متحدث التحالف.. أسطوانة مشروخة

محمد الحاضري

لا جديد في كلام المتحدث العسكري باسم تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، العقيد تركي المالكي خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده صباح اليوم بعد ساعات من إعلانه إطلاق عملية عسكرية ضد اليمن قصف فيها المقصوف ودمر المدمر وارتكب مزيدا من الجرائم بحق المدنيين.
وكأنه يدور في حلقة مفرغة، المالكي ومن بين ركام أسلحة يمنية ضربت العمق السعودي كرر ما قاله في مؤتمرات صحفيه سابقة لدرجة لو استمعنا لمؤتمر صحفي سابق لما فرقنا بينه وبين ما قيل اليوم إلا تاريخ النشر.

وبنفس الطريقة والكلام والمصلحات قال المالكي: دمرنا مخازن أحرقنا صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة وورش ومعامل تصنيع، وأعطى فيها كذلك مشاهد لاستهداف هناجر وشبكات اتصال وأهداف مدنية زاعما أنها أهداف عسكرية، وهو ما دأب على قوله عقب كل عملية ردع للجيش اليمني واللجان الشعبية تضرب السعودية ردا على جرائمها بحق اليمنيين.

الملفت في مؤتمر المالكي هذه المرة هو محاولة تبريره تواجد قواته في محافظة المهرة الهادئة والمتاخمة لسلطنة عمان، حين زعم أن قوى التحالف ضبطت سفينة قبالة المحافظة تحمل أسلحة “كلاشنكوف وقناصات وذخائر كانت قادمة من إيران لمن أسماهم الحوثيين من في صنعاء”، وهو كلام مردود عليه لأن جميع الأسلحة التي زعم المالكي ضبطها اليمن لا يحتاج اليمن استيرادها لأن التصنيع العسكري ينتجها منذ سنوات وبكميات كبيرة.

ومن جهة أخرى فإن السعودية خلال الأشهر الأخيرة كانت أكبر من مول الجيش اليمني واللجان الشعبية بالآليات والأسلحة والذخائر الحديثة التي تم اغتنامها في العمليات العسكرية الأخيرة في نهم والجوف ومأرب وجبهات الحدود.

ومن بين التناقضات التي حملها المالكي نسيانه تأكيداته السابقة وجزمه اعتراض جميع الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية التي ضربت العمق السعودي، وأثبت عكس كلامه السابق حين عرض مقطع فيديو لطائره يمنية تقصف أحد المطارات السعودية، وقال بلسانه إنها لطائرة يمنية ضربت مطار أبها.

ويبدوا أن إعلان السعودية أمس عن عملية عسكرية ضد اليمن، الخاضع أصلا لعملية عسكرية أعلنت قبل خمس سنوات من واشنطن تحت مسمى عاصفة الحزم، وهذا المؤتمر الصحفي اليوم ما هو إلا للاستهلاك الداخلي ومحاولة تطمين المواطن في الداخل، ولإعطاء انطباع لدى المواطنين في السعودية أن جيشهم لا يزال يمتلك زمام المبادرة، خصوصا بعد عملية الردع الرابعة التي استهدفت وزارة الدفاع والاستخبارات في العاصمة الرياض وقواعد عسكرية في العمق السعودي.

وأمام استمرار النظام السعودي في غطرسته “فما على القوات المسلحة اليمنية إلا الاستمرار في تنفيذ العمليات الهجومية الاستراتيجية الواسعة في عمق العدو الجغرافي والتي ستضع حداً نهائياً لعدوانه وحصاره وارتكابه للجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني”.

وسنرى الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية تضرب العمق السعودي مجددا وقريبا جدا خصوصا عقب جرائمه بحق اليمنيين وممتلكاتهم البارحة، وتبجح ناطقه وكذبه اليوم أمام العالم زاعما أنها أهدافا عسكرية، وعليه أن يتلقى ضربات الوجع الكبير التي لم تكن في حسبانه والتي توعدتهم بها قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.

مقالات ذات صلة