تحرير دير الزور ضربة موجعة للإرهاب وداعميه

مقالات | 7 سبتمبر | مأرب برس :

الوطن العمانية :

بفك الحصار الذي فرضه تنظيم “داعش” الإرهابي على مدينة دير الزور، تطوي الدولة السورية مرحلة مظلمة ومأساوية، بل وكارثية عاشتها سوريا عامة وهذه المدينة الصامدة خاصة على مدى أكثر من ثلاث سنوات، سام التكفيريون الداعشيون أهلها كل ألوان الإرهاب وأشكال التنكيل أثناء فترة الحصار القاسي.
بهذا الانتصار المؤزر يطوي أهالي مدينة دير الزور لحظات الماضي بصفحاتها المؤلمة، ويفتح الشعب السوري صفحات جديدة على دروب الانتصار على الذات، يخط فيها عبرًا وعظات من عبر التاريخ ومواعظه للأجيال القادمة، ويصف فيها بدمائه كيف تحاك المؤامرات لتدمير الأوطان، وكيف يستغل المتآمرون ضعاف العقول، وبسطاء الناس، وكيف توظف الأموال المشبوهة والدعايات والشعارات الخادعة لغسل الأدمغة، وشراء الذمم.
من المؤكد أن أبناء دير الزور الذين عايشوا تفاصيل الحصار، ورأوا بأُم أعينهم ما يعيثه الإرهابيون من فساد ودمار وخراب، وما ذاقته الأنفس والأجساد من جرائم قتل وتعذيب وسحل وضرب وسلب وغير ذلك، من المؤكد أن لديهم ما تنوء بحمله الكتب عن المآسي والكوارث التي عايشوها، وعن حجم التناقضات بين الواقع والحقيقة وبين ما يروجه معشر المتآمرين من شعارات كاذبة وبطولات زائفة، وتتكفل بترويجه ماكيناتهم الإعلامية. فأهالي دير الزور ـ بكل تأكيد ـ منهم قد شاهد، ومنهم من قد علم بصورة أو أخرى عمليات الدعم غير المحدود من سلاح ومؤن وإحداثيات لتنظيم “داعش” الإرهابي، وكذلك عمليات الإنزال التي تتم بين الفينة والأخرى من أجل الدعم أو نقل قيادات “داعش” من المدينة إلى أماكن أخرى؛ إما لتأمين حياتهم وبقائهم، أو لتوجيههم للقيام بأعمال إرهابية في مدن أخرى، وهو ما يؤكد محاولة الإبقاء على التنظيم واستثمار إرهابه لتحقيق الأهداف التي دفعت لصناعة هذا التنظيم الإرهابي، وكذلك ما يعزز الأنباء بوجود ضباط استخبارات وعسكريين بين صفوف “داعش”. ولعل ما يؤكد ذلك ما صرح به قائد غرفة عمليات قوات حلفاء الجيش السوري في بيان من أن سبب تأخر الانتصارات هو دعم التحالف الدولي المباشر وغير المباشر للمجموعات الإرهابية، والتدخلات الأجنبية الخارجية، مشيرًا إلى أن “تورط التحالف وعلى رأسهم أميركا مع هذا التنظيم المجرم مثبت بالوثائق الدامغة، حيث إنهم نقلوا على مدى الأشهر الماضية أعدادًا ضخمة من قيادات “داعش” ومسؤوليه إلى خارج مناطق النزاع، في مشروع مشبوه يتم الإعداد له في أماكن أخرى”.
بهذا الإنجاز، تسير دير الزور على خطى مدينة حلب الشهباء، في إسقاط المشروع الذي يستهدف تدمير سوريا وتقسيمها، فاستعادة الدولة السورية لدير الزور أفشل مخطط إسقاط منطقة شمال شرق الفرات، حيث الأطماع الأميركية بدت في أوضح صورها وأهدافها، كما أن هذه الاستعادة سيكون لها دورها في إسقاط مشروع إقامة كيان كردي مستقل في شمال سوريا؛ لذلك سيجد معشر المتآمرين أنفسهم مع تهاوي الدومينو “الداعشي والنصروي” في دير الزور وفي حلب والقلمون وحماة ودرعا وقريبًا في إدلب خارج المساحات السياسية على الخريطة السورية بعد احتراق جميع أوراقهم تقريبًا.

مقالات ذات صلة