استقالة الحريري سهم إسرائيل الأول لاغتيال حزب الله

مقالات | 5 نوفمبر | مأرب برس :

الكاتب / زين العابدين عثمان :

بعد أن تغيرت موازين القوى وخارطة الحروب الدائرة بالمنطقة وإخفاق المشروع الصهيو- أمريكي تحديدا في سوريا والعراق، وبعد أن بدٲ محور المقاومة الإسلامية يتشكل ويطفو شيئا فشيئا على الساحة الجيواستراتيجية للشرق الأوسط. ظهرت إسرائيل كما هي عادتها بالوجه الشاحب والتحركات المتخمة بالقلق والرعب المفرطين وهذه المرة في إشارة إلى دق إسفين حرب كبرى ضد حزب الله الذي يتصدر سلم اولوياتها الاستراتيجية.

طالما حاولت إسرائيل في فترة الربيع العربي بالتقابل” مع تدخل حزب الله في الملفات الإقليمية الأكثر حساسية بالمنطقة وأقصد بذلك الملف السوري والعراقي ” أن تدفع بالإدارة الأمريكية إلى تقويض تحركات الحزب وشل تحركاته في موجه الصراع بسوريا والعراق لما له من آثار وتداعيات قد تقلب موازين الحرب ضد الأمن القومي الإسرائيلي.

فمع وقع الانتصارات الاستراتيجية التي حققها كل من الجيش السوري والعراقي بإسناد من كتائب حزب الله والتقدم المستمر في حصد الارهاب والتنظيمات التكفيرية، كانت إسرائيل في الضفة الاخرى تعد العدة بتنسيق أمريكي مع بعض من الحلفاء الاقليميين العرب أبرزها السعودية ومصر والإمارات في صدد إعداد تحالف مشترك تحت مسمى التحالف العربي الإسرائيلي والذي يندرج في إطار الحد من تحركات حزب الله وإيران بالمنطقة.

موجة التطبيع والتقارب الدوبلوماسي الإسرائيلي- العربي الذي خرج من طي الكتمان الى ظهر العلن مؤخرا، كان الخطوة الاساسية والفعلية نحو تمهيد الطريق لأفق أكثر التماسا مع إسرائيل ولتبادل الخبرات والقدرات العسكرية والتجارية ثم يلي ذلك الشروع في اعلان حزب الله عدوا استراتيجي مشتركا من خلال إدراجه ضمن قائمة الإرهاب العالمي.

 اليوم وبالتزامن مع اقتراب العراق وسوريا من خروجهما من الهيمنة الامريكية والاسرائيلية بعد أن أخفق مشروع الإرهاب والحروب الطائفية، توجهت أمريكا انطلاقا من ذكرى “مقتلة الــ241 جندي من المارينز الأمريكي في العاصمة اللبنانية بيروت ” نحو الدفع بالكونغرس بإقرار عقوبات اضافية واجراءات تحضيرية ضد حزب الله، الأمر الذي تجاوبت له عدد من الدول العربية كالسعودية والتي بدٲت تلقي بالتهديدات الورقية التي جاءت على لسان وزير دولتها لشؤون الخليج ثامر السبهان.

في الأخير ما حصل اليوم وأعني بالذكر استقالة وزير الحكومة اللبناني سعد الحريري والتي اتت في وقت يتعارض مع وقع الانتصارات في كلا من سوريا والعراق وتوازا مع تهديدات امريكا والسعودية لحزب الله، فاني أجزم وأقولها بملء الفم بأن هذه الاستقالة الدراماتيكية التي تستهدف بشكل مباشر الأمن الداخلي اللبناني تعد أول تهديد ينفذ ضد حزب الله واول سهام اسرائيل في خضم معركتها المقبلة ضد الحزب.

*قناة المسيرة .

مقالات ذات صلة