العدو الإسرائيلي یخطط لزيادة أعداد المستوطنين إلى مليون

ذكر تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، أن محافظات الضفة الغربية شهدت مؤخرا عربدة غير مسبوقة واعتداءات واسعة من المستوطنين، في حين يخطط الاحتلال لزيادة أعدادهم إلى المليون.

وأشار التقرير الصادر اليوم السبت، إلى أن جلّ هذه الاعتداءات تركزت في إغلاق مفارق الطرق بين المدن والمحافظات، واعتداءات جسدية وتخريب ممتلكات ورشق مركبات الفلسطينيين بالحجارة، بدءا بالشيخ جراح في مدينة القدس، مرورا بمدينة الخليل، وعدد من مدن وبلدات وقرى المحافظة، خاصة في مسافر يطا، ومحافظة بيت لحم، خاصة على الشوارع الالتفافية في المحافظة، وبلدات وقرى محافظة رام الله في برقة والمغير وكفر مالك.

ولفت التقرير إلى الاعتداءات المتكررة لمجموعات من المستوطنين المتطرفين و”شبيبة التلال” في محافظة نابلس ضد المواطنين على الطرق الالتفافية القريبة من مستوطنة “يتسهار”، التي تعد معقلا لمنظمات الإرهاب اليهودي في المنطقة، إلى جانب اعتداءاتهم على ممتلكات وأراضي المواطنين في محافظات سلفيت والأغوار.

وفي الشأن الإسرائيلي، تطرّق التقرير إلى حل الكنيست، قائلا: بعد الفشل في التوصل إلى تسوية الخلافات حول الموازنة العامة في “إسرائيل”، تم حل الكنيست وأصبحت دولة الاحتلال أمام استحقاق انتخابات برلمانية جديدة في آذار من العام المقبل، هي الرابعة خلال عامين. وقد جرت الانتخابات السابقة في أجواء من التنافس بين كتل اليمين واليمين المتطرف على أصوات المستوطنين، الذين باتوا يلعبون دورا مؤثرا في هذه الانتخابات.

وأوضح التقرير أن الحديث عن انتخابات جديدة للكنيست يأتي في خضم أزمة صحية تتزامن مع بدء حملة التطعيم ضد فيروس “كورونا” في دولة الاحتلال، في الوقت الذي يواجه فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 قضايا، وانشقاق شخصيات من حزبه يقوده جدعون ساعر، زعيم حزب جديد أطلق على نفسه اسم (أمل جديد– وحدة إسرائيل)، ويقدم نفسه منافسا في المعركة على كسب أصوات اليمين المتطرف وأصوات المستوطنين، الذين يشكلون نواته الصلبة.

وبيّن التقرير: يبقى التنافس على أصوات اليمين واليمين المتطرف ونواته الصلبة من المستوطنين سيد الموقف، وهو ما يفسر ادعاء وزير الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي أن حكومته ستمضي قدمًا في تنفيذ الرؤية القائمة على جلب أكثر من مليون يهودي للمستوطنات في الضفة الغربية، خلال مشاركته في افتتاح مبنى جديد لمجلس المنطقة الصناعية في “شاعر بنيامين”، داخل مستوطنة “بساغوت”.

وأضاف التقرير: تطبيقا لهذه الرؤية بجلب مليون مستوطن صدّقت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال ميري ريغيف على مشروع شق شارع التفافي استيطاني ضخم شمال الضفة الغربية، يلتهم آلاف الدونمات الزراعية، ورصدت لذلك 76 مليون شيقل لتغطية نفقات المشروع، وأطلق عليه اسم “التفافي اللبن” والذي يمر بالقرب من قرية اللبن الغربي.

ويأتي التصديق على هذا المشروع ضمن التصديق على البدء بشق شوارع التفافية ضخمة شمال وجنوب الضفة، في حين وافقت حكومة الاحتلال على تحويل منحة مالية أمنية لمصلحة مستوطنات الضفة بتخصيص 34.5 مليون شيقل لذلك، في حين تم تخصيص 5.5 مليون شيقل لتدعيم السلطات المحلية في تلك المستوطنات.

وفي مخططات الاستيطان أيضا، نشرت سلطات الاحتلال مناقصة لبناء 290 وحدة استيطانية في مستوطنة “غيلو”، جنوب مدينة القدس المحتلة، بعد تصديقها على مخطط البناء في تشرين الآخِر 2019.

وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال ستقيم الوحدات الاستيطانية الجديدة في منطقة ملاصقة على طول المسار المخطط للقطار الخفيف في القدس قيد الإنشاء حالياً، ما يسهل بشكل كبير الوصل بين غيلو وغربي القدس، هذا إلى جانب مخطط لبناء 253 وحدة استيطانية أخرى في المستوطنة ذاتها، ستتم مناقشتها هي الأخرى في لجنة التخطيط اللوائية بهدف توسيع مستوطنة غيلو جنوباً باتجاه بيت جالا، هذا في الوقت الذي شرع فيه مستوطنو “كوخاف يعقوب” في إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة دير جرير شرق رام الله بالقرب من مستوطنتي “كوخاف هشاحر” و”رومنيم” المقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة، حيث نصبوا خيمة وبركسات كمقدمة لإقامة بؤرة استيطانية فيها، تحت حماية قوات الاحتلال.

وفي القدس، نفذت جرافات بلدية الاحتلال وللأسبوع الثاني تواليًا أعمال حفر وتجريف في مقبرة الشهداء في الجهة الشرقية من المقبرة اليوسفية، التي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني؛ تمهيدا لتنفيذ “مسار للحديقة التوراتية” في محيط أسوار القدس القديمة، وهدمت سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط، وأزالت درجها الأثري؛ تنفيذا لمجموعة مخططات تهويدية أعدت منذ مدّة طويلة.

في حين أصدرت محكمة الاحتلال نهاية الأسبوع أمرا احترازيا يلزم بلدية الاحتلال بالقدس بوقف جميع أعمال الهدم والاقتحام لأرض مقبرة اليوسفية وضريح الشهداء في باب الأسباط في القدس، بعد التماس قدمه المحاميان مهند جبارة وحمزه قطينة، حيث يدور الحديث عن أعمال غير قانونية تقوم بها بلدية القدس الغربية تشمل أعمال هدم للدرج والسور المؤديين إلى مقبرة اليوسفية وإلى باب الأسباط والمسجد الأقصى، بعد أن ثبت قطعًا أنّ قطعة الأرض هي أرض وقف مقبرة إسلامية والمسؤول عنها لجنة المقابر التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية، وأنّ بلدية الاحتلال تعمل في المكان دون أي وجه حق، ودون أي مخطط أو أي ترخيص مصدّق عليه.

على صعيد آخر، وفي سياق الدعم الأميركي المتواصل لحكومة الاحتلال واستغلال للمدّة المتبقية في ولاية ترمب، أعلنت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية عن دخول الأمر الذي يُلزم بوضع علامات “صُنع في إسرائيل” على المنتجات المصنعة في المناطق التي تسيطر عليها “إسرائيل” في الضفة الغربية حيز التنفيذ، بعد أن كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن عن التحول في السياسة الأميركية في نوفمبر بعد زيارة غير مسبوقة قام بها إلى مستوطنة “بساغوت” في الضفة الغربية، حيث زار مصنعا للخمور.

المركز الفلسطيني للإعلام

مقالات ذات صلة