الإمارات والسعودية تتقاسمان الأدوار في تفتيت اليمن

متابعات | 9 مايو | مأرب برس :

بقلم /عدنان علامة :

تتسارع الأحداث بوتيرة متصاعدة في عدن والمدن الواقعة تحت الإحتلال السعودي والإماراتي وما عجزوا عنه في العراق وسوريا بدأوا في تنفيذه في اليمن وذلك بما يحقق أهدافهم الخبيثة .

فبعد أن عجزت دول تحالف قوى العدو في تحقيق أي نصر ميداني في المناطق التي يسيطر عليها انصار الله والجبش واللجان الشعبية وزعت الإمارات والسعودية الأدوار فيما بينها وانقلبوا على الشرعية التي زعموا أنهم شنوا العدوان على اليمن لاسترجاعها من أيدي الحوثيين .

فاليوم ظهرت وبشكل جلي النوايا الحقيقة للسعودية والإمارات من التستر بذريعة إعادة الشرعية للرئيس المستقيل هادي. كما انكشفت قبل مدة وجيزة محاولتهم الفاشلة لنقل المعركة بين اليمنيين أنفسهم عبر تنسيقهم مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح حيث تخلصوا منه حين فشل في الدور المرسوم والمخطط له.

وأما اليوم ، فتصوير المعارك الطاحنة في عدن بأنه صراع نفوذ وسيطرة بين السعودية والإمارات هو تصوير ساذج . فهما متففتان كليا عل تقسيم الجبنة اليمنية. وما يحصل حاليا هو توزيع الادوار بينهما فيبدو للوهلة الاولى أن كل منهما يمول جماعة معينة بالمال والسلاح؛ فاشتروا ضعاف النفوس ونجحوا في تمويل الحرب الداخلية بين الاخوة وذلك لتفكيك اللحمة الداخلية للوضع القبلي والسياسي المعقد جدا في اليمن . فالحرب الداخلية المفتعلة تصرف نظر اليمنيين عن إحتلال الإمارات والسعودية لميناء عدن وجزيرة سقطرى وحضرموت وكل المناطق التي تحتوي على ثروات نفطية لا تنضب في وقت قريب قياسا بالسعودية والإمارات. ومن الطبيعي جدا أن يدعما الجهة المنتصرة لتطالب بأنفصال الجنوب بعد أن مهدوا لذلك بنقل البنك المركزي إلى عدن .

وستكون هذه الخطوة الاولى في تنفيذ الخطة “ج”بعد فشل الخطة الأساسية “أ” والخطة البديلة “ب”، ويتحقق بذلك تفكيك المجتمع القبلي اليمني والقضاء على المباديء والقيم التي يتميزون بها لتسيل الدماء أنهارا ، فيوفروا بذلك على دول تحالف العدوان خسائر في العديد والعدة والتي فاقت كل توقعاتهم . فنقل المعركة إلى الداخل هي من إنجازات المخابرات العالمية التي تدير الحرب على اليمن بعد فشل أدواتهم من دول تحالف العدوان بقيادة السعودية في تحقيق أهداف العدوان .

وأمام هذا الواقع الأليم نؤكد بأن الحل في اليمن هو فقط حل سلمي وخاصة بين مكونات الشعب اليمني وبالرغم من عدم وحدة الأراء السياسية. فقد صمد اليمنيون صمودا اسطوريا بوجه عدوان كوني . ولا أذيع سرا حين أقول إن سبب الصمود هو الإيمان الراسخ بالله عز وجل وبالقيادة الحكيمة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وبفضل القيم الإسلامية الحقيقية التي تتميز بها القبائل اليمنية الأصيلة والتي توارثتها من جيل إلى جيل وهي لا تزال راسخة في عقولهم وقلوبهم .

وللدلالة على ما ذهبت إليه فطائرات دول تحالف العدوان الأمريكية دمرت البني التحتية كليا في اليمن بواسطة مئات آلاف من القنابل الذكية الأمريكية والاوروبية الصنع . وفرضت السعودية حصارا مطبقا بحريا وبريا وجويا على كافة المنافذ . فانتشر نتيجة لذلك وباء الكوليرا والدفتيريا وانتشار نقص التغذية والمجاعة التي باتت تهدد عشرات الملايين بالمون جوعا ونتيجة للحصار الدوائي فأصبح اصحاب الأمراض المستعصية وغسيل الكلى على لائحة أنتظار الموت البطيء.

وبالرغم من كل هذا الوضع الإنساني ، فإن الدول المخططة للعدوان على اليمن قد عطلت مجلس الأمن من التحرك لإيقاف هذا العدوان الغاشم .

فبعد مرور اكثر من 1000 يوم من العدوان الذي لا يتصوره عاقل ولا يستطيع تحمله بشري في ظل تآمر دولي . وبالرغم من ذلك وفي تقييم منطقي للعدوان فإن الشعب اليمني هو المنتصر بامتياز على العدوان الكوني عليه . ولقد ساهم في هذا الإنتصار الآلهي طبيعة اليمنيين بإيمان المطلق بالله وتوكلهم عليه وطاعة السيد القائد الذي يوصيهم دائما بوصية جده الإمام الحسين عليه السلام “هيهات منا الذلة.

 

مقالات ذات صلة