إلا التعليم … يا هؤلاء

مقالات |6 اكتوبر | مأرب برس :

عبدالفتاح البنوس :

التعليم في اليمن ، صار مشكلة المشاكل ، ولا تقتصر مشكلة التعليم على مرتبات المعلمين فحسب ، كون المرتبات مشكلة كافة الموظفين في مختلف قطاعات الدولة مدنيين وعسكريين ، ومن هذه المشاكل تلك المتعلقة بتدمير البنية التحتية التربوية والتعليمية في كثير من المحافظات اليمنية التي طالها قصف طائرات تحالف آل سعود ، وليس بخاف على أحد ما يمثله التعليم من أهمية في حاضر ومستقبل الشعوب ، باعتباره السبيل لبناء العقول وتغذيتها بالعلوم والمعارف التي تصب في مصلحة الوطن ، وتسهم في نموه وتقدمه وتطوره وازدهاره ، حيث ينبغي أن تعمل كافة الأطراف والمكونات السياسية على تحييده عن أي مكايدات أو مماحكات سياسية ، وعدم إقحامه في تصفية الحسابات وتسجيل النقاط على الخصوم ، كون ذلك مرتبطاً بمصير أجيال ومستقبل وطن .

اليوم ومع إعلان وزارة التربية والتعليم عن بدء العام الدراسي الجديد 2017 – 2018م بادرت نقابة المهن التعليمية والتربوية بدعوة المعلمين للإضراب عن العمل وعدم التدريس وذلك بحجة المطالبة بصرف المرتبات ، وهو ذات التوجه الذي قامت به نقابة المعلمين اليمنيين المحسوبة على حزب الإصلاح ، والمستغرب أن هذه الدعوات جاءت مع بداية العام الدراسي ، وفي ظل الظروف الصعبة والبالغة التعقيد التي يعاني منها الاقتصاد الوطني ، جراء الأزمة المالية وانقطاع المرتبات ، ولا أعلم ما جدوى الاضراب عن التدريس وحرمان أطفالنا وإخواننا من التعليم ؟! صحيح المطالبة بصرف المرتبات مطلب حق ، وهو مطلب كافة الموظفين ، ونحن مع مطالبة الحكومة بالعمل على وضع معالجات سريعة وعاجلة تسهم في توفير ما يمكن توفيره من المرتبات بصورة شهرية في حدود الإمكانيات المتاحة ، وكان الأحرى بتلك النقابات أن تتجه نحو الحكومة وتعمل على تشكيل لجنة مشتركة تضمن التوصل لحلول ومعالجات لمشكلة مرتبات المعلمين ، لا أن تدعو للإضراب وتعطيل الدراسة وتهديد الطلاب والطالبات بضياع عام دراسي ، وخصوصا بعد صبرهم وتحملهم العام الماضي ، وصمودهم المشكور بدون مرتبات وإسهامهم في مساعي العدوان لإفشال العام الدراسي الماضي ، وما نزال نعول على قيادات العمل النقابي التربوي والكوادر التعليمية والتربوية بأن يستشعروا خطورة المرحلة ، وحجم التحديات الماثلة أمام الحكومة والمتعلقة بأزمة المرتبات في المقام الأول .

بالمختصر المفيداً كلنا مع صرف المرتبات للمعلمين وللعسكريين ولكافة موظفي الدولة باعتبار المرتب حقاً مكتسباً لكل موظف ، ولكن علينا أن نتحلى بالإنصاف والعقلانية ونحن نتعاطى مع موضوع المرتبات ، هذا الموضوع التي يتحمل الدنبوع وشلة الرياض الفندقية وتحالفهم الهمجي كونهم السبب الرئيسي فيه ، فالمرتبات كانت تصرف بصورة طبيعية وانسيابية في ظل العدوان إلى حين إتخاذ قرار نقل البنك وتسليم الخونة والعملاء الأموال التي طبعت في روسيا ، ومع ذلك الحكومة مطالبة بصرف ما هو متاح من مرتبات بحسب الإيرادات المتحصلة ، والجلوس مع ممثلي النقابات التربوية والتعليمية لتوضيح الصورة لهم وإطلاعهم على الأوضاع المالية والجهود المبذولة من أجل تأمين ما يمكن تأمينه من المرتب بصورة شهرية ، لكي لا يدفع الطلاب والطالبات ثمن عدم صرف المرتبات التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل .

ولهؤلاء أقول : طالبوا بصرف المرتبات ولكن لا تعطلوا الدراسة والتدريس ، ولا تغلقوا المدارس ، فما ذنب الطلاب والطالبات ؟! أنتم تعرفون من هم السبب في أزمة المرتبات ، ولا داع للمزايدة باسم المرتبات ، إلا التعليم يا هؤلاء !!!

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

مقالات ذات صلة