دلالة تسمية القبر في القرآن الكريم “مرقدا”

|| من هدي القرآن ||

 

القبر حفرة ترقد فيها، ويهال عليك التراب فيها.. لا تشعر بشيء، لا تشعر بشيء. وبعض العلماء استنكر فعلا واستعبد وأنكر قضية [منكر ونكير]، أنه حتى ليس في أسماء الملائكة هذه الأسماء المزعجة الغير طبيعية [منكر ونكير] من أسماء الملائكة؟لا…
اسم الـمَلك خازن جهنم.. أليست جهنم أشد؟ اسمه مقبول [مالك].. أي واحد منا قد يسمي ابنه بهذا الاسم الطبيعي مالك {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (الزخرف: من الآية77) لماذا القبر يضع له ملكين واحد [منكر] وواحد [نكير]! هذا مما استبعده علماء – وهو فعلا مستبعد جدا – ومطرقة لا تستطيع أن تحملها [ربيعة ولا مضر].. وأشياء من هذه. فتش عن الميت بعد أيام ستراه ما يزال جسمه على ما هو عليه وإن كان كافرا، هم يموتون في المستشفيات ويتركون في الثلاجات فلا تسمع شيئا.
يقال للكفار.. أليس الكافر هو من هو جدير بأن يعذب في القبر {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (المؤمنون: من الآية113) والله ما يدري من يوم ما قبض ملك الموت روحه لما بعث بعد آلاف السنين، مرت كلا شيء.
{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (يـس: من الآية52) أليسوا يقولون هكذا يوم القيامة {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}؟ لو كان القبر مزعجا لفرحوا أن يبعثوا. يسلموا الإزعاج داخله، سموه [مرقدًا] وهم كافرون، {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} فيقال لهم: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} (يـس: من الآية52) أخرجوا الآن هذا هو اليوم الشديد، هناك سيقول الكافرون: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} (القمر: من الآية8) ألم يقولوا للقبر مرقدًا، وقالوا ليوم القيامة: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم شديد يوم شديد الأهوال؟
ونحن بالعكس نتحدث عن القبر، وعن منكر ونكير، وعن الموت بتفاصيل كثيرة نجعله هو اليوم العسر، سيتشبث أحدنا بالحياة لا يريد أن يموت في سبيل الله، ولو كان في موته إعلاء كلمة الله في الدنيا كلها.
يقال: بأنه كان هناك أحد العباد كان إذا ذكر الموت عنده تنجس لكثرة ما تكرر على مسامعه، وقد يغلط الإنسان نفسه مع نفسه.. يريد أن يوعظ نفسه، يبحث لتلك الكتب التي فيها الأخبار من هذا النوع.
ارجع إلى القرآن الكريم، أنت تبحث عن الخشية من الله؟ ها هي في القرآن الكريم على أعلى درجاتها {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (الحشر: من الآية21) أنت تريد الخوف من الله؟ وتريد تخاف من أعمالك، تخاف من عقوبة أعمالك ارجع إلى القرآن الكريم سترى عقوبات الأعمال ماثلة أمامك في الدنيا وفي الآخرة فتخاف.. أما أن تخوف نفسك لتبتعد عن معاصي معينة سترى نفسك بعيدا عن أن تقوم بأعمال مهمة تركها هي المعصية الكبيرة، تركها هو الذي يجعل تلك الطاعات لا قيمة لها.
أليس هذا هو من الخطأ في التربية، ومن الخطأ في المنهجية مع أنفسنا أو مع الآخرين {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} ويتحدث عن تفاصيل اليوم الآخر، وعما سيلاقي أولئك الناس المستبعدون، وعما يلاقي المجرمون، الذين كانوا ناسين لهذا اليوم، عما يلاقونه في ذلك اليوم، هل تحدث عن الموت بكلمة أخرى [ثم على النعش تحملون.. ثم منكر ونكير بمطارقهم تضربون.. ثم في اللحود تضغطون.. ثم.. ثم.. هل هناك شيء؟؟) هل هناك كلمة واحدة في القرآن؟ لا.
لأنه ليس طبيعيا أن يريد منك أن تضحي بنفسك وهو يخوفك من الموت.. أليس هناك أحاديث بل قبل الأحاديث أليس هناك آيات الشهادة هي بالشكل الذي يجعلك تستهين بالموت؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} (البقرة: من الآية154) ألغى قائمة الموت تمامًا لا تسموهم أمواتًا ليس هناك موت. ألم يكن إلغاء الموت بالنسبة لهم من أجل ماذا؟ من أجل أن يندفعوا إلى الشهادة، أن يستبسلوا في سبيل الله.. {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة: من الآية154) كذلك: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169)
#سلسلة_معرفة_الله (12 – 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن – صعدة

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

مقالات ذات صلة