المرتزقة في نهم بين الانتحار أو التصفية من قبل العدوان

تقارير | 23 نوفمبر | مأرب برس :

أحمد الهادي “قناة المسيرة” :

منذ بدء معركة نهم ومرتزقة العدوان يستميتون لتحقيق تقدم يُذكر.. وقد كشفت زحوفهم الأخيرة الفاشلة مدى وقوعهم في خيارين أحلاهما مر إما فشل المواجهة أمام مجاهدي الجيش واللجان أو التصفية من قبل العدوان لذا كان طبيعيا اختيار معظمهم للخيار الأول فيما يشبه حالة الانتحار بعد أن أمهلتهم قيادة تحالف العدوان فرصة أخيرة لتحقيق مكاسب ميدانية.

يحارب مرتزقة العدوان في أكثر من 40 جبهة لكن التصعيد تركز في معظمه مؤخرا في جبهة نهم، وفي ذلك يؤكد مساعد ناطق الجيش العقيد عزيز راشد للمسيرة نت ” أن العدو يرى في اختياره نهم بالذات لتكون الجبهة التي يلجأ إليها إذا فكر بالتقدم صوب صنعاء دون غيرها من الجبهات لأنها حسب اعتقاده ووفق خطة تحالف العدوان أقرب جبهة وطريق توصلهم إلى العاصمة صنعاء.

ويقول راشد إن عملية تركيز التحالف السعودي الإماراتي على جبهة نهم لم تكن وليدة بدء العدوان في 26 مارس 2015م بل نسق مع تنظيمات ومشايخ ممن هي الآن في صفه إلى تنفيذ عمليه استباقية من حيث أن مأرب والجوف خط أحمر بالنسبة إلى السعودية باعتبار تلك المناطق بترولية ولا يمكن السماح لثورة 21 سبتمبر التقدم إليها مطلقا.

ويؤكد” هم يعلمون أنه لو تمكنت ثورة الـ 21 سبتمبر من البترول عندها سيرتقي اليمن إلى مراتب عليا من التقدم الصناعي والزراعي والمالي والذي سوف يمكنهم من الاكتفاء الذاتي في مختلف الجوانب”.

كثيرة تلك المحاولات التي قام بها المرتزقة لإحداث اختراق ولو بسيط في جبهة نهم ، يعزو مساعد ناطق الجيش السبب إلى أن استئناف المحاولات الكبيرة للمنافقين في محور نهم لأن التحالف السعودي يراهن على جبهة نهم أكثر من غيرها من الجبهات لأن التقدم من جبهة حرض وميدي محفوفة بالمخاطر التاريخية والجغرافية ولا يمكن للعدو التقدم منها وجبهات الحدود ميؤوس من تقدم عسكري من خلالها لأن الجيش واللجان أصبحا هما من يتحكم بمسرح العمليات الحربية هناك، وتعز صعبة جغرافيا وفيها مخاطر عصيبة.

ويتابع راشد” من جبهة البيضاء وشبوة ليس بمقدورهم التقدم من منتصف اليمن لأنهم سوف يقعون في فخ ينتظره اليمنيون لكي يتم وضع كماشة لأسر أكبر عدد من الغزاة ولكن التحالف ترك هذة الجبهة لأدواته، وجبهة الساحل الغربي فهي حافلة بالمخاطر ولقد جربوا طعم حرها ونارها ومع دخول سلاح بحري جديد ممثلة بمنظومة المندب ستكون الوجبة أدسم من سابقاتها”.

ظهرت للعلن الضربات الموجعة والقاسية المتتالية التي تلقاها منافقو العدوان في نهم على كل الجوانب والمستويات خلال الأسبوعين الماضية.

دروس قاسية

الإعلامي أحمد الحبيشي يوضح لـ”المسيرة نت” أن دروس المعارك الأخيرة في نهم كانت قاسية على العدو ومرتزقته لجهة الخسائر الهائلة التي تكبدوها في العتاد والأرواح والمواقع رغم الزحوف البرية الضخمة والغارات الجوية غير مَسبوقة بشتى أنواع طائرات العدو.

ويعزز الحبيشي ما ذكره أعلاه بالقول” مما له دلالة أن الدعاية السوداء للماكنة الإعلامية للعدو وطابوره الخامس في الداخل، ركزت على تضليل الناس بقرب سقوط صنعاء عبر زحوفهم التي دمرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات نهم.

ويشير الحبيشي إلى أن الزحوف الأخيرة في نهم تزامنت مع قيام الطابور الخامس واللوبي السعودي في الداخل بتصعيد الحرب الاقتصادية من خلال إخفاء المشتقات النفطية والسعي لخلق أزمة معيشية خانقة وغير مسبوقة تمهد لنجاح المراهنات على اقتحام صنعاء والحديدة من خلال تصعيد الزحوف في محور نهم.

حالة انتحار يقدم عليها مرتزقة العدوان في محور نهم دون إحراز أي تقدم ميداني يُذكر، وفي ذلك يوضح الكاتب زيد البعوة أن العدوان من خلال مرتزقته يحاول أن يحرز تقدماً في جبهة نهم بصفتها الجبهة الحساسة والمهمة لكل الأطراف فهي تمثل الجبهة الاستراتيجية من حيث الموقع والأهمية لقربها من العاصمة صنعاء.

ويضيف البعوة ” يحاول العدو أن يعزز من قوته ويجمع أكبر قدر من المرتزقة من مختلف المناطق ليتقدم في نهم لكنه بفضل الله وصمود وثبات رجال الله المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهة نهم ألحقوا بالعدوان ومرتزقته أفدح الخسائر في الأرواح والعتاد ما بين قتيل وجريح وأسير”.

يوماً بعد يوم وخسائر المنافقين البشرية والمادية تتصاعد عشرات القيادات ومئات العناصر في غضون أيام قليلة بين قتيل وجريح، كما كشف ذلك مصدر عسكري أكد أن حصيلة قتلى وجرحى المرتزقة خلال الخمسة عشر يوم الماضية بلغت أكثر من 770 قتيل وجريح منهم أكثر من 250 قتيل وأكثر من 500 جريح منهم 90 إصابة خطرة، فيما تم تدمير أكثر من 9 آليات واسر مجموعة من المرتزقة، بالإضافة إلى اغتنام كميات من الأسلحة.

وقال المصدر إن هذا العدد من القتلى والجرحى والتنكيل بمنافقي العدوان في غضون أيام قليلة يدل على استعداد وتأهب كبير قد بنته قيادة تحالف العدوان لهذه المعركة، مؤكداً أن جبهة نهم تحولت إلى مصيدة للآلاف من المرتزقة على مدى عمر التنكيل بجحافل العدوان فيها برغم ما يملكونه من دعم عسكري ومادي.

القتل أو التصفية

مصير المنافقين بعد فشلهم من التقدم سيلاقونه عبر التصفية بطيران العدوان أو أي وسيلة أخرى كما حصل لهم قبل أيام، حيث قصف الطيران مجموعة من المنافقين بعد تراجعهم عن التقدم، يعزز ذلك ما نقله موقع العربي عن العميد الركن المرتزق عبده مجلي، من أن التصعيد العسكري في جبهات نهم سوف يستمر، مهما كلف ذلك من ثمن، حتى الوصول حد زعمه إلى صنعاء.

كما وصف الموقع في تصريح آخر عن مصدر عسكري تابع للمرتزقة وصف ما يحدث في نهم بـ الانتحار، متهماً في الوقت نفسه قوات تحالف العدوان بـ تهديد ما أسماهم المقاومة أي المرتزقة في نهم عن تلقيها رسالة تهديد من غرفة عمليات التحالف بالتصفية الجسدية بواسطة الطيران الحربي، في حال توقفها عن التقدم أو تراجعها من مواقعها.

وقال إن أي مواجهات في نهم لن يُكتب لها النجاح وما زال أبطال الجيش واللجان الشعبية مسيطرين على صرواح بجبهة مأرب.

مقالات ذات صلة