آفاق أوسع لثورة الـ 21من سبتمبر

مقالات | 22 سبتمبر | مأرب برس :

الكاتب / حميد دلهامكلمة سماحة قائد الثورة، عشية ذكراها الثالثة تركزت حول الوضع السياسي المزري، الذي كانت تمر به البلاد قبل اندلاع الثورة، وحالة ارتهان قرارنا الوطني غير المسبوقة للخارج، والى حد وجود مجلس مصغر يضم سفراء عشر دول ، يرأسهم السفير الامريكي، كان هو صاحب القرارالفعلي، و من يمتلك الكلمة الفصل، والسلطة الحقيقة في إدارة شؤون البلاد.

التحرر ورفض الهيمنة الخارجية، واستقلالية قرارنا الوطني، كانت أهم البواعث والدواعي، وأسباب الثوره المباشره، وبالتالي كانت أولي النتائج وباكورة الثمار، مما أدى إلى تآمر أعداء كثر، وتكالبهم و تحالفهم ضد طموحات الشعب، و رغبته الملحة والعارمة، في الاستقلال، و رفض الوصاية بكل ماللكلمة من معنى.

تحالف وتآمر أسفر عن شن واستمرار أفضع وأقسى عدوان تشهده المعورة في تاريخها المعاصر، وما نتج عنه من فضائع ومجازر وحصار مطبق، وتدمير بلد بكل مقوماته، و إلى حد تكرار الوصف الأممي، لما يجري في اليمن، بأنه أكبر و أسوأ كارثة ومعاناة إنسانية، على مستوى العالم في يوم الناس هذا.

وأمام كل هذة المعاناة، و بحجم التضحيات الكبرى، التي قدمها الشعب العظيم المغوار ، تأتي نتائج وثمار تلك الثورة، بما يثلج الصدور، ويبعث على الأمل في غد أفضل،،، فإلى جانب استقلال قرارنا الوطني، وخروج الشعب من عبائة وصاية الآخرين عليه..هناك ثمار أخرى وتغيير حقيقي مملموس في جوانب أخرى غير الجانب السياسي.

ثقافيا لنا أن نفخر بما قدمته الثورة، وارهاصاتها السابقة، من ثقافة وطنية خالصة المصدر والمنشأ، ثقافة ملئها الاعتزاز بهذا الوطن، والفخر بالانتماء اليه، و الاستعداد التام ومن قبل الجميع ، في بذل الغالي والرخيص، و كل ممكن ومتاح في سبيل عزته واستقلاله وسلامة اراضيه، و الوقوف في وجه أعدائه بكل حزم وصلابة..ولعل أخبار ذلك المد الثوري الثقافي، والتغيير الملحوظ في ثقافة شعبنا العزيز، تأتي تباعا من جبهات المواجهة، وثبات المقاتل اليمني أمام أضخم آلة حرب ودمار في المنطقة ، وترسانة سلاح العدوان المهولة،، إضافة إلي صمود الشعب، و سرعة إجابته لداعي الثورة، وخروجه الواعي في كل مرة وتحت أي ظرف، بزخم بلغ الذروة في احتفالية اليوم، بالذكرى الثالثة للثورة.

إعلاميا أخرجت ثورة ال21من سبتمبر الإعلام، من فضاء التسبيح بحمد الحاكم، والسباحة في فلكه، إلى آفاق الوطن الواسعة والاهتمام بقضاياه ومشاكله ومقارعة أعدائه،، وهناك نماذج مشرقة في هذا الجانب، بالأمس وعلى إثر أزمة الغاز الحادة التى كانت في جوانب كثيره منها، نتاج تآمر اعداء الوطن ومؤامراتهم الخبيثة، كان لقناة الساحات، و مبدعها المتألق الاستاذ علي الزهري، وقفة نقد جادة ومباشرة، للمجلس السياسي وحكومة الانقاذ، مما أدى إلى تفاعلهم و اقدامهم على خطوات جادة وماموسة، خففت جزء من المعاناة.

الشاهد أن الإعلام الوطني، بدأ يقدم في ظل الثوره نماذج مختلفة، وأداء مغاير تماما لما هو مألوف ومعاش، على مستوى الساحة العربية بشكل عام،، لنأخذ مثلا ماتقدمه قناة الجزيرة اليوم من حقائق، وخفايا العدوان، وممارساته غير المقبولة وغير المعقولة…السؤال لماذا الآن بالذات،،؟؟؟ وهل للموضوع علاقة بالجانب المهني، واستجابة لاخلاقيات المهنة، و لنقل الحقيقة المجردة كما هي..أم أن الأمر لا يخرج من إطار مماراسات الإعلام الموجه، لاعتبارات وأسباب يعلمها الجميع، ولا تخفى على أحد.

سؤال آخر ماذا حقق قرار الفار هادي، نقل مهام البنك المركزي إلى الجريحة عدن..؟؟ بل أكثر من ذلك أي وبال جره ذلك القرار الأرعن على عامة الشعب..ولا فرق في ذلك بين منطقة وأخرى، فصار أهلنا في المناطق الجنوبية، هم أول المتضررين قبل غيرهم..؟؟ فهل يوجد مكان لنقد ذلك القرار، في أي وسيلة من وسائل إعلام ما يسمى بالشرعية؟ ؟؟ كذلك ما يتعلق بموضوع البنك ومنع وعرقلة وصول السيولة؟ ؟ كذلك أوضاع عدن بشكل عام و…و… إلى آخر القائمة.. هل يوجد، أو نسمع باي نوع أو شكل من أشكال النقد عبر اعلامهم…قطعا لا.

المجال لا يتسع لعرض وشرح كل آفاق الثورة المباركة، ونتائجها الملموسة، وإن كانت بعض المجالات، لا تزال بحاجة إلي لفتة نظر كريمة ، وتركيز أكثر من قبل قيادة الثورة وكل الخيرين، خصوصا الجانب الاجتماعي، وما يتعلق بإحداث تغيير جذري فيه،، و محاولة القضاء على بعض المظاهر السلبية، التي من ابرزها كثرة النزاعات المسلحة، وغلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج…

مقالات ذات صلة