نصيحةٌ لكل المتنوِّرين: حَذارِ من الذباب الإلكتروني

محمد أمين الحميري

 

في سياقِ الإسهامِ في خَلْــقِ وعيٍ جَمْعيٍّ رشيدٍ داخلَ العمل السلفي، وحسبَ متابعتنا للأحداث والمواقفِ الإيجابي منها وغير المشرِّف، أوجّهُ اليوم نصيحتي لكل المتنوِّرين داخلَ الجماعات السلفية في الساحة، مَن تحَرّك منهم في إطار المشروع المناهض للعدوان وكسر الاصطفاف الطائفي الذي حرصت عليه قوى العدوان في بلادنا وفشلت والحمدُ لله، وكذلك مَن لا يزال يمسكُ العصا من الوسط لأسبابٍ معيَّـنةٍ، نصيحتي للجميع:

أن لا يعيروا أيَّ اهتمام لحملات التشويه والتسفيه، وخَاصَّةً تلك التي يقودُها الذبابُ الإلكتروني في مختلفِ وسائل التواصل الاجتماعي باسم السلفية والدفاع عن الكِتاب والسُّنة والعقيدة والصحابة و… ومسمياتٍ دينية ووطنية متعددة… إلخ، ذلك الذبابُ الذي لا يُجِيدُ إلا لُغةَ السَّبِّ والشتم والطعن في عِرض وعقيدة كُـلِّ صاحب رأي سليم يخالفُ القناعاتِ والتصوراتِ الخاطئةَ التي يؤمنُ بها، واتّهام كُـلِّ صاحب موقف حُــــرٍّ غيور على وطنه وعِرضه بكل قبيح، فهذا الذبابُ ومَن يقفُ وراءَه قد سقطوا في اليوم الأول الذي أسلموا فيه عقولَهم لأصحابِ الأفكارِ المفخَّخة والمواقف المتطرفة، المبدعون في سياسةِ التفسيق والتكفير لكُلِّ مَن يخالفُهم، وُصُـــوْلاً إلى التشجيعِ على استباحةِ دَمِه المحرَّم، وخَاصَّةً أولئك الذين تمتدُّ جذورَهم إلى وهَّابية نجد، وبدِينها يتعبدون الله ويتعاملون مع الخلق!.

هذا الذبابُ بحربه الناعمة وعمله المشين بلبس الحَـقِّ بالباطل يهدفُ إلى التشويش وتخويفِ كُـلِّ مَن يبدأُ يستخدمُ عقلَه ويفكِّــرُ ويجنحُ للحقائق التي تتكشفُ كُـلَّ يوم في مختلف القضايا، والكثير منهم مُـجَـرَّدُ مرتزِقة مجنَّدين، وهذه وظيفتُهم، وبأساليبَ وطُرُقٍ متنوعة يعملون لإرهابِ مَن يستيقظُ ويقولُ لهم: “لا”.

لهذا ومن واقع التجربة نؤكّـدُ لإخواننا هؤلاء أن لا يلتفتوا وأن يتخلصوا من كُـلّ فكرةٍ تتصادَمُ مع القرآنِ الكريمِ وصحيحِ السُّنةِ الثابتِ عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

على صاحب الحَـقِّ أن يقفَ بثبات، رافعَ الراس، رابطَ الجأش، عاليَ الهِمَّةِ، ولو اجتمع كُـلُّ طُغاة ومجرمي العالم ضِدَّه هو لا يلينُ ولا يستسلمُ، ومما يستدعي الثباتَ على الحَـقِّ واتخاذَ مواقفَ أكثرَ وضوحاً هو أننا في هذه الحياة أصحابُ مسؤوليةٍ، وهذه المسؤوليةُ منطلقُها إيمانيٌّ، وكُلُّ جُهدٍ نبذُلُه هو في سبيلِ اللهِ، والمؤمنُ لا تهُــزُّه الأعاصيرُ أبداً، يعيشُ حُــرًّا، وإن مات مات عظيماً.

وَأَيْـضاً فما نلمَسُه اليومَ في واقع الشعب من عزةٍ وكرامة وحرية واستقلال رغم كُـلِّ الظروف الصعبة التي يعيشُها والمعاناة التي يمُـــرُّ بها على كُـلِّ الأصعدة؛ بفعلِ العدوان، فحفاظُه على هذه المكتسباتِ التي فرَّط فيها البعضُ فأصبحوا اليومَ تحت حكمِ المحتل يُعتبَرُ أكبرَ حافزٍ للاستمرار في المواقفِ الصائبة ودافعاً قويًّا ليقظةِ المتردّدين للحاق بهذا الرَّكْبِ الذي يشُقُّ طريقَه إلى ما هو أبعدُ من استقرار ورخاء في كُـلِّ المجالات، وإنَّ غداً لناظرِه قريب، وعلى قَدْرِ أهلِ العزم تأتي العزائم.

مقالات ذات صلة