فريضة الحج .. لمن استطاع إليه سبيلا

من هدي القرآن | 8 سبتمبر | مأرب برس :

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران: الآية 96، 97) هنا ذكر فيما يتعلق بكان آمناً {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} وفي آية أخرى أيضاً يذكر بأنه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً} (البقرة: من الآية 125) بمعنى من يلوذ بالبيت من يكون بجوار البيت يعتبر آمناً لا أحد على الإطلاق يتعدى عليه مهما كان بينه وبينه من عداوة. تجد هذه القضية يتجلى فيها رحمة الله سبحانه وتعالى أن يكون هناك أماكن آمنة للناس وأن تكون تلك المواقع آمنة ما تزال في نفس الوقت يمكن أن تكون مواقع تجارية يمكن للناس أن يذهبوا إليها فيأخذوا أغراضهم ويأخذوا كل حاجياتهم، يجعل أماكن آمنة ويجعل أزمنة آمنة، ألم يجعل الأشهر الحرم أربعة أشهر في السنة يجعلها لا يجوز القتال فيها إلا في ظروف أن يحصل اعتداء من طرف ممن لا يراعون أي شيء من حرمات الله؟ إذاً هنا أزمنة يكون فيها أمن وأماكن يكون فيها أمن؛ لأن البشر بحاجة إلى هذا بحيث لا يكون هناك صراع بينهم لا ينتهي صراع لا ينتهي ولا له حد لا باعتبار زمن ولا باعتبار موقع، أن يكون هناك بالنسبة للأمكنة وبالنسبة للأزمنة يجعلها أزمنة آمنة ومكاناً آمناً.

{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران: من الآية 97) يجعله حقاً له سبحانه وتعالى ولله على الناس حج هذا البيت وجعل هذا البيت مباركاً وهدى للعالمين ومثابة للناس وأمناً، حج البيت الحج المعروف ثم أيضاً العمرة التي تعتبر مفتوحة في باقي السنة {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ} (آل عمران: من الآية 97) عندما يكون مستطيعاً للحج إلى البيت، أذكر أن بعض الأئمة يقول: بأنه حتى إذا لم يكن الإنسان مستطيعاً أن يحج وقد يكون مستطيعاً أن يعتمر فليعتمر لأنه ماذا؟ ما يزال يصدق عليه حَج البيت أو حِج البيت بالمعنى المصدري أي قصد البيت لكن هناك الحج الحج الرسمي الذي هو ماذا؟ أشهر معلومات وأيضاً أيام معدودات هذه الفريضة كحج لكن أنت قد لا تستطيع باعتبار ظروفك المادية أن تحج باعتبار ظروفك المادية فإنه إذا اتيح لك فرصة أن تعتمر فلتعتمر، العبارة هنا فيها عموم أو شمول أكثر من كلمة الحج في آيات أخرى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوْمَاتٌ} (البقرة: من الآية 197) أليست هكذا؟ الحج قد أصبحت كلمة حج يعنى فريضة معينة معروفة مناسك معينة ومشاعر معينة هذا يقال له {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوْمَاتٌ} هذا فريضة.

كلمة: حِج البيت قد تكون أوسع من كلمة الحج في الآيات الأخرى ولهذا قلت أنه فيما أعرف أن بعض الأئمة كان يقول بأنه فليعتمر إذا لم يكن مستطيعاً ـ مثلاً ـ أن يحج وتهيأ له أن يعتمر فليعتمر ومتى ما استطاع، متى ما استطاع بما تعنيه كلمة: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} من استطاع إليه سبيلاً فليحج ولو قد اعتمر، كلمة من استطاع هي دون كلمة: من أطاق، يعني: يتمكن أن يحج باستطاعة، يعني: بوسع يستطيع بوسع هي ممكن، الإنسان قد يحج لكن بصعوبة بالغة فما يعتبر واجباً بالنسبة له هو إلا عندما يكون مستطيعاً كلمة: مستطيع هي دون كلمة يطيق، أي: أنك ممكن تحج بوسع، يعني: ليس فيه إرهاق لك، إرهاق شديد من الناحية المادية والبدنية.

يوجد تأكيد بالنسبة للحج كبير من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وترغيب كبير في موضوع الحج وفي وصية الإمام علي يوصي أولاده بأن لا يخلوا البيت الحرام أن لا يخلوا منهم بالنسبة لذريته أن لا يخلوا منهم وجاء فيها بعبارة ((فإنه إن ترك لم تناظروا)) يعني: كأنه وراءها عقوبة.

{وَمَنْ كَفَرَ} (آل عمران: من الآية 97) رفض مع أن الله سبحانه وتعالى ما جعلها فريضة مثلاً فوق ما يستطيع الإنسان يعتبر رافضاً {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} هو غني ليس بحاجة إلى أحد، كلمة: غني هي اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، وتأتي في القرآن كثير في مقامات كثيرة وهي أيضاً ينبني عليها أشياء كثيرة يعني هي في الأخير توجد خوف عند الناس، أن يعرف الناس أنه إذا لم يستجيبوا فالله هو غني عنهم ممكن يهيء غيرهم، أعني مظاهرها كثيرة مثلما يقول: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} (محمد: من الآية 38) {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة: من الآية 54) هو غني بمعنى أنها فرصة للناس هم، ما معناه بأنهم سيلبون حاجة لله سبحانه وتعالى هو محتاج إليها، أبداً، إنَّ كل هداه لهم وكله فضل لهم وكله خير لهم أما هو فهو غني، هذه نفسها مما تجعل الإنسان دائم الخوف من الله والخضوع لله مهما كان ليعرف بأنه ليس في موقع يمكن أن يكون له منَّة على الله على الإطلاق، هو غني عنه، بل تعتبر بأنها منَّة من الله عليك أن هداك {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} (الحجرات: من الآية 17).

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

من هدي القرآن الكريم

سلسلة دروس رمضان المبارك

[الدرس الرابع عشر]

مقالات ذات صلة