القرصنة الإلكترونية وأنواعها.. من فمك أدينك!

منوعات | 16 فبراير | مأرب برس :

“الهاكرز” أو قراصنة الإنترنت، بات الاسم المرعب لمستخدمي الشبكة العنكبوتية، حيث أصبح “الأمن الإلكتروني” أكثر ما يبحث عنه مستخدمو تلك الشبكة، ليتعدّاه الأمر إلى الدول التي بات همّها الشاغل هي الأخرى حفظ أمنها الإلكتروني، ولعلّ تسريب وثائق “ويكيليكس” ونشرها يُعدُّ أكبر عملية قرصنة شهدتها الشبكة العنكبوتية، حيث تعتبر عملية القرصنة هذه سياسيّة بحتة، ناهيك عن آلاف عمليات القرصنة التي تحدث يومياً ولأهداف مختلفة؛ منها المالي وآخر انتقامي وفضائحي وما إلى هنالك من أسباب تدعو القراصنة إلى مثل هذه الأفعال.

 

القرصنة الانتقامية

 

والتي غالباً ما تكون بين دول على خلاف سياسي، وهو ما يمكن رؤيته بين إيران أو كوريا الشمالية أو حتى مجموعات مؤيدة للقضية الفلسطينية من جهة وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمّ تسجيل أكثر من هجوم إلكتروني شنّه قراصنة إيرانيون استهدفوا خلاله صحف ومواقع إلكترونية إسرائيلية.

 

قرصنة سياسية

 

ربما يُعدُّ هذا النوع أشهر عمليات القرصنة على الإنترنت، حيث تؤكد الإحصائيات أن 58% من كل البيانات المسروقة كانت تتم من قبل مجموعات ناشطة في مجال القرصنة السياسية، وعلى رأس مجموعات القرصنة لأغراض سياسية مجموعة “أنونيموس” والتي حققت العديد من النجاحات في السيطرة على عدد من المواقع السياسية، بالإضافة لتمكنها من سرقة كميات كبيرة من البيانات من بعض الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية، حيث يؤكد خبراء على أنّ القرصنة لأغراض سياسية أصبحت إحدی آليات الاحتجاج السياسي، مشيرين إلى أنّه من الصعب تطوير نظم دفاعية محددة ضد هذه الهجمات الإلكترونية لأن مجموعات القرصنة السياسية تستخدم وسائل وأساليب خاصة يتم ابتكارها لكل مناسبة بعينها.

 

قرصنة ذاتية

 

في هذا النوع من القرصنة تقوم بعض الدول بـ “قرصنة نفسها” لتكون هذه العملية مقدمة لاتهام دول أخرى بهذه القرصنة، وهذا ما يُمكن مشاهدته من خلال الاتهامات الأمريكية وبعض الدول الغربية لروسيا بأنها تقوم بالتدخل بانتخابات هذه الدول، وذلك في محاولة لإشعال فتيل أزمة فيما بينها.

 

قرصنة الهواية.. الفضائح والسرقة

 

وفي قرصنة الهواية والفضائح يقوم بعض القراصنة باختراق المواقع الشخصية للشخصيات العامة بغية جمع معلومات أو صور أو محادثات خاصة بهذه الشخصية ليقوما بعد ذلك بنشرها على العلن، وفي بعض الحالات يتم ابتزاز تلك الشخصيات مقابل الحصول على مبلغ من المال.

 

أما في القرصنة المالية يقوم القراصنة باستغلال الثغرات الأمنية للبنوك أو ماكينات الصرف الآلي ليقوموا بتحويل ملايين الدولارات إلى حساباتهم الشخصية، أو يقوموا بعمليات شراء من الإنترنت دون أن يقوموا بدفع أيّة مبالغ.

 

قرصنة جديدة

 

يبرز هذا النوع من القرصنة من خلال استهداف الذات عبر المنصّات الإعلامية لدول العدو وذلك بهدف تحقيق جملة من الأهداف السياسية والعسكرية، وربما تظهر الحالة -القطرية – الخليجية- كواحدة من أبرز عمليات القرصنة الذاتية، حيث تمّ قرصنة وكالة الأنباء القطرية من قبل الإمارات -في حال صحّت ادعاءات الدوحة- وتمّ من خلال هذه القرصنة نشر أخبار من شأنها تأزيم العلاقات بين الدولتين الجارتين.

 

وبعد عملية القرصنة هذه اندلعت الأزمة الخليجية التي ما تزال ممتدة حتى يومنا هذا، وهنا يؤكد مراقبون أنّ الأخبار التي نُشرت على وكالة الأنباء القطرية أو التلفزيون القطري كانت من قبل القراصنة التابعين للإمارات، ولو لم يكن ذلك؛ لكانت الإمارات تفهمت بأنّ ما تمّ عرضه ناتج عن عملية قرصنة، غير أنّ مراقبين يؤكدون أن الإمارات كانت تسعى إلى هذه الأزمة وكانت عملية الاختراق هذه مجرد وسيلة لإشعال فتيل الأزمة الخليجية.

 

قرصان محترف

 

خبراء الأمن الإلكتروني يؤكدون أنّ القرصان المحترف هو ذاك الذي لا يترك أثراً وراءه، والذي يُنجز عمله بمهارة عالية وبعيداً عن أعين أجهزة الرصد والمتابعة، أو حتى دون أن تتمكن برامج مكافحة الفيروسات من اكتشافه، وهنا تبرز عدّة عمليات قرصنة شهدها العالم في الآونة الأخيرة، تمكّن خلالها القراصة من شن هجمات إلكترونية مستغلين الأخطاء البشرية أولاً ليقوموا بنشر البرامج الخبيثة التي تُصيب الأجهزة المستهدفة بالشلل.

 

أبرز عمليات القرصنة

 

ومنذ العام 2009 شهد الفضاء السايبري عدّة عمليات قرصنة إلكترونية ذاع صيتها على مستوى العالم، ومن أهم هذه العمليات ما جرى في أغسطس/آب 2009 حين تمكن الأميركي ألبرت غونزاليس بالتعاون مع قرصانتين روسيتين من سرقة بيانات لــ130 مليون بطاقة مصرفية ونقلها إلى خوادم في أوكرانيا وهولندا ولاتفيا.

 

وفي سبتمبر/ أيلول من العام 2010 انتقل فيروس “ستوكنت” إلى أجهزة حاسوب شخصية في محطة بوشهر الكهرذرية، في حين نفت الحكومة الإيرانية انتقاله إلى أجهزة تشغيل المحطة.

 

وفي ديسمبر/كانون الأول 2010 تعرض موقع صحيفة “الأخبار” اليومية اللبنانية لقرصنة إلكترونية حجبته بالكامل لعدة أيام.

 

وفي يناير/ كانون الثاني 2012 تمكن قرصان سعودي يدعى “أوكس عمر” من اختراق خوادم سلاح الجو الإسرائيلي، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عمر دخل بطريقة مفاجئة بعد غياب لعدة أشهر على سيرفر تدريب الطيارين، وحصل على كمية كبيرة من البيانات وصور الهويات والشهادات.

 

الرد الإسرائيلي لم يتأخر حيث قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن قراصنة إسرائيليين حصلوا على تفاصيل آلاف بطاقات الائتمان السعودية، وهددوا بنشرها في حال استمرت الهجمات الإلكترونية لسعوديين على “إسرائيل”.

 

أما في مارس/ آذار 2012 نشرت مجموعة “أنونيموس” الشيفرة المصدرية الخاصة ببرنامج الحماية من الفيروسات “نورتون أنتي فايروس” الذي تطوره شركة سيمانتك، وذلك بعد سلسلة من التهديدات بنشر الشيفرة.

 

وفي أغسطس/آب 2012 تعرضت شركة النفط الوطني السعودية (أرامكو) لهجوم ساهم في تدمير آلاف أجهزة الحاسوب، وأدى إلى تعطل نحو ثلاثين ألف حاسوب، لكنه لم يؤثر في العمليات الحيوية المتعلقة بالنفط.

 

وفي سبتمبر/ أيلول 2012 شنّ ناشطون إيرانيون هجمات إلكترونية على مدى الـ12 شهراً استهدفت -حسب وكالة رويترز- بنك “أوف أميركا” و”جي بي مورغان” و”سيتي غروب”.

 

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2012 تمكن قرصان سعودي يدعي ” فارس” من خرق موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ورفع عليه علم بلاده.

 

وفي أبريل/ نيسان 2013 شنّت مجموعة “أنونيموس” هجوماً على مواقع إسرائيلية دعما للأسرى والقضية الفلسطينية، وشملت القائمة مواقع البورصة الإسرائيلية، ورئيس الوزراء، ووزارة الدفاع، وموقع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، والصناعات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى موقع مكتب الإحصاء الرسمي، وموقع وزارة التربية والتعليم، وعشرات المواقع الأخرى وآلاف الحسابات الإسرائيلية على موقعي فيسبوك وتويتر.

 

بالمقابل، أعلنت مجموعة قراصنة إسرائيليين أنها تمكنت من شن هجوم إلكتروني مضاد واختراق موقع “أنونيموس”.

 

وفي شهر يناير/كانون الثاني 2014 اعترف موقع “سكايب” -خدمة الاتصال المرئي- بأنه تعرض لاختراق، لكنه أكد أن بيانات المستخدمين لم تتضرر، جاء ذلك بعد يوم على إعلان الجيش السوري الإلكتروني المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد أنه تسلل إلى حسابات “سكايب” على مواقع للتواصل الاجتماعي”.

 

وفي مارس/ آذار 2014 تمكنت مجموعة “سايبر بيركوت” الأوكرانية من مهاجمة المواقع الإلكترونية لحلف الناتو، حيث قالت المتحدثة باسم الحلف أونا لونغيسكو إن: “الهجوم أدى إلى تعطيل مواقع الحلف لعدة ساعات”.

 

وفي الشهر ذاته شنّ قراصنة هجوماً على موقع الرئاسة الروسية، كما عطلوا العمل بموقع البنك المركزي الروسي وفقا لما أعلنه المكتب الصحفي للكرملين.

 

وأخيراً وفي أغسطس/آب 2014 أقرّ مفتش وحدة الجرائم الإلكترونية الأميركي بأن قراصنة أجانب تمكنوا من اختراق حاسبات تابعة للهيئة الأميركية لتنظيم الأنشطة النووية مرتين على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

وأخيراً.. يؤكد خبراء أمن المعلومات أنّ الحلقة الأضعف في عملية الاختراق هو العنصر البشري، حيث الأخطاء البشرية هي التي تؤدي إلی عمليات الاختراق الواسعة أو حتى المستحيلة، وعلى سبيل المثال يؤكد الخبراء أنّ عملية اختراق شركة RSA والتي تعتبر من أشهر الشّركات في أمن المعلومات والتي يفترض أن تتمتع بإجراءات صارمة فيما يخصّ الأمان، ولكن كل ذلك لم يمنع من اختراقها، حيث تسبب خطأ بشري صغير بعملية اختراق واسعة طالت أنظمة الشركة وعملائها.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة