وسائل الأعلام الغربية والعربية تشعل فتيل الحرب الطائفية في العراق

تقارير | 17 اكتوبر | مأرب برس :

تقوم الولايات المتحدة بإشعال فتيل الحرب في العراق عن طريق دعم “مسعود البارزاني” زعيم إقليم كردستان للانفصال عن دولة العراق المركزية.

فلقد أجری الأكراد في العراق استفتاء من اجل انفصال إقليم كردستان عن العراق ولكن هذا الاستفتاء واجه الكثير من المشاكل وواجه أيضا معارضة واسعة من الحكومة المركزية في العراق ومن جمهورية إيران الإسلامية ومن تركيا.

 إن هذا العمل الذي قام به “مسعود البارزاني”، زعيم إقليم كردستان في العراق، يُعد عملاً غير قانوني، فلقد ادخل منطقة الشرق الأوسط في أزمة جديدة، وتجدر الإشارة هنا بأن هنالك أيدي إسرائيلية ساعدت هذا الزعيم الكردي على المضي قُدما في هذه المؤامرة الجديدة التي أربكت أوضاع المنطقة.

الجدير بالذكر هنا أن دعم الکیان الإسرائيلي لقرار “مسعود بارزاني”، قد حول الشك إلى يقين واثبت بأن هذا الاستفتاء ما هو إلا مؤامرة إسرائيلية أمريكية.

 وهنا ينبغي القول بأنه إذا استمر “مسعود البارزاني” في الإصرار على قراره لفصل إقليم كردستان عن العراق ولم يُظهر أي مرونة، فإنه في ذلك الوقت سوف يدخل في صراع عسكري مع الحكومة المركزية في بغداد.

في وقتنا الحاضر تسعي الحكومة العراقية إلى ضبط النفس في وجه سلوكيات “مسعود البارزاني” الغير قانونية ولم تقم بأي رد عسكري على تلك الاستفزازات الكردية وذلك لأنها تعلم جيدا بأن الظروف الحالية للبلاد لا تستحمل أي صراعات أو منازعات داخلية وتعلم انه في حالة نشوب صراع عسكري مع الأكراد فأن ذلك سيخلق كارثة أسوأ من من تلك الكوارث التي سببها تنظيم داعش الإرهابي في العراق ولكن استراتيجية التحمل والصبر هذه التي تقوم بها الحكومة المركزية العراقية لها نهاية. فإذا استمرت السلطات في كردستان العراق بإصرارها على هذا الانقسام، فأنها بذلك لن تترك للحكومة المركزية العراقية أي حلول، سوی الدخول معها في حرب عسكرية.

الجدير بالذكر هنا إن الولايات المتحدة والدول الغربية لم تقم بأي أعمال من شأنها إن تحول دون اندلاع صراع عسكري في العراق وهذا يؤكد بأنهما سوف يرحبان بقيام هذه الحرب في العراق وهذا يظهر بشكل واضح في سلوكهم واهتمامهم الشديد ببدء هذا الصراع بين القوات الكردية وقوات الحكومة المركزية.

وفي هذا السياق قامت وسائل الإعلام الغربية والعربية بنشر أخبار تفيد بنشوب صراعات متفرقة بين القوات الكردية وقوات الحكومة العراقية في كركوك، ولكن هذه الأخبار لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن.

لقد كان لوسائل الاعلام الغربية والعربية كوكالة أخبار “البي بي سي” وقناة “العربية” التي تحدثتا عن نشوب اشتباكات متفرقة بين قوات البيشمركة الكردية السنية و القوات الشيعية العراقية، أهداف خفية تتمثل في إثارة الخلافات العرقية والدينية في المنطقة. وتجدر الإشارة هنا بأن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي مشغولان في وقتنا الحالي بتطهير المناطق التي لا يزال الإرهابيون يسيطرون عليها.

وعلى الرغم من إن التقسيمات الداخلية في العراق والدستور العراقي لم يعينا مدينتي الموصل وكركوك ضمنا لإقليم الكردي إلا إن القوات الكردية قامت باحتلال هاتين المدينتين من اجل ضمهما إلى الدولة الكردية التي يسعون إلى تشكيلها.

لقد كان الهدف الذي يسعى “مسعود البارزاني” إلى تحقيقه من قيامه بهذا الاستفتاء، هو مساومة الحكومة المركزية في بغداد على ضم هاتين المدينتين إلى إقليم كردستان، فمن الممكن أذا قبلت الحكومة المركزية بهذه المطالب، أن ينسحب “بارزاني” من مطالبه بالانفصال. ولكن هل هناك ضمانات تضمن بأن “مسعود البارزاني” سوف يلتزم بوعوده؟

لقد انتهك إقليم كردستان العراق الدستور الحاكم في هذا البلد ومن الممكن إن يقوم في المستقبل بإلغاء بعض بنود القانون وانتهاك الدستور الحاكم مرة اُخرى. فإن قبلت الحكومة المركزية جميع مطالب “بارزاني”، فما هي الضمانات التي سيقدمها؟

من ناحية اُخرى يمكن أيضا اعتبار الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام والحرب النفسية بين كردستان العراق والحكومة المركزية، احد السيناريوهات التي تسمح لـ”بارزاني” بإيجاد تماسك داخلي في المناطق الكردية داخل العراق.

وفي السياق نفسه قام بعضاً من قادة البيشمركة باستفزاز قوات الحكومة المركزية وتهديدها. فلقد حذر احد قائدة البيشمركة الكردية، الحكومة المركزية في بغداد بعدم دخول مدينة كركوك الغنية بالنفط وصرح بأن قوات البیشمركة لن تغادر مدينة كركوك أبداً.

وهنا يجب على سلطات كردستان العراق أن تستنتج أنه في حال وقوع حرب بينها وبين الحكومة المركزية في العراق، فإن الدمار والخراب سوف يلحق أيضا بالمناطق الكردية وسيبقى “مسعود بارزاني” وحيداً.

*الوقت التحليلي .

مقالات ذات صلة