ملفات مغلقة ومعركة مصيرية.. ماذا تخفي الأيّام القادمة؟!

إكرام المحاقري

 

فُتحت من جديد ملفاتٌ مخزية خَاصَّة بالنظام السابق (نظام عفاش) وبمشروع تمدد الهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة، ومن يتحدّث عن مصطلح التطبيع اليوم يُخال له بأنها نغمة جديدة وخطة مبتكرة وُلدت حين تم الإعلانُ عن صفقة القرن الترمبية، ومن ينظر إلى ما تم الكشفُ عنه من وثائقِ العمالة والخيانة للدين والدستور ستتضح له الحقيقة جليًّا حتى وإن كثرت المغالطات.

 

لم يأتِ العدوان على اليمن من فراغ، بل إنه كان الخيار الوحيد لإعادة اليمن إلى دائرة التطبيع والمطبعين والارتهان للقرار الخارجي، الذي يقتض بالمصلحة الصهيونية على حساب المقدسات الإسلامية، كما أن ثورةَ الـ 21 من شهر سبتمبر المجيد كانت هي السبيل الوحيد لتطهير اليمن من دنس الصهاينة قبل دنس العملاء والخونة، على رأسهم “عفاش” وآل الأحمر.

 

فما تم الكشفُ عنه اليوم من ملفات ووثائق وضّحت مدى العلاقة بين النظام الأسبق وحاخامات الصهاينة، والتي كانت تحَرّكاتُهم من تحت الطاولة وتديرها السفارةُ الإماراتيةُ، والتي هي الأُخرى لعبت الدور الأبرز للتطبيع مع الصهاينة في المرحلة الأخيرة، بغض النظر عن احتوائهم لبقايا عفن عفاش.

 

منذُ العام 1996م إلى العام 2007م وما بعده، تواجدت القوى الصهيونيةُ في اليمن ليس كياناً واحتلالاً، بل مخطّطات أرادوا بها السيطرةَ على القرار اليمني وعلى “باب المندب”، ناهيك عن خطة التجنيس للصهاينة بالجنسية اليمنية.

 

وكلُّ هذه المخطّطات كانت من تحت الطاولة، وهذا ما ربط الإمارات بنظام صالح منذ تلك الأيّام وحتى اللحظة، فالمشروع الصهيوني الذي بدأت تحَرّكاته منذ زمن تجلّى للعالم تحت مسميات “تطبيع”، بينما بقايا نظام “عفاش” سواء في الداخل والخارج ما زلوا يطبعون بشكل خفي ودبلوماسي بمواقفهم المخزية.

 

ولعلَّ هذه الوثائق تكون عاملَ صحوة لمن ما زالوا يغترون “بصالح” ونظام صالح ودولته المرتهنة للقرار الصهيوني.

 

فالمعركة اليوم هي معركة مصيرية وحتمية لتحرير اليمن، بل وانتشاله من الوصاية الخارجية، وحماية اليمن من توغل المشروع الصهيوني في أوساط مجتمعه الذي لطالما تمسّك بأصالة الهُــوِيَّة الإيمانية اليمانية.

مقالات ذات صلة