الوكالة اليهودية توجه صفعة لنتنياهو وتنتخب هرتسوغ رئيساً لها

متابعات | 22 يونيو | مأرب برس :

بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين الوكالة اليهودية العالمية، وكبرى المنظمات اليهودية الأميركية، وجهت الوكالة اليهودية، أمس الخميس، صفعة مدوية لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عندما انتخبت إدارتها العليا، بأغلبية 9 أصوات مقابل صوت واحد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، رئيسًا قادمًا لها، خلفًا للرئيس الحالي، الصهيوني المتطرف، أناتولي شيرانسكي.

وجاء قرار قادة الوكالة اليهودية بالرغم من معارضة نتنياهو لانتخاب هرتسوغ، ومحاولته، في اللحظات الأخيرة، طرح اسم الوزير يوفال شطاينتس مرشحًا عنه لرئاسة الوكالة، إلا أن القرار اتخذ بانتخاب هرتسوغ، خاصة بعد انسحاب نائب الوزير، مايكل أورن، من المنافسة.وشكل القرار صفعة لنتنياهو، وهو بمثابة انتقام من المنظمات اليهودية، خاصة العاملة في الولايات المتحدة، من الخط المتشدد الذي يتخذه نتنياهو في مواقفه في قضايا الدين من الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، وخاصة يهود التيارين الإصلاحي والمحافظ، ودعمه المطلق لمواقف التيار الحريدي والتيار الصهيوني الأرثوذكسي، الذي لا يعترف قادته بيهودية أبناء التارين الإصلاحي والمحافظ، ويطالب بوضع قيود مشددة للاعتراف بيهوديتهم.

وأثار القرار أمس حفيظة نتنياهو، وزاد من حدة التوتر في العلاقات بين اليمين الإسرائيلي والتيارات الدينية الأصولية (الحريديم) وبين الجاليات اليهودية الأميركية، والجاليات في الدول الأوروبية، التي لا ترفض الزواج المختلط، فيما تعتبر الأصولية الدينية اليهودية أن الزواج المختلط هو خطر وجودي وبمثابة “حرب إبادة” على اليهود.

ولم تخف الصحف الإسرائيلية تداعيات انتخاب هرتسوغ، باعتبار الخطوة انتقامًا من نتنياهو وسياساته المؤيدة للتيار الأرثوذكسي التقليدي، وعدم تحركه ضد تصريحات متتالية لنائبته في وزارة الخارجية، تسيبي حوطيبيلي، التي قالت في أكثر من مرة إن يهود الولايات المتحدة، خاصة من تياري المحافظين والإصلاحيين، “ليسوا يهودًا بمعنى الكلمة”، ولا يحق لهم، مثلًا، التدخل في السياسة الإسرائيلية، باعتبارهم لا يرسلون أولادهم للقتال في حروب إسرائيل، ولا حتى للالتحاق بالقوات الأميركية.

في المقابل، أطلق هرتسوغ، زعيم المعارضة، ونجل الرئيس الأسبق لإسرائيل، حاييم هرتسوغ (شغل أيضا في أواسط السبعينات منصب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة)، تصريحات مؤيدة لمسارات تهويد مخففة، وأخرى ضد التحريض على يهودية الجاليات اليهودية المحافظة والإصلاحية، في الولايات المتحدة، كما أنه لم يتخذ مواقف معادية من الزواج المختلط.

إلى ذلك، فإن انتخاب هرتسوغ يشكل أيضًا تغييرًا لافتًا في موقف الوكالة اليهودية من مرجعية دولة إسرائيل وحكومتها في اتخاذ قراراتها؛ فبعد أن كان النظام الداخلي للوكالة يستوجب الحصول على موافقة رئيس حكومة إسرائيل على المرشح لرئاسة الوكالة، سعت الوكالة في ظل التوتر في العلاقات مع نتنياهو وحكومته، وميله لقبول مواقف التيار الأرثوذكسي المتشدد ضد يهود أوروبا والولايات المتحدة، إلى تغيير النظام الداخلي، والاكتفاء بضرورة استشارة رئيس الحكومة بهذا الخصوص ليس أكثر.

بدورها، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم، أن نتنياهو يدرس وقف التعاون مع الوكالة اليهودية في عدد من المشاريع المشتركة، بينها مشروع سنوي لجلب شبان وفتيان يهود من الولايات المتحدة وأوروبا إلى إسرائيل لمدة نصف عام، في محاولات لتعزيز علاقتهم بدولة الاحتلال، وأملًا في هجرتهم إليها.

وفي الأثناء، أعلن نتنياهو عن تعليق عقد جلسة التنسيق المشتركة للحكومة الإسرائيلية والوكالة اليهودية، التي كان مقررًا عقدها الأسبوع القادم.

ويعكس الخلاف بين نتنياهو وقادة الوكالة اليهودية حقيقة اعتماد نتنياهو، في السنوات الأخيرة، على حشد الدعم والتأييد لإسرائيل من أوساط الجمهوريين في الولايات المتحدة وطائفة المسيحيين “الأفنجاليين”، الذي يحظون بدعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واليمين الأميركي المسيحاني الذي يعتقد بوجوب مناصرة دولة إسرائيل بشكل مطلق، وتعزيز وتسريع إقامة الدولة اليهودية الدينية من الفرات إلى النيل، كمقدمة لعودة المسيح. في المقابل استبعد نتنياهو تياري الإصلاحيين والمحافظين وناصبهما العداء، أيضًا بفعل كون غالبية المنتمين لهذا التيار من مناصري الحزب الديمقراطي الأميركي، إلى جانب تبنيه، مواقف ليبرالية ويسارية في مسألة النزاع العربي الإسرائيلي، وتأييدهم لحل الدولتين.

مقالات ذات صلة