قوة التفوق المعنوي والمهني للاعلام الوطني اليمني المواجه للعدوان

مقالات | 19 سبتمبر | مأرب برس :

بقلم / صلاح الداودي :

منذ سنوات خلت دخلنا مقر قناة المسيرة اليمنية. وشاهدنا مذ دخلنا صور شهداء القناة وكانهم متعانقون كالاخوة أحدهم جنب أحدهم والواحد تلو الآخر في شكل يهندس الروح لا الفضاء. ويتعلق بالمستقبل لا بما جرى ولا بما يجري فحسب. شاهدنا قادة إعلام شهداء لا مجرد كتبة أو مصورين ومراسلين ومقدمي برامج…الخ. حفر ما حفر في قلبنا ونحت ما نحت في عمق اعماقنا.
 مذاك، لم نعد نستطيع أن نستامن على اليمن وشعب اليمن وأرض اليمن غير اعلام اليمن. قد يبدو ذلك شأنا ذاتيا أو حقيقة ذاتية بتأثر، بلى ولا. إذ لم تغير أي حقيقة موضوعية أخرى ما ترسخ، ولم نك لا صحافيين ولا علماء مختصين في القطاع ولا حتى على سابق معرفة برجال الحق هؤلاء. غير ان سؤالنا في أنفسنا قبل أي شيء آخر هو: من هو إعلام اليمن؟ والمقصود بمن هنا ليس تعريف الهوية بل التفكر في المصير في عاصفة من أهوال عدوان إرهابي دولي مركب لا نظير له سندفع فيه ما ندفع قطعا دون ارتجاف ولا قلق.
 إنه الفارق في الرؤية والفجوة في الطينة والطفرة في الضمير وإتقان الفدائي. انه تحويل لقدر الميدان بالمواكبة المضحية لخيوط المصير التي تنسج أمام الأعين وتحت الاحرف. إن المقاتل عين وقلم والصحافي مقاتل بعينه وانامله (ولا نعني الإعلام الحربي والأمني فحسب). ولا يوجد آخر اعلامي إلا اذا كان مجرد راصد للمجريات عاملا بالاسم فقط لمصلحة من هم خارج الوطن؛ لا هو الوطن ولا هو حتى بديل للوطن داخل الوطن.
ولذا، طالما العدوان واضح وبين وجلي، لن تخدع الشعوب وإن شبه لهم انها تخدع. ولطالما مواجهة العدوان مستمرة ودقيقة ومحددة في الأهداف وفي التكتيكات وفي الروحية،  فلن تعمى القلوب ولن تنجح التعمية ولا التزييف والتزوير وإن شبه لنا انها اعميت. هذا هو درس الحرب النفسية الإعلامية الذي يجب أن يستخلص من تجربة الهزيمة الأخلاقية المبينة لاعلام العدوان ومن يدور في فلكه. ذلك ان شقه اليمني لم يعد يمنيا بالمرة وشقه الأمريكي والسعودي والاماراتي والصهيوني ومن لف، ليس يمنيا بطبعه. أولى اذن بكل أحرار العالم أن ينظروا كيف صمد إعلام المواجهة والصمود، بتضحيات مئات شهداء أبناء المؤسسات الإعلامية اليمنية والعشرات منهم من مؤسسات منفردة، وليتعلموا كيف يواجه الصحافيي الوطني كل عدوان العالم وتحالفه وكل اعلام العالم وأحلافه وينتصر بالفارق في الرؤية وبالفجوة في الطينة وبالطفرة في الضمير وبقوة التفوق المهني والروحي وبالاتقان الفدائي.
إن لدينا مشكلة طفيفة. مشكلتنا مع الغارقين في انتهازية المواقف والمواقع وتركيب العجز على خدمة العدوان على ادعاء معاداته في نفس الوقت على ادعاء الإعلام نفسه والفشل في كل شيء حتى في خدمة العدوان كما أسلفنا. مشكلتنا مع صبيان يتعلمون الشطارة في دماء شعوب بأسرها؛ مشكلنا مع شيوخ أصبحوا صببانا بعد الأوان يوعدون بتمديد الوقت… مشكلتنا فارق نوعي في الرؤية وفجوة في الطينة وطفرة في الضمير وفدائية الإتقان. ولكن يعبهم وهم وسراب رغم مرارة ما فعلوا.

مقالات ذات صلة