صحفي اسرائيلي يزور الخرطوم ويقول أن السودان يتغير وأصبح مع “إسرائيل”

متابعات | 19 نوفمبر | مأرب برس :

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقريراً لأحد مراسليها الذي زار وبشكل علني السودان، دون ان يخفي هويته الحقيقية، تحدث فيه عن ما اسماها تحول جذري في موقف الخرطوم اتجاه التطبيع مع كيان الاحتلال.

 

وأكد التقرير الذي حمل عنوان “السودان يتغير.. مع إسرائيل وضد الإرهاب”، واعده الصحفي الاسرائيلي، إلداد بيك، بعد زيارة رسمية الخرطوم وعاد وانطباعه أن “كلمة التطبيع لم تعد محظورة في عاصمة اللاءات الثلاث”، أنه دهش لقراءة عنوان بالبنط العريض يتحدث عن التطبيع مع إسرائيل في صحيفة “الوطن”، ومنسوب لأحد الوزراء في الحكومة السودانية، يتحدث فيه عن أن “التطبيع مع إسرائيل هو الاتجاه العام في الدول العربية”، وحسب وصف الصحفي الإسرائيلي، هذا يدل على أجواء جديدة في العاصمة الخرطوم، عاصمة اللاءات الثلاث التي تبنتها القمة العربية التي عقدت فيها عام 1967، حيث صدرت قرارات حازمة ضد إسرائيل وهي: “لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل”.

 

واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى أن ” الشعب السوادني بات متأكدًا من وجود علاقات تنسج بين إسرائيل والنظام”. “لعبت إسرائيل دورا هاما في إقناع الأمريكيين على رفع العقوبات عن السودان”، مستشهدة بكلام الوزير السوداني، مبارك الفاضل المهدي، الذي اعرب عن دعمه لإقامة العلاقات مع إسرائيل”، معتبرة أن نقل الصحفي أقوال شاب يدعى محمود، وهو طالب جامعي يدرس العلاقات الدولية، ويتابع “ثمة حديث عن صفقة سياسية كبرى لإنهاء الصراع الإسرائيلي – العربي، برعاية السعودية. السودان يقترب من السعودية في السنوات الأخيرة، وقد قطع العلاقات مع إيران منذ بداية عام 2014، وأرسل جنودا سودانيين إلى الحرب في اليمن “.

 

واعتبرت الصحيفة أن السودان تحول من دولة داعمة للمقاومة وتساهم في ايصال الأسلحة من إيران إلى غزة، الى دولة داعمة للمشروع السعودي المتمثل بالرغبة في التطبيع مع كيان الاحتلال، حتى اصبحت الخرطوم محسوبة على المحور السعودي، الأمر الذي ساهم في تغيير السياسة الأمريكية إزائه. فقد قررت إدارة ترامب الرهان على مهادنة البشير خلافا لأوباما، وذلك بعد ان أقنعته السعودية بأن السودان يمكن أن يساهم في الحرب ضد داعش والقاعدة في أفريقيا، وعليه اتخذت واشنطن قرارا مهما برفع العقوبات عن النظام الديكتاتوري الذي يرأسه عمر البشير المتهم بارتكاب مجازر ضد شعبه وجرائم ضد الإنسانية، ومطلوب لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

 

ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى تطور سياسي آخر ملفت حصل في السودان، وهو وصول لاجئين سوريين إليها -يصل عددهم بين 100 ألف إلى 200 ألف- واستيعاب السلطات لهم بهدف زيادة عدد العرب الذين يشكلون 30% من سكان السودان وعددهم 40 مليون، لتعزيز هذه الشريحة التي تعد المهيمنة، مقارناً بين الخرطوم الفقيرة والقاهرة التي تعد أغنى.

 

واعترفت الصحيفة العبرية أن العلاقات مع كيان الاحتلال ما زالت تثير عاصفة مشاعر لدى سودانيين كثيرين. فمن جهة هم يرحبون بمساهمة إسرائيل في الحوار البناء الذي نشأ بين السودان وواشنطن، لكن ثمة من يخشى بأن يأتي تطبيع العلاقات على حساب حقوق الفلسطينيين ويشمل تنازلا سودانيا عربيا عن فكرة إقامة دولة فلسطينية، ونقلت الصحيفة رأي شريحة من الشعب السوداني تحدثت عن الدعم الإسرائيلي لجنوب السودان ودور اليهود في تقسيم البلد، بل أن السودانيين يفتخرون بالدور السوداني في المفاجأة العسكرية الكبرى ضد إسرائيل عام 1973، وذلك بفضل استعمال إحدى اللغات السودانية التي مكنت المصريين من التحايل على الاستخبارات الإسرائيلية، وهي اللغة النوبية القديمة، التي يتقنها سكان المناطقة الحدودية بين مصر والسودان.

 

 

 

وكان عدد من السياسيين السودانيين من بينهم عدد من المسؤولين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم وآخرين ورجال دين، دعوا علناً الى تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، كذلك سرب موقع ويكيليكس منذ أشهر برقية للسفارة الأمريكية في الخرطوم، تعود لأكثر من 9 أعوام وتضمنت حواراً بين مساعد الرئيس السوداني حينذاك مصطفى عثمان إسماعيل، ومسؤول شؤون أفريقيا في الخارجية الأميركية ألبرتو فرنانديز، طلب فيها المسؤول السوداني مساعدة واشنطن لتسهل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في حال اكتمال التطبيع مع أمريكا نفسها، وهو أمر سارع إسماعيل وقتها لنفيه تماما.

ويرى عدد من المراقبين أن توجهات الحكومة السودانية الحالية وتحولها من خط المقاومة الى نقيضه ماهو الا مبادرة سودانية بايعاز سعودي التي باتت وسائل اعلامها تجاهر بوجود علاقات شبه رسمية بين الرياض وتل ابيب، اخرها قيام وسيلة اعلامية مقربة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ” موقع ايلاف” باجراء مقابلة صحفية مع رئيس الاركان الاسرائيلي الذي تحدث عن تبادل معلومات بين السعودية واسرائيل لمواجهة ايران، حسب وصفه.

 

المصدر : الوقت التحليلي .

مقالات ذات صلة