أطماع أبوظبي بميناء الحديدة وراء تزعمها العملية العسكرية..تحذيرات من كارثة إنسانيّة

تقارير | 21 يونيو | مأرب برس :

يواصل تحالف العدوان السعودي هجومه على مدينة الحديدة في الساحل الغربي متجاهلاً جميع التحذيرات الدولية التي تحدّثت عن كارثة إنسانية ستطول الملايين من اليمنيين.

واللافت في معركة السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي الذي يدخل عبره نحو 80% من الغذاء والدواء والوقود والسلع للبلاد، محاولة الإمارات السيطرة على مجريات المعركة إعلاميّاً وعسكرياً، فقد نقل موقع “ميدل إيست آي” عن مصدر يمني مطلع أن دولة الإمارات أجبرت الرئيس اليمني المستقيل والمنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي على إعلان دعمه للهجوم على ميناء الحديدة غربي اليمن خلافاً لإرادته.

وأضاف المصدر إن السعوديين تدخلوا فجأة ورتبوا اجتماعاً بين هادي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في الرياض يوم الاثنين، في محاولة لضمان تأييد هادي للهجوم، وذلك بعد أن تراجع الدعم الدولي للهجوم على الحديدة.

وأشار “ميدل إيست آي” إلى أن هادي توجّه الثلاثاء إلى أبو ظبي للقاء ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد حيث أذعن الرئيس اليمني للمطالب الإماراتية، موضحاً أن الهجوم بدأ في اليوم الثاني لهذا اللقاء.

ويقول المصدر إن الإمارات كانت تسعى في بادئ الأمر إلى للسيطرة على الحديدة دون دعم هادي، لكنها وجدت أنها بحاجة لورقة “الشرعية” التي يمثلها الرئيس اليمني الذي لم يكن لديه أي خيار آخر إلا القبول، وفق المصدر.

أطماع إماراتية بميناء الحديدة

لم يكن الإعلان الإماراتي عن مقتل أربع جنود في معركة الحديدة بعيداً عن السياق الإعلامي الذي تسعى الإمارات لتكريسه، ويرى مراقبون أن الإمارات لطالما تكتّمت عن عدد الجنود القتلى في اليمن، إلا أن الإعلان الإماراتي بالأمس يعتبر رسالة لما بعد المعركة في حال نجحت العملية العسكرية، وتحديداً فيما يتعلّق بفرض السيطرة على ميناء الحديدة، ولاسيّما بعد خسارتها للعديد من الموانئ في الضّفة المقابلة للبحر الأحمر.

وتتقاطع هذه المعلومات مع ما كشفه المصدر اليمني المطّلع لموقع “ميدل إيست آي” بأن السيطرة على ميناء الحديدة ستكون نصراً كبيراً للإمارات التي خططت لفرض سيطرتها على الموانئ في طول الساحل اليمني من بينها جزيرة سقطرى، معتبراً أن هادي، وعبر إضفائه “الشرعية” على الهجوم الإماراتي على الحديدة، يمنح الإمارات السيطرة المستقبلية على المدينة، وتساءل المصدر “ماذا سيحدث لاحقاً؟ هل ستلقى الحديدة مصير عدن التي تخضع للسيطرة الإماراتية؟”.

رويترز: التحالف السعودي الإماراتي لم يتقدم مطلقاً في الحديدة غرب اليمن

ميدانياً، وبخلاف الادعاءات التي تسوقها الإمارات حول الوقائع الميدانية، قالت وكالة رويترز إن التحالف السعودي الإماراتي لم يتقدم مطلقاً في الحديدة غرب اليمن.

وفي وقت سابق، وبعد استهداف بارجة إماراتية، أعلنت قوات الجيش واللجان الشعبية أنها نجحت في إفشال إنزال بحري خطير للقوات السعودية والإماراتية، قرب ميناء الحديدة.

اجتماع لمجلس الأمن.. تحذير روسي وإيراني

على صعيد متّصل، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس اجتماعاً لإجراء مشاورات عاجلة بشأن اليمن بعد بدء الهجوم على ميناء الحديدة، في حين حذّرت روسيا من أن تلك الحرب ستسبب كارثة وستضرب العملية السياسية في اليمن بأسره.

وأعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن مجلس الأمن سيعقد الاجتماع بطلب من بريطانيا ظهر اليوم (16:00 بتوقيت غرينتش)، وسيكون ثاني اجتماع لمجلس الأمن خلال الأسبوع الحالي حول اليمن.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها من العملية العسكرية في الحديدة التي يمكن أن تؤثر على تسليم المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين الذين أصبحوا على حافة مجاعة.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن اقتحام ميناء الحديدة من جانب القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيسبب كارثة لليمن ويضرب عملية التسوية السياسية في البلاد بأسرها، وعبرت الخارجية الروسية عن أسفها لعدم توفير الوقت الإضافي الذي طالب به المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لتجنب هذه التطورات.

بدورها أدانت الخارجيّة الإيرانية بشدّة الهجمات الجويّة والبريّة لتحالف العدوان على ميناء مدينة الحديدة اليمنية، مؤكدةً أن لا حلول عسكرية للأزمة، وتابع: العملية العسكرية في الحديدة ستقضي على الجهود التي تبذل حالياً للتوصل إلى حل سياسي في اليمن وستزيد الأمور تعقيداً.

يذكر أنّه وبعد ازدياد الضغط الدولي على السعوديّة والإمارات بسبب التبعات الكارثية للعملية العسكرية، أعلنت السعودية والإمارات عن خطة مساعدات تتضمن خمس نقاط لمدينة الحديدة اليمنية والمناطق المحيطة في خطوة تهدف لامتصاص الغضب الدولي العارم.

“الوقت”

مقالات ذات صلة