الجبير بين التضليل المتعمد والبحث عن الشرعية ..

مقالات | 26 فبراير | مأرب برس :

بقلم / علي القحوم :

وزير خارجية النظام السعودي يبحث عن شرعنة لعدوانهم على اليمن ويحاول ان يجمل صورة النظام السعودي المجرم.. فتصريحاته الأخيرة كانت مظللة للواقع ففي الوقت الذي يقتل الشعب اليمني على مدى ثلاثة أعوام بالقنابل الفتاكة والمحرمة دوليا.. ويحاصر البلد كل البلد برا وبحرا وجوا يتبجح الجبير بقوله إن مملكة الشر استوعبت مليون لاجئ يمني.. وفتحت الباب أمام العمالة اليمنية وتقديم المليارات لمساعدة اليمنيين.. وهذا بالتأكيد كذب وزيف لكن الجبير حاول بهذا ان يجمل صورة نظامه المتهالك والتغطية على الجرائم البشعة التي ارتكبوها خلال العدوان التي يندي لها جبين الإنسانية..

وبالتالي المعروف والواقع أن النظام السعودي يقتل اليمنيين ويمتهن كرامتهم..

فقبل العدوان ومع العدوان كانت العمالة اليمنية ولا زالت مرفوضة في السعودية.. والشعب اليمني لم يرَ أي خير من مملكة الشر وما كانت تنفقه كانت تتوزع لمخبريهم وبعض المشائخ والشخصيات والرموز والقادة العسكريين المواليين لهم.. فهناك وزارة في السعودية تهتم بشؤون هؤلاء المخبرين والمواليين للسعودية أما الشعب فلم يرَ أي شيء ..

الجبير يتباكى على أطفال اليمن وهم هم من يقتلوهم ويحرقوهم ويحولون أجسادهم إلى أشلاء بالغارات الجوية .. فما يقارب ثلاثين ألفا ما بين قتيل وجريح جراء الغارات الجوية وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ استهدفهم الطيران.. ولم يكتفوا بهذا بل استهدفوا المدارس والجامعات والمساجد والمؤسسات الخدمية.. والمدن الآهلة بالسكان والعزل والقرى حتى على مستوى استهداف البدو الرحل كل شيء مدمر في اليمن وكلما له علاقة بحياة الانسان اليمني..

في المقابل قبل أن يضلل الجبير على الواقع المؤلم والمعاناة المستمرة للشعب اليمني جراء العدوان والحصار عليه أن يفهم أن هذا العداون لم يفرض عليه بل كان مخطط له حسب كلامه من قبل 4 أشهر واستمرار العدوان ووقفه بيد الأمريكان سيما والأمريكي هو رأس حربة في هذا العدوان الظالم والغير مبرر وما النظام السعودي والاماراتي إلا ادوات قذرة تنفذ أجندة أمريكا في المنطقة.. كما ان الجبير عندما لم يجد مبرر لاستمرار العدوان قال المشكلة في اليمنيين لا يريدون حلا وكأن حال لسانه يقول لليمنيين أنتم السبب.. ولهذا من لم يموت بالغارات الجوية يموت بالجوع والمرض والحصار وأنتم ايها اليمنيون تتحملوا المسؤولية.. هنا نقول لهم أوقفوا عدوانكم ورفعوا حصاركم ورفعوا معها وصايتكم وهيمنتكم واليمن ستكون بخير ..

الجبير يقول إن الحرب فرضت عليهم وأنهم لا يريدون استمرارها وانهم استجابوا لطلب الفار هادي واستجابة لقرارات مجلس الامن .. هنا نقول له هذا تناقض واضح في كلامك يا جبير.. فتارة تقول في فتره ماضية أن العدوان كان محضر له من قبل إعلان العدوان من واشنطن ب 4 أشهر أيضا مجلس الامن لم ينعقد إلا بعد عشرين يوما من العدوان وأصدر تلك القرارات المشؤومة.. فكيف استجبت وكيف اليوم تبحث عن شرعنة لعدوانكم ..

يدرك الجميع ان الفار هادي قدم استقالته قبل العدوان وترك فراغا سياسيا في السلطة وكانت الجهود الأممية تتحرك وتعمل على توافق بين المكونات السياسية .. وقالها المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر في الامم المتحدة قبل عزله ان عشية ليلة العدوان كانت القوى السياسية قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق تشرف عليه الأمم المتحدة لسد الفراغ السياسي.. والعدوان قطع الطرق وأغلق الأبواب أمام أي تفاهمات أو حلول بين اليمنيين.. وهذا يدلل على ان المشكلة ليست داخلية وإنما خارجية بامتياز ومن يقفل أبواب الحلول هي رباعية العدوان المتمثلة في (امريكا – وبريطانيا – والسعودية – والإمارات) التي تعمل جاهدة لمزيد من فرض الحصار وزيادة في معاناة الشعب اليمني.. والعمل على الاستمرار في العدوان واحتلال البلد ونهب الثروات وما يجري في الجنوب خير دليل ..

أيضا نقول للجبير اي شرعية تريد امريكا والسعودية اعادتها لليمن هل هي شرعيتهم في الهيمنة والوصاية والاستحكام على القرار السياسي التي فقدوها بعد انتصار الثورة الشعبية في 21 من سبتمبر .. والذي كانت ثورة شعبية ومطالبها شعبية أهدافها وطنية ومحقة وعادلة.. ليست طائفية ولا مناطقية لأن الحرية والكرامة والاستقلال مطلب شعبي.. والجميع شارك فيها وطالب بإسقاط منظومة الإجرام والقتل والخيانة والعمالة والفساد وأسقط معها الهيمنة والوصاية الخارجية ..

في المقابل هل يريد الجبير أن يضلل على الواقع فأي شرعية للفار هادي وهو حبيس الفندق في الرياض هو ومن معه من حفنة العمالة والإجرام .. والحاكم الفعلي في مناطق الجنوب هو المندوب السامي الإماراتي والسعودي.. فعلى من يريدون أن يضللوا ويكذبوا فالمعسكرات والقواعد العسكرية للمحتل والغازي تبنى في تلك المناطق والجزر.. وبناء السجون والزج بأبناء البلد المخالف لهم في السجون وامتهان كرامة الإنسان اليمني من خلال أبشع أساليب التعذيب المعتمدة في هذه السجون.. كالتي كانت تمارس في سجن أبو غريب عندما احتل الأمريكان العراق.. فالمطارات والموانئ والنفط والغاز وكل الثروات بيد المحتل.. وأبناء الشعب هناك يتضرعون جوعا وكأنهم ليسوا من اهل البلاد والغازي والمحتل له الأحقية في كل شيء هذا هو الواقع ..

هنا نقول لهم عليكم أنت تفهموا أن اليمن ليست لقمة من السهل ابتلاعها .. فكما كانت في الماضي مقبرة للغزاة والمحتلين اليوم ايضا هي كذلك.. فهنا إرادة شعبية وهنا قبائل أحرار وهنا جيش ولجان شعبية وهنا قوى سياسية وطنية.. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرطوا في بلادهم مهما كانت التضحيات.  ومهما كانت التحديات سنتحمل الجوع والتعب دون التفريط بكرامتنا واستقلالنا على الإطلاق..

مقالات ذات صلة