تأكيد الأمم المتحدة ارتكاب السعودية جرائم حرب في عدوانها على اليمن

مارب برس [السبت 09/يناير -كانون الثاني/2016م] – متابعات

لم يكد يمر يوم واحد على إعلان مجلس الأمن عن إمتلاكه معلومات «مقلقة» عن استخدام السعودية قنابل عنقودية في حربها على اليمن، حتى شنّ التحالف السعودي قصفاً جوياً مكثفاً على العاصمة صنعاء مستخدماً القنابل العنقودية والصواريخ المزودة برؤوس ذات قوة تفجيرية وتدميرية عالية.

تأكيد الأمم المتحدة ارتكاب السعودية جرائم حرب في عدوانها على اليمن، أثار حنق الرياض وفريقها اليمني ممثلاً بحكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي التي أعلنت طرد ممثل المفوضية السامية لحقوق الانسان من اليمن.

ترغب الرياض بمزيدٍ من التعمية عن جرائمها التي وثقتها منظمات دولية منذ بداية العدوان في آذار الماضي، حيث توالت تقارير «هيومن رايتس ووتش» وغيرها تؤكد أن التحالف السعودية يستخدم قنابل عنقودية وأسلحة أخرى محرّمة.

وخلال اليومين الماضيين، بدت السعودية وقد عادت إلى نمط العمليات الجوّية المجّانية التي لا ترمي إلا إلى القتل والترهيب، حيث صعدت من غاراتها الجوية على مدن وقرى يمنية لا أهداف عسكريةً فيها ولا تضم مواقع اشتباكات.

وقصف العدوان فجر الأربعاء الماضي، أحياءً للمرة الاولى في العاصمة صنعاء بالقنابل العنقودية أسفرت عن استشهاد مواطنين وجرح آخرين، إضافةً إلى تدمير عدد من السيارات والممتلكات على امتداد العاصمة من حي السنينة غرباً وحتى حي شعوب شرقاً.

وأعرب مواطنون في صنعاء عن خشيتهم من وجود قنابل لم يتم العثور عليها قد تنفجر في أي وقت. على الأثر، خرجت تظاهرة حاشدة منددة باستمرار العدوان والقصف بالقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة.

وأكد رئيس المجلس السياسي لحركة «أنصار الله»، صالح الصماد، خلال التظاهرة أن «الدور السلبي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي شجع العدوان السعودي ــ الأميركي وجعله يتمادى في عدوانه»، مضيفاً أن العدوان صعّد حربه وهجماته واستخدامه للقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دولياً على العاصمة والمحافظات، «وهو ما جاء متزامنا مع تصعيد في كل ضرباته على المنشآت الاقتصادية والصناعية الحيوية وكل بنية الشعب التحتية ومقدراته». وكانت محافظة صعدة كذلك قد تعرضت منذ بدء العدوان لقصف متكرر بالقنابل العنقودية كان آخرها غارات عدة الأسبوع الماضي.

في السياق نفسه، تعرضت المناطق الساحلية في محافظة حجة لقصف عنيف بقنابل سامة. ورصدت «الأخبار» عدداً من الحالات في المستشفى الجمهوري في العاصمة مصابة بعوارض غريبة جراء إلقاء طائرات العدوان قنابل سامة. ومن بين تلك الحالات مرضى بتسلّخ جلدي يؤكد أطباء هناك أنه غريب وجديد، إضافةً إلى حالات خطرة مصابة بمرض تكسر مستمر في الدم. ووصل عدد المصابين بتلك الحالات من المناطق نفسها التي تعرضت للقصف الأسبوعين الماضيين في حرض وميدي وعبس إلى أكثر من 20 حالة تكسر مستمر في الدم ونزيف يصفه الأطباء بأنه غير مسبوق.

وتعرضت العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الماضي لأعنف عمليات جوية منذ بدء العدوان. وبحسب خبراء عسكريين ومراقبين، فإن الصواريخ التي استهدفت المطار ومناطق النهدين وميدان السبعين وعطان والصباحة ذات قوة تفجيرية وتدميرية عالية، مرجحين أنها قد تكون مزودة برؤوس كيميائية محرمة دولياً. من جهتها، عبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن استنكارها الشديد لقصف التحالف السعودي أحياءً سكنية في صنعاء بالقنابل العنقودية فجر الأربعاء الماضي، معتبرةً ذلك «جريمة حرب» ودليلا على نية إيذاء المدنيين.

وحملت «هيومن رايتس ووتش» الولايات المتحدة مسؤولية مطالبة «التحالف» بالتوقف فوراً عن استخدام هذه الأسلحة، وإلا فإنها «تصبح شريكة في استخدامها».

وأفادت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في بيان لها، الخميس الماضي، بأن «قوات التحالف الذي تقوده السعودية أسقطت قنابل عنقودية على أحياء سكنية في صنعاء عاصمة اليمن، في ساعة مبكرة من يوم الاربعاء 6 كانون الثاني/ يناير 2016»، لافتةً إلى أن «الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية تجعل استخدامها انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب». وقالت إن «الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان يصل إلى جريمة حرب». وأكد البيان أن المنظمة راجعت صوراً فوتوغرافية تظهر من دون شك بقايا ذخائر عنقودية أميركية الصنع واجزاء من القنبلة التي حوت تلك الحمولة، مشدداً على أنه رصد حالات مماثلة العام الماضي استخدمها العدوان السعودي على مناطق مختلفة في اليمن.

وكانت طائرات العدوان السعودي قد قصفت الثلاثاء الماضي بالصواريخ مركز «النور» لرعاية المكفوفين وسط العاصمة صنعاء، وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن طائرات التحالف السعودي «قصفت مركزا لرعاية المكفوفين في العاصمة اليمنية صنعاء».

وبدوره، أكد المتحدث باسم «المفوضية السامية لحقوق الإنسان»، روبرت كولفيل، أن الجانبين السعودي والأميركي لم يتجاوبا مع المنظمة التي تواصلت معهما بشأن الحادثة الأخيرة.

وأكد كولفيل لمجلة «The Intercept» الأميركية، أن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن الغارات الجوية في اليمن ضربت مركز النور، فضلاً عن غيرها من المواقع المبلغ عنها، وأفاد بأنه لم يتلق تجاوباً من السفارة السعودية في واشنطن، والقيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات في المنطقة بهذا الخصوص.

وعلى وقع ذلك، اعترضت حكومة هادي على تلك التصريحات والبيانات الحقوقية الدولية وبخاصةٍ ما صرّحت به المفوضية السامية لحقوق الانسان بشأن المكفوفين. وطالبت حكومة هادي ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن جورج أبو الزلف بمغادرة اليمن، معتبرةً أنه شخص غير مرغوب فيه.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قرار حكومة هادي.

من جهته دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، حكومة هادي، إلى العدول عن قرارها القاضي بطرد ممثله.

وأكد الحسين أن مهمته «ليست تسليط الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها جانب وتجاهل تلك التي يرتكبها الآخر».

*صدى المسيرة

مقالات ذات صلة