمن السياني الذي زج به إلى سجن الأمن السياسي بعد قضاءه مدة محكوميته البالغة ثلاث سنوات في السجن المركزي؟

هل سينزلون للاحتفال باتخاذ سلطة المؤتمر الشعبي العام من حروب صعدة واحتجاجات الحراك الجنوبي ذريعة لسجن الآلاف ظلما وعدوانا؟

بوصول انتهاك الحريات والتضييق على الصحافة لأعلى مستوياته سنة 2009م؟

أم للاحتفال بعدد 25 إلى 45 قضية من قضايا الرأي والتعبير والنشر التي كانت تنظر اسبوعيا من قبل محكمة أنشئت خاصة بالصحافة؟

المصدر: المرصد اليمني لحقوق الإنسان.

هل سيحتفلون باختطاف وسجن الصحفيين كعبدالكريم الخيواني ومحمد المقالح وهشام باشراحيل وغيرهم؟

هل سينزلون للاحتفال بشن سلطة المؤتمر ستة حروب ظالمة على صعدة أهلكت الحرث والنسل قتل فيها الآلاف من المواطنين أطفالا ونساءا وشيوخا وقتل فيها الآلاف من خيرة أبناء الجيش الذين استخدموهم كوقود لهذه الحروب العبثية؟

هل سيحتفلو بآلاف المنازل والمزارع التي دمرت؟ و 300 ألف يمني شردوا بسبب تلك الحروب؟

أم سيحتفلوا بسماح المؤتمر الشعبي العام للسعودية بانتهاك السيادة اليمنية لقتل أبناء اليمن خلال الحرب السادسة على صعدة؟

هل سيحتفلوا بالقنابل والصواريخ السعودية التي قتلت مئات اليمنيين الذين كانوا في منازلهم وأسواقهم ومخيمات اللاجئين البعيدة عن الحدود؟

هل سينزلون للاحتفال بقمعهم المظاهرات السلمية التي نظمها الحراك الجنوبي احتجاجا على نهب أراضي الجنوب من قبل القوى المتنفذة؟ وبدفعهم لاخوتنا في الجنوب إلى المطالبة بالانفصال نتيجة لتفشي النهب والظلم والفساد؟

هل سينزلون للاحتفال بأن حكوماتهم جعلت الإنسان اليمني لا يساوي حتى حيوانا في نظر العالم الخارجي؟

هل تناسوا أنهم لم يقوموا بأي ردة فعل على الجريمة التي تعرض لها الشباب الثمانية عشر الذين أحرقهم حرس الحدود السعودي في المكان الذي اختبأوا فيه وكان ذنبهم أنهم حاولوا الهرب من الفقر المدقع في اليمن طلبا للعمل في السعودية؟

هل تناسوا الشابان اليمنيان وهما مقيدان ويضربان ويجلدان من قبل سعوديين ولم ينفع أحدهما الصراخ بالقول “أنا يمني والله”؟

هل سيحتفلون بأن 10 أطفال كان يتم اختطافهم وتهريبهم يوميا إلى السعودية ليتم تشغيلهم في الشحاتة واستغلالهم جنسيا؟

المصدر: تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السعودية.

هل سيحتفلون بأن أصبح في عهدهم لا يسمح لليمني بأن يسافر إلى أي دولة إلا بعد حصوله على تأشيرة دخول مبالغ في إجراءاتها وشروطها؟

بأن سلطتهم جعلت اليمني رخيصا في نظر الخارج ما دفع بعض السعوديين والخليجيين لاستغلال فقر بعض اليمنيين للاستمتاع ببناتهم في عمر الزهور بما عرف بمصطلح “الزواج السياحي”؟

لا زالت هناك عشرات هل وهل وهل لا يتسع المقام لذكرها لكن تبقى تساؤلات ملحة ..

لماذا سيحتفلون؟ هل للابتزاز السياسي؟

لماذا في هذا التوقيت العجيب ولأول مرة في تاريخ المؤتمر الشعبي العام؟ هل للخداع السياسي؟

بماذا سيحتفلون؟ هل بالخيبة؟

لا شك ..

مقالات ذات صلة