ليالي القدر … وتحالف الغدر

مقالات | 14 يونيو | مأرب برس :

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس :

والعيون شاخصة نحو السماء ، والأكف مرفوعة لمناجاة الخالق جل في علاه ، والقلوب تواقة لمعانقة ليلة القدر ،والظفر بجوائزها الكبرى والمكرمات الإلهية التي أعدها الله للمخلصين من الصائمين في الثلث الأخير من رمضان ، وفي هذه الليالي الإيمانية والخواتيم الرمضانية الفضيلة ، يواصل أحفاد مردخاي من بني سعود وبعران الإمارات وقطيع المرتزقة من الداخل والخارج عدوانهم اليهودي اللعين على شعب الإيمان والحكمة للعام الرابع ، بكل صلف ووحشية نزولا عند رغبة المؤلف والمخرج الأمريكي والإسرائيلي .

 

في ليالي القدر والمسلمون ينشدون رحمة ربهم ومغفرته وعتق رقابهم من النار ، تواصل طائرات الحقد السلولي قتل اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا ، ويتواصل الحصار عليهم وتتوالى المؤامرات والمخططات التي تستهدف اليمن الأرض والإنسان ، دونما حرمة لهذه الليالي ، ودونما استشعار لروحانيتها ، ويتواصل تقرب بني سعود بدماء وأرواح اليمنيين ، ويتسابقون على أداء العمرة و كسوة الكعبة ويتغنون بأنهم خدام الحرمين الشريفين ، وهم أبعد من أن يكونوا خداما للحرمين ، فالحقيقة أنهم ينهبون ثرواتهما ويستغلون عائداتهما بعد أن حولوا مناسك الحج والعمرة إلى استثمار يدر عليهم الأموال الطائلة التي يهدرونها في تمزيق الأمة وإذكاء الفتن والصراعات والأزمات ذات الأبعاد الطائفية والمناطقية والمذهبية .

 

يقتلون النفس التي حرم الله ويدعون الإسلام ويصورون أنفسهم بأنهم حماته وحراسه الأمناء ، فأين الإسلام من جرائمهم في اليمن وما اقترفته أياديهم في العراق وسوريا ولبنان ومصر وبقية البلدان العربية التي طالها قبحهم وحقدهم وتآمرهم ؟! أين منظمة المؤتمر الإسلامي ؟! أين الجامعة العربية ؟! أين علماء العرب والمسلمين ؟! أين مشيخات الأزهر الشريف ؟! هل يعقل بأن يعمل فيهم المال السعودي والإماراتي كل ذلك ؟! يجاملون سلمان ونجله المهفوف والصبياني محمد بن زايد ويدافعون عن جرائمهم في اليمن ، بل ذهبوا لشرعنتها والتبرير لها أكثر من السعوديين والإماراتيين أنفسهم ؟! فأين سيذهبون من لقاء الله ؟! إلى أين المهرب من الحساب والعقاب ؟! هل يعون أن الحياة الدنيا بكل مغرياتها متاع زائل وأن الموت هو الحق الذي لا بد أن يلحق بهم ؟! هل يدركون أن ما بعد الموت ليس كما قبله ؟! من سيحاجج عنهم ؟! ومن سيترافع عنهم أمام المحكمة الإلهية ؟! هل سيشفع لهم سلمان ونجله وريالاتهم ؟! أو محمد بن زايد وإخوانه ودراهمهم ؟!

 

الدماء التي تسفك ، والأرواح التي تزهق في اليمن ، هي دماء وأرواح مسلمة موحدة ، فبأي ذنب تقتلونهم ؟ وبأي جريرة تسفكونها ؟! لقد سلب الله منكم العقول والحكمة والضمير ، ونزعت من قلوبكم الشفقة والرحمة ، فصار القتل هينا عندكم إلى هذه الدرجة ، و صرتم تتلذذون وتستمتعون بالمذابح والمجازر التي ترتكبها طائراتكم في حق اليمنيين الأبرياء ، أنتم أعداء للإسلام والمسلمين ،ولا يمكن للأمة الإسلامية أن تنهض وترتقي بين الأمم وأنتم تتصدرون مشهدها وترفعون رايتها ، وبإذن الله ستكون هذه الجرائم والمذابح السبب في التعجيل بزوال ملككم وإسقاط عروشكم ، لتتنفس شعوبكم الصعداء .

 

في هذه الليالي المباركة ، نشكو إلى من بيده ملكوت السموات والأرض تحالف الغدر والإجرام والوحشية السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني ، فحالنا ومظلوميتنا لا تخفى عليه ، وهو من بيده الخلاص والنصر والتمكين ، ونشد على أيادي أبطالنا المغاوير من جيشنا ولجاننا وأبناء تهامة والقبائل اليمنية الذين يخوضون ملاحم بطولية ترفع الرؤوس وتشرئب لها الأعناق في الساحل الغربي وفي جبهات الجوف وميدي وحرض وصرواح ونهم والبيضاء وتعز ولحج وشبوة والضالع ، ونبارك لهم الانتصارات المؤزرة التي يحققونها ونسأل من الله لهم الثبات والصمود والنصر والغلبة والتمكين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

مقالات ذات صلة