اغتيال الرئيس الحمدي استهدافٌ لاستقلال الدولة

إكرام المحاقري

 

“تمخّض الجمل فولد فأراً”.

 

قد يكون هذا المثلُ اختصاراً لما قامت به السعوديةُ من تخطيط محكم لاغتيال الرئيس الحمدي، ليس لشخصه بل لما جاء به من مشروع دولة مستقلة ذات سيادة وقرار بعيدًا عن الارتهان للخارج ولعملاء الداخل، فليكن الفأر هو ذاك الزعيم الوهمي “عفاش”، والذي كان له الدورُ الأكبرُ والبارزُ في اغتيال الرئيس الحمدي كما وضحته تلك الوثائق التي تم الكشفُ عنها من قبل الإعلام الأمني اليمني في الأمس القريب.

 

فالعداء السعودي لليمن وللشعب اليمني ليس وليد لحظة المبادرة الخليجية، التي نهبت ثورة الـ 2011م، ولم يكن وليد لحظة قرار العدوان على اليمن، بل إن كُـلَّ هذه المخطّطات مُجَـرّد مواصلة لحرق أيِّ مشروع يقوم على رؤية حرية واستقلال الوطن، ولهم الدورُ البارزُ في اغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان، والدكتور أحمد شرف الدين، وعبدالكريم الخيواني، من امتلكوا لسان الحرية ومشاعر الثورة وموقف العدالة.

 

ولطالما تمسّكوا بمشروع الرئيس الحمدي وخطته الخماسية لإقامة الدولة وانتشالها من خطوط الفقر إلى أعلى مستويات التنمية والاكتفاء والإعمار، وغيرها من المشاريع التي قامت عليها بلدانٌ دمّـرتها أمريكا وكادت أن تنهي وجودها بشكل نهائي مثل “اليابان”.

 

ومنذ تلك اللحظة وذاك التاريخ المشؤوم، تمدّدت العمالة والخيانة وتفرعت شجرة كـالزقوم في أرجاء المحافظات اليمنية، لكن من تحت الطاولة وأحياناً تحت عناوين ومسميات تجذب النفس الإنسانية إليها وإلى تصديقها، حيث وقد استغلوا حالةَ اللاوعي التي عاشها الشعب اليمني، بعيدًا عن السياسة، والبعض الآخر لا يهمُّه إلا أن يملأ معدته وجيبه، ويعلن صمته إلى أن تقوم الساعة.

 

هناك من يقول بأن الحديثَ عن الرئيس الحمدي فيه الكثير من المبالغات، متناسياً أليمَ ما مرَّ به الشعبُ اليمني على مر 3 عقود من الزمن بل وأكثر منها، لم يحصد الشعب اليمني إبان نظام “صالح” غير الأزمات والجرع المتابعة وغلاء الأسعار، ولا رأي له ولا قرار.

 

لم يدرك الشعبُ اليمنيُّ أنه كان يعيش الحكم المتوارث؛ لأَنَّه أتقن التصفيقَ والتزميرَ لمن لا يستحق، نعم هو ذاك الشعب البسيط، لكن بساطته تلك كانت نتيجةً لتغييب الحقائق عنه وتزييف حقيقة التاريخ، وسقط في الفخ من سقط.

 

ولو قارنا واقع اليمن خلال 33 عاماً بواقع منطق الرئيس الحمدي ومنطقه الديمقراطي الأصيل، لندب الشعبُ اليمني حظه ولصبَّ جام غضبه على المسبب الأكبر لهذا الوضع في اليمن، والذين هم “آل سعود”، الذين لم يكفّوا أيديَهم القذرة والعميلة عن اليمنيين، فهدفهم هو القضاء على مشروع السيادة والتحكم في مقدرات البلاد وثرواتها وهذا ما تم كشفُه مؤخراً.

 

ختاماً: ظن العدوُّ وأدواتُه القذرة بأنهم أخمدوا مشروعَ الرئيس الحمدي باغتيالهم له، لكنهم جهلوا حقيقة ذلك الرئيس الحمدي وأن مشروعه لن يتلاشى ويندثر مع غياب شخصه، وليس متعلقاً بشخصه واسمه، بل إنه مشروع دولة مستقلة بعثه اللهُ مع قيام ساعة الثورة التي أيقظت الشعب اليمني من سبات عميق، وكأن الرئيسَ الحمديَّ خُلق من جديد، فماذا كسبت مملكة العهر وماذا كسب “عفاش” غير الذل والهوان؟!

مقالات ذات صلة