العقيدة الأمريكية وآمال بن غوريون في اليمن !!!

مقالات | 5 فبراير | مأرب برس :

بقلم / زيد الغرسي :

مع قرب انتهاء العام الثالث من العدوان السعودي الأمريكي سقطت كل الذرائع والمبررات التي تسترت خلفها دول العدوان ، وظهرت أهداف غير التي أعلنتها ـ وانكشفت الأطماع الاستعمارية في اليمن حيث سعت لاحتلال المناطق الاستراتيجية في البلد وبنت القواعد العسكرية فيها كجزيرتي سقطرى وميون وباب المندب وسيطرت بشكل شبه كلي على منابع النفط والغاز وعمدت لاحتلال الموانئ والمطارات المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ، بالرغم من ان كل تلك المناطق لا يوجد بها الجيش واللجان الشعبية ولا “روافض ولا مجوس” وانما تخضع لسيطرة ما تسمى بالشرعية .

احتلال اليمن بما يمثل من موقع جغرافي استراتيجي هام يطل على الكثير من الممرات الدولية المائية ويما يحتويه من ثروات طبيعية هائلة يأتي في سياق تحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية ‘ فالعدو الإسرائيلي يريد السيطرة على باب المندب كهدف استراتيجي أعلنه منذ نشأة الكيان الغاصب حيث وقف بن غوريون بعد عام من إعلان إنشاء الكيان الصهيوني للميناء ” الذي يسمى حاليا ميناء ايلات ” وقال ” اتطلع الى اليوم الذي تسيطر إسرائيل على هذا وأشار الى البحر الأحمر وباب المندب ” كما ان أطماعها تتضح أكثر بالقبض على الجاسوس الإسرائيلي ” باروخ ” في الحديدة عام 1972م والذي كانت مهمته توفير معلومات حول الجزر اليمنية المطلة على باب المندب للمخابرات الإسرائيلية، حينها كان الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي يشغل منصب رئيس الأركان العامة بالجيش اليمني وهو الذي أكد خلال رئاسته لليمن ان باب المندب يمني وسعى لعقد قمة عربية افريقية لجميع الدول المطلة على البحر الأحمر في تعز لكن الولايات المتحدة الأمريكية أوعزت للنظام السعودي باغتيال هذا القائد قبل نجاح مشروعه ، وليس أخيرا بقلق رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ليلة نجاح ثورة 21 سبتمبر على باب المندب ، ولذلك سعت إسرائيل خلال العدوان لبناء اكبر مرصد مراقبة في القرن الافريقي يطل على باب المندب لمراقبة كل السفن التجارية التي تمر من المضيق وأنشأت قاعدة عسكرية في جزيرة ميون المطلة على المضيق بل وصل الأمر لمشاركة بعض جنودها في جبهات تعز وسعت لتعزيز تواجدها العسكري في الدول الافريقية المطلة على المضيق من الضفة الأخرى كالسودان واثيوبيا واريتريا وغيرها .

اما الولايات المتحدة الأمريكية فمنذ بداية العدوان سعت لاحتلال جزيرة سقطرى والعمل على بناء قاعدة عسكرية كبيرة فيها كون الجزيرة هدفاً استراتيجياً لها تعبر عنه العقيدة العسكرية الأمريكية بقولها ” من يسيطر على سقطرى يسيطر على البحار العالمية السبعة ” وحرصت على احتلال الممرات الدولية التي تشرف عليها اليمن في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وذلك باحتلال ميناء المكلا في حضرموت وميناء علي بشبوة وقاعدة العند العسكرية بلحج وأخيرا دخول قوات الاحتلال الى محافظة المهرة سواء بتواجد قواتها مباشرة أو بقوات سعودية وإماراتية وسودانية أو ميليشياتهم من اليمنيين .

كما عملت بريطانيا على استعادة تواجدها في جنوب اليمن من خلال تواجد خبرائها في عدن وإنشاء غرفة عمليات لهم في معسكر البحرية بالتواهي بذريعة تجهيز قوات البحرية اليمنية وإعادة تأهيل ميناء عدن أو إنشاء ميناء في شقرة بأبين ..

هذه الأطماع تنفذها دول الاستعمار تحت عنوان ما تسمى الشرعية التي ترفض إعادتها الى عدن وبأدواتها في المنطقة ممثلة بالنظامين السعودي والإماراتي أو عناصر القاعدة وداعش التي توفر لها الذرائع لاحتلال البلد بذريعة مكافحة ما يسمى “الإرهاب” كما حدث مؤخرا في حضرموت وشبوة عندما أعلنت قوات الاحتلال عمليتين لتطهير وادي حضرموت ومنطقة الصعيد بشبوة من الإرهاب ” وهي التي افرجت عن احد عشر من قيادات القاعدة وداعش في حضرموت قبل ايام من انطلاق العملية ” لكن في حقيقة الأمر تم اخراج عناصر القاعدة وداعش من هذه المناطق الى جبهة البيضاء لمشاركة مرتزقة العدوان ضد الجيش واللجان الشعبية ونشرت مليشياتها على طول ساحل محافظة شبوة وكل المناطق الغنية بالنفط والغاز والمعادن بمشاركة خبراء وضباط أجانب، وتداول ناشطون مقربون من قوات النخبة الحضرمية سيطرتها على مناجم ذهب في الوادي كانت تحت سيطرة علي محسن الأحمر وأولاد الأحمر وعائلة عفاش وبعض قيادات الإصلاح وبنفس مسرحية تحرير المكلا العام قبل الماضي أعلنت قوات الاحتلال تطهير الوادي خلال يومين والصعيد خلال يوم في زمن غير منطقي حتى للمسافر الذي يسافر بلا انقطاع في هذه المناطق حيث لا يستطيع ان يجتازها في هذا الوقت فما بالكم بالمواجهات والكر والفر وووووإلخ ..

تخطط دول العدوان الرئيسية للبقاء في اليمن طويلا ولن يتسنى لها ذلك إلا بتقسيم اليمن وإدخاله في فوضى مستمرة وفي هذا السياق عملت على تصفية قيادات الحراك الجنوبي ثم إنشاء كيانات تطالب بالانفصال كالمجلس الانتقالي الذي تسعى حاليا لإدخاله في المفاوضات السياسية القادمة كممثل عن الجنوب لمناقشة التقسيم بعيدا عن جوهر المفاوضات حول العدوان وفك الحصار أو من خلال تعيين مبعوث جديد ينتمي للجنسية البريطانية ذي الخبرة في احتلال وتقسيم جنوب الوطن أو من خلال الممارسات الميدانية التي تقوم بها الإمارات في الجنوب كطرد الشماليين وإغلاق الحدود بين الشمال والجنوب بين فترة وأخرى وإنشاء قوات عسكرية مناطقية لكل محافظة بما يؤدي لزيادة الصراع المناطقي وإدخال البلد في فوضى وحروب أهلية لا تنتهي ، وفي سياق ذلك غرد ضابط الاستخبارات السعوي أنور عشقي بقوله: الحل في اليمن يكون الجنوب للمجلس الانتقالي والشمال رئيسه احمد علي ‘ وما يشير الى ذلك أيضا تحذير الرئيس علي ناصر محمد من خطورة المؤامرات التي تستهدف المنطقة وتقسيم بلدانها، لافتا الى ان اليمن لن ينجو من التقسيم ولن يكون الشمال شمالاً ولا الجنوب جنوباً، بل سيتحول إلى أكثر من دويلة..

سياسيا تسعى الإمارات للتخلص من حزب الإصلاح وحكومة بن دغر وهذا ما بدا واضحا من نتائج حرب يناير في عدن واظهرته الصراعات في شبوة وتعز وقريبا ستكون في مارب مقابل الاعتماد على طارق عفاش في خطوة تؤكد تنكر دول العدوان لدور الإصلاح بالرغم من تقديمه كل التضحيات لإرضاء السعودية والإمارات عنه مقابل خيانته لوطنه وشعبه .

في الضفة الأخرى تلقت الإمارات ضربة اقتصادية جديدة من قبل جيبوتي التي ألغت عقد الامتياز الممنوح لمجموعة “موانئ دبي العالمية”، لتشغيل محطة الحاويات في ميناء “دورالي” بجيبوتي… بما يؤكد الصراع المحموم بين دول الاستكبار للسيطرة على الممرات الدولية المائية لا سيما بعد صعود مجموعة دول البريكس وتنامي الاقتصاد الصيني في وجه الاقتصاد الأمريكي …

العلاقات الإسرائيلية مع النظامين السعودي والإماراتي والتي أظهروها الى السطح بشكل واضح يؤكد سعي هذين النظامين لتنفيذ المشروع الإسرائيلي المعروف بالشرق الأوسط الجديد في المنطقة وما تقوم به هاتان الدولتان من دور في اليمن نجده بنفس الأدوات والأساليب في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان ومصر.

مقالات ذات صلة