أهل اليمن والتجارة مع الله!!

|| مقالات || دينا الرميمة

 

إن الله سبحانَه وتعالى قد فتح لليمنيين باباً من أبواب من الجنة وهو باب الجهاد، ومقارعة الظالمين حتى النصر أَو الشهادة التي هي ضمانة أكيدة للدخول إلى الجنة والحياة الأبدية فرحين مستبشرين بما نالوه من نعيم رب العالمين!!

فأية تجارة رابحة هذه التي عقدها الله معهم؟ وهل سيقبل أهل اليمن أن يبيعوا لله أنفسَهم مقابل سلعته الغالية؟؟

نعم، إن أهل اليمن لن يرفضوا مثلَ هكذا صفقة وسيتسابقون لعقد تلك البيعة، فهم المعروفون بشعب الإيمان والحكمة، وهم السباقون دائماً لنصرة دين الله ورسوله منذ ظهور الرسالة الخاتمة، فكيف لا يعقدونها وهذه المعركة هي بين الحق والباطل أديرت بأيادٍ أمريكية_إسرائيلية، وتولى كبرها خونة العرب والإسلام من العرب المتلبسين بالدين كذباً وزوراً من وظّفوا أنفسهم جنودا لأعداء الله في حربهم على اليمن دون أدنى ذنب يجعلها وشعبها عُرضةً لأقسى وابشع حرب عرفها التأريخ.

فهل سيقف اليمنيون مكتوفي الأيدي أمام كُـلّ هذه البشاعة والعدوان، بكل تأكيد لا!!

انطلق اليمنيون منذ اللحظة الأولى لمجابهة الباطل والذود عن أرضهم وعرضهم مضحين بأنفسهم ودمائهم في تجارة عظيمة فتح سوقها الله تعالى، فكانوا كما وصفه نبيهم العظيم قومَ المدد الذين باعوا لله أنفسَهم والله قَبِلَ بيعَهم.

هم عرفوا عظمةَ الشهادة وعظمةَ الجهاد فانطلقوا للجبهات، مودعين دنيا زائلة طامعين في حياة الخلود الابدية فكان الله معهم وكان النصر حليفهم في كُـلّ ميدان يحطون رحالهم فيه، رغم كُـلّ قسوة العدوّ عليهم وعلى شعبهم وعلى أرضهم التي لم يبق فيها موضع قدم إلَّا وفيها بصمة شاهدة على إرهاب العدوان وخبثه.

ولأجل لا تُدنس بلدهم ولا يُذل شعبهم، أرخصوا أرواحهم في الذود عن كرامة أهلهم، لم يرتضوا أن يغزوَ الحزن محيا بلدهم الطاهر، فضحوا بدمائهم التي أروت السهل والجبل وأصبحت قبورَهم وصورهم أوسمة نصر على صدر اليمن.

وأنبتت تضحياتهم أشجار نصر تطال الفرقدين وأينعت الكثير من ثمار الحرية والعزة والكرامة، ورسمت البسمة والسعادة على محيا هذا الوطن المغدور بعظمة إيمانهم وبثقتهم الكبيرة بالله، فربحت تجارتهم، وأي ربح حين ارتقوا إلى سموات العلى أحياءً عند ربهم يُرزقون في جنات عرضها السموات والأرض فيها يتمنون لو أنهم يعودون إلى الدنيا فيقتلون ويُقتلون ويُفعل بهم ذلك آلاف المرات لعظيم ما رأوه من النعيم ونعم العقبى والعاقبة.

فماذا عسانا أن نكتب عنهم؟! وأية الكلمات التي سنسطرها في حقهم!!

وحدَه الله سبحانه وتعالى من أنصفهم حين لبوا نداءه وتسابقوا على حياض الشهادة فوصفهم أنهم (أحياء عند ربهم يُرزقون)، وأي حياة وأي رزق منح لهم؟؟ وحده الله الكريم يعلم ذلك

أما نحن فنقول للشهداء: عهداً منا بأننا على دربكم ماضون ولن نخون دماءكم الزكية ووصاياكم هي الأمانة التي ستحملها أعناقنا في نُصرة دين الله ونصرة المستضعفين، وكما صدقتم عهدكم مع ربكم فقضيتم نحبكم سنصدُقُه نحن أَيْـضاً القولَ، وننتظر حتى يكتُبَ اللهُ لنا لقاءً بكم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

مقالات ذات صلة