نظرة على سجل خدمات ولد الشيخ للشعب اليمني !!!

مقالات | 26 يناير | مأرب برس :

بعد ساعات من اعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد استقالته من منصبه، بدأ اسم البريطاني مارتن غريفثت يتداول بكثرة في وسائل الاعلام كخليفة محتمل لولد الشيخ الذي فشل باعترافه في إيقاف الة الموت التي تعصف بالشعب اليمني.

استقالة ولد الشيخ لم تكن مفاجئة للكثيرين، ماعدا تحالف العدوان السعودي، خاصة أن المبعوث الدولي اعرب في أكثر من مرة نيته تقديم استقالته لكثرة الضغوط التي يتعرض لها ولعجزه عن ايقاف سفك الدم اليمني فهل ياترى خجله من هذا الدم هو الذي دفعه الى قراره هذا؟، وكيف ستكون مهمة من سيخلفه؟.

ورغم أن لاسماعيل ولد الشيخ أحمد (موريتاني الجنسية) تجربة واسعة في أروقة الأمم المتحدة الا ان تجربته في اليمن كانت فاشلة بكل معنى الكلمة، اذ سبق أن شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بين عامي 2012 و2014، كما شغل المنصب ذاته في سوريا بين عامي 2008 و2012، وشغل منصب نائب لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا عام 2014. وقبل ذلك، تنقّل بين العديد من المناصب الأممية على مدى ما يقرب من 28 عاماً، في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا عموماً. لكن بالنسبة لمهمته اليمنية الأخيرة، فهي الأولى من نوعها، وفي إحدى أكثر لحظات التاريخ تعقيداً في البلاد، أي انه يفتقر لخبرة الوساطة الدولية، ولم يستطع انجاز مهمته في هذا البلد العربي الفقير واحلال السلام فيه ووقف العدوان السعودي الاماراتي عليه، أو حتى مهمة رفع الحصار الظالم ودخول المساعدات الانسانية الى اليمن الذي اصبح يعاني من مشاكل صحية كبيرة ناهيك عن المجاعة التي أصبحت تهدد الملايين من أبنائه.

خلال مسيرته الفاشلة في اليمن، قاد إسماعيل ولد الشيخ ما بين عام 2015 الى عام 2016 ثلاث محطات أساسية للمفاوضات اليمنية، الأولى في جنيف في يونيو/ حزيران 2015، والثانية في بيل السويسرية في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، أما المرحلة الثالثة والتي تعدّ الأكبر والأهم في مهمته، فكانت مشاورات الكويت، التي انعقدت لما يزيد عن ثلاثة أشهر بين إبريل/ نيسان وأغسطس/ آب 2016 وجميعها باءت بالفشل.

انحياز ولد الشيخ لقوى العدوان تجلى بأوضح صوره في مفاوضات الكويت، وتعرض مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إلى انتقادات حادة من أكثر من جهة، على خلفية إدارته المنحازة لملف الأزمة اليمنية فبدل أن يقوم ولد الشيخ بدور حيادي وشفاف في إدارة المفاوضات احتراما للدم اليمني، تصرف الأخير كأداة بيد قوات تحالف العدوان لتحقيق اهدافهم، وتبنى وجهة النظر السعودية بالكامل خلال مؤتمراته الصحفية التي كانت تعقب كل اجتماع، لكن صمود القوى الوطنية في ساحات المفاوضات سواء في الكويت أو جنيف او عمان كان لافتا ولم تفلح السعودية في تحقيق أهدافها ولم تتمكن ان تأخذ بالمفاوضات ما عجزت أن تأخذه بالحرب والعدوان.

وبحسب ما أعلنت مصادر أممية فقد تم اختيار البريطاني مارتن غريفثت بشكل رسمي خلفا لولد الشيخ، وإعلان اختيار غريفتت ينتظر فقط انتهاء الأمور الروتينية، ووفق المصادر نفسها، فإن المبعوث الجديد يعتبر من “روّاد الوساطة الدولية”، ويمتلك خبرات كبيرة في العمل بالأمم المتحدة بمجال الشؤون الإنسانية والسياسية، اذ يعتبر غريفثت وسيط دولي من الطراز الأول، وهو أول مدير تنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام، من 1999 إلى 2010، مما فتح باب الأمل مجددا لإمكانية انهاء معاناة الملايين من اليمنيين.

ولد الشيخ فشل فشلاً ذريعاً في اليمن، ونستطيع أن نقول ابعد من ذلك، ولد الشيخ لم يكن حياديا في عمله ولم ينجز مهمته بأمانة، ولكن الحق يقال، مجريات الأمور وسير الوقائع لم تكن بيد المبعوث الأممي ولا بيد الأمم المتحدة ذاتها، ولماذا نحمل شخصا بعينه سبب الأزمة في اليمن؟، فأصل الكارثة هو العدوان وفي ظل عجز مجتمع دولي بأكمله عن وقف مجازره وانتهاكاته المتواصلة بحق اليمنيين يجب علينا ألا نتوقع لا من ولد الشيخ ولا حتى غريفثت أن ينجح في مهمة لا يراد لها دوليا أن تنجح.

فعندما يتجاهل العالم بأسره معاناة أكثر من 20 مليون يمني ويبرر حصارهم وتشريدهم وتجويعهم وتدمير بناهم التحتية ومرافقهم الحيوية ولا يرف له جفن عن وضعهم الصحي السيء، ويتعامى المجتمع الدولي عن تقارير صادرة عن منظمات حقوقية دولية متعددة تؤكد أن العدوان السعودي والاماراتي ارتكب ومازال جرائم حرب بحق المدنيين،  فعلينا أن نكون واثقين أنه مهما كان اسم المبعوث الدولي ومهما كانت جنسيته فانه سيفشل طالما أنه لا يوجد رغبة دولية صريحة للجم العدوان السعودي وايقافه عند حده، وطالما أن هناك مالاً يدفع لكمّ الأفواه ورشوة بعض الدول للسكوت عن نزيف دم الشعب اليمني الذي اصبح “حلالا” يسفك ليل نهار باسم “الشرعية” أو غيرها.

هل استقال ولد الشيخ خجلاً من دم الشعب اليمني النازف أم لا؟ لماذا اختار هذا التوقيت الآن لاعلان الاستقالة؟ كل تلك الأسئلة ليست مهمة الآن، السؤال الأهم هل استقالة المبعوث الاممي هي خطوة أولى لتصحيح الفضيحة التي لحقت بالأمم المتحدة نتيجة الازمة اليمنية وهل تتوقف آلة الموت والدمار السعودية عن حصد أرواح اليمنيين؟ نتمنى ذلك.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة