حرب لبنان الثالثة .. أهداف مشتركة بين واشنطن وتل أبيب

مقالات | 5 نوفمبر | مأرب برس :

لم يجد قادة حزب الله اللبناني حرجا في إعلان مشاركة قوات الحزب في الحرب السورية؛ نظرا للأهمية الاستراتيجية التي يمثلها انتصار الجيش السوري، والنتائج الكارثية لسقوط نظام الأسد على التوازن في المنطقة عموما وعلى بقاء حزب الله بصورة خاصة.

الإعلام الإسرائيلي بات مهتما بحزب الله بصورة هستيرية؛ بسبب الرسائل التي حملتها مشاركته في الحرب السورية، وأهم تلك الرسائل: التحالف الاستراتيجي مع طهران ودمشق، والعلاقات الجيدة والتقارب العقائدي مع الحكومة العراقية في بغداد، إضافة إلى مستوى التنسيق والتفاهم غير المسبوق بين الحزب والجيش اللبناني، والأداء القتالي العالي الذي يضع قوات الحزب في مصاف الجيوش النظامية، لا المليشيات.مشاركة قوات الحزب في قتال التنظيمات المتطرفة المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد، على حدود لبنان الشرقية، تمت وحققت أهدافها بنجاح، لكنها أصبحت مبررا لحرب جديدة مع إسرائيل، وربما الولايات المتحدة الأمريكية التي تصعد لهجتها ضد الحزب وحلفائه.

كل يوم، تطالعنا الصحف والقنوات التلفزيونية الإسرائيلية بتحليلات جديدة عن قدرات حزب الله القتالية، ومستوى تسليحه، وتحصيناته الدفاعية في الجنوب اللبناني، ودوره السياسي المتنامي في لبنان والمنطقة.

في مايو الماضي، قال أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله إن المعركة القادمة مع إسرائيل ستكون في الأراضي الفلسطينية. أخذ المسؤولون والقادة العسكريون في إسرائيل كلامه (تهديده) على محمل الجد، وصاروا ينظرون للحزب على أنه قوة تستطيع أن تقاتل في أكثر من جبهة خارج لبنان: في سورية وفلسطين، كما أوحى كلامه بوجود تنسيق عالي المستوى مع حركة حماس في قطاع غزة.

منذ ذلك الحين، زادت توقعات اندلاع (حرب بين إسرائيل وحزب الله)، هكذا يطلق عليها خبراء عسكريون أميركيون وغربيون، وهي تسمية بالغة الدلالة يتم استخدامها في كل من فلسطين واليمن، أي حصر الصراع مع فصيل واحد (حماس في غزة، وحركة أنصار الله في اليمن) أملا في تحييد بقية مكونات الطيف السياسي،

الجنرالان المتقاعدان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كلاوس ديتر ناومان (من المانيا) وريتشارد دانات (بريطاني) حذرا من “حرب لبنان الثالثة” التي قالا إنها ستشمل إسرائيل، وستوجه ضد إيران

مجلة “كونترا مجازين” الألمانية، نشرت أمس تقريرا حول إمكانية امتداد الحرائق في المنطقة العربية إلى لبنان، بدوافع إسرائيلية وأهداف مشتركة بين واشنطن وتل أبيب.

التدخل الأميركي حسب المجلة، سيكون هدفه الأول تغيير النظام في لبنان بما يقلص نفوذ الحزب في الحكومة اللبنانية، وتأثيره على الساحة المحلية، وبالتالي خطره على إسرائيل.

المجلة الألمانية لم تستبعد الحرب، وقالت إن “التدخل العسكري الأمريكي في سورية والعراق يهدف أساسا إلى احتواء خطر توسع إيران وينظر إليه أيضا على أنه دعم لإسرائيل. وهذا هو بالتحديد السبب في أن لبنان أصبح الآن – بسبب حزب الله – في خطر.”

خطورة حزب الله على إسرائيل تمثل خطورة أيضا على استقرار لبنان، وسوف يقال عن رفض الحزب للمساومات إنه جلب الدمار للبنان، كما قيل في السابق عن أنصار الله في اليمن وحركة حماس في غزة.

تقارير إسرائيلية تناولت إمكانات اندلاع الحرب، وزادت على ذلك بتوقع نتائجها، كأنها ستحدث في الغد.
وتشير التقارير إلى أن الرعب الإسرائيلي من قوة الحزب لن يمنع قادة الدولة الصهيونية من اتخاذ قرار الحرب؛ لأن واقعية ذلك الرعب تزداد مع مرور الوقت.
خبراء عسكريون إسرائيليون يعتقدون أن حزب الله يمتلك ما يربو على 100 ألف صاروخ، إضافة إلى طائرات موجهة وأسلحة متطورة يمكنها تدمير البوارج والدبابات والدروع المعادية، ويؤكدون أن الحزب في 2017 ليس كما كان عقب حرب تموز عام 2006.

هل سيكون حزب الله الهدف التالي للحرب القادمة؟
هل ستستخدم واشنطن أدوات السياسة لتفجير الوضع بين الفرقاء في لبنان، وجر حزب الله لمواجهات داخلية تنهكه؟ أو أن تدخلا عسكريا مباشرا هو ما ستختاره الإدارة الأميركية بالتنسيق مع إسرائيل؟

 

*الميدان نت .

مقالات ذات صلة