عملية قيفه تكشف وجه الإرهاب الحقيقي

رشيد الحداد

 

خلال الأعوام 2012ـ 2014م تعرضت عدد من الألوية العسكرية التابعة للحكومة اليمنية في البيضاء وتحديداً في رداع لعدد من العمليات الهجومية من قبل عناصر تنظيم القاعدة، وكنا نتابع الأخبار ونتفاجأ بأن القاعدة حاصرت لواء عسكرياً يمتلك عتاداً متطوراً وحديثاً وتنهب مخازن أسلحة وما إلى ذلك من أخبار كانت تحمل عشرات علامات الاستفهام ..

 

كان في رداع والبيضاء بشكل عام عدد كبير من ألوية الحرس الجمهوري وألوية تابعة لوزارة الدفاع خلال سنوات ما قبل العدوان والحصار وتعرضت لعدد من هجمات القاعدة ولم يوجه لها أي أوامر بمداهمة أوكار القاعدة، وبسبب وجود القاعدة في البيضاء وتحويلها إلى إمارات وولايات لها تمارس حكمها بأريحية في ظل رضا وتواطؤ الدولة حينذاك، تعرض الكثير من المدنيين للموت وقتلت الطائرات الأمريكية بدون طيار عشرات المدنيين تحت ذريعة محاربة القاعدة.

 

خلال حكم هادي تم تصدير القاعدة وداعش من المحافظات الجنوبية إلى المحافظات الشمالية وكانت منطقة مديرية ولد ربيع وقيفه ويكلا مركز عمليات القاعدة الأساسية وأصبحت عناصرها تكشف عن نفسها في تعز وإب وذمار وأرحب وصار سكان صنعاء يسمعون الطائرات الأمريكية بدون طيار .

 

بالتزامن مع توسع نطاق القاعدة وداعش في اليمن خلال سنوات ما قبل الحرب كانت السعودية تشن حملات تشويه ضد اليمن وتستخدم انتعاش التنظيمات الإرهابية لضرب الاقتصاد الوطني كتخويف الشركات النفطية وضرب القطاع السياحي واستهداف الاستثمار وكانت تتبنى حملات إعلامية متواصلة صورت من خلالها اليمن للرأي العام الدولي وكأنها موطن الإرهاب في المنطقة العربية.

 

كانت القاعدة في اليمن سعودية بامتياز وقادتها يحملون الجنسية السعودية عادو من معتقل غوانتامو إلى اليمن ، كأمثال “العوفي ، العسيري” وبعكس التنظيمات الإرهابية في العالم التي تنمو في بيئة فقيرة ومعدمة ومحرومة ، ظهرت القاعدة في اليمن في المناطق النفطية كوادي عبيدة قريب القطاعات النفطية وفي وادي حضرموت بالقرب من حقول المسيلة ، وفي مناطق متعددة في شبوة بالقرب من القطاعات النفطية ، وخلال العام 2013م ، عندما أُعلن عن وجود كميات كبيرة من النفط في الجوف نُقلت القاعدة للجوف وأصبحنا نسمع عن تنفيذ الطائرات الأمريكية بدون طيار عمليات ضد عناصر وقيادات القاعدة في الجوف وكانت القاعدة في اليمن متخصصة بإثارة مخاوف الشركات النفطية الدولية ومن أبرز مهامها ضرب بيئة الأعمال وإعاقة أي توجه لاستخراج ثروات اليمن النفطية والمعدنية .

 

في الخامس من ديسمبر 2013 ، اقتحم ثمانية من عناصر القاعدة بسيارات مفخخة مقر وزارة الدفاع بصنعاء “العرضي” وارتكبوا جريمة مأساوية بحق عشرات المرضى والأطباء في مستشفى العرضي ، وبلغ عدد الشهداء من المدنيين مرضى وأطباء 56 شهيد و215 جريحاً ، وبعد التحقيق في هوية العناصر الإرهابية اتضح أنهم سعوديون ، اليوم يثبت لنا رجال الجيش واللجان الشعبية بالتأكيد أن القاعدة أداة استخباراتية سعودية أمريكية بامتياز بالدليل القاطع ، فبعد مداهمة أوكار القاعدة وداعش في عدد من مناطق قيفه لأول مرة منذ 11 عاماً من قبل رجال الجيش واللجان تم العثور على أسلحة أمريكية متطورة لا تُسلم إلاَّ للجيوش وتم العثور على أسلحة سعودية صُنِّعت خصيصاً للرياض ، وتم العثور على قذائف أمريكية حديثة الصنع ورشاشات متطورة وأسلحة نوعية حصل عليها التنظيم من مخازن وزارة الدفاع السعودية ولم يخض أي معارك مع السعودية أو مع قوات موالية لها ليحصل عليها .

 

لذلك وجد رجال الجيش واللجان الشعبية السلاح الأمريكي والسعودي وأسقط زيف شعار مكافحة الإرهاب الذي اتخذته واشنطن كسيف مسلط على رقاب عدد من الدول، فعملية قيفه واحدة من أبرز العمليات التي كشفت زيف محاربة أمريكا للإرهاب في المنطقة واليمن تحديداً، فالقاعدة وداعش حظيتا بإسناد جوي سعودي خلال العملية ونفذ الطيران الحربي السعودي عشرات الغارات الجوية دعما للتنظيمات الإرهابية ومحاولة لإنقاذ معاقلها من السقوط.

 

لا شك ان تلك العملية لو كانت قامت بها دولة أخرى أو قوات غير قوات صنعاء لباركها العالم وصنف القوات التي نفذت العملية في أعلى مراتب الجيوش في العالم ، ولكن عملية قيفه بمديرية ولد ربيع في البيضاء كشفت المستور وفضحت لعبة الحرب على الإرهاب ودور أمريكا التي استخدمت الإرهاب كبُعبُع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وأرهبت العالم أجمع باسم الإرهاب وهاهي عملية قيفه تثبت أن الإرهاب مِنْ صُنْع أمريكا والسعودية و”إسرائيل”.

مقالات ذات صلة