الرد بالمثل.. ومعادلة الردع اليمني القادمة

|| مقالات || مصطفى العنسي

 

هناك خطواتٌ عمليةٌ مدروسة.. سيقدم عليها أنصار الله.. بعد أن وضعوا الكرةَ في مرمى قوى العدوان.. ليراجعوا حساباتهم ويغيّروا من سياساتهم.. ويكفوا عن إجرامهم.. ويحترموا قرارَ الشعب اليمني الذي عبر بحشوده المليونية.. عن موقفه من العدوان والحصار الذي يمثل جرائم حرب أمريكية وإسرائيلية.. وإلا فقادم الأيّام حبلى بالمفاجآت التي ستقصم ظهور المعتدين..

 

من المتوقع أن يُقدِمَ أنصار الله على اتِّخاذ خطوات استراتيجية مؤثرة ومؤلمة.. إذَا فرضت السياسةُ الأمريكية الجديدة ذَلك.. واستمرت في سياستها العدوانية ضد شعبنا.. فَـإنَّ شعبنا سيتحولُ بانتفاضته المسلحة نحو الجبهات كإعصار وبركان يهز عروش المعتدين…

 

ومن اليوم وصاعداً يجب أن يفهمَ الأمريكي جيِّدًا وَيدرك بأن مرحلة ضبط النفس قد ولت وانتهت.. وعليه أن يستعدَّ لمرحلة الوجع الأكبر.. فخياراتُ الرد اليمني متعددةٌ وأهدافُه واسعة.. منها نقل المعركة إلى عُقر دور المعتدين.. وقصف أهدافٍ حساسة داخل العمق الاستراتيجي لقوى العدوان..

 

الاستفادة من المياه اليمنية خيار وارد ومصرَّح به.. ما يعني أن بابَ المندب لن يكون ممراً آمناً لأمريكا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة.. كما أن أهدافاً حساسة وحيوية داخل كيان العدوّ الإسرائيلي قد تكون ضمن بنك الأهداف القادمة.. وكذَلك القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة قد تكون هي الأُخرى ضمن بنك الأهداف..

 

والرد بالمثل هو الخيار المتوقع من شعبنا وجيشنا وقيادتنا، كما صرح بذَلك الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام استجابة لقول الله {وَالَّذِينَ إذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئك مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الْحَقِّ}

 

كما أن شعبنا وجيشنا وقيادتنا في ذَلك يستمدون شرعيتهم من الله القائل:

 

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم اللَّهِ كَثيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

 

وَالله سبحانَه وتعالى يأبى لعباده الظلم والهوان والذل والاستسلام.. بل يأمرهم بصريح العبارة قائلاً: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} {أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإخراج الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أول مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

 

هذه كلها تعطي رؤيةً كاملة وواضحة في مواجهة الأعداء في كُـلّ عصر وزمان بسقف قرآني واضح.. فالعدوّ أحمقُ وأرعن.. لا يفهم إلا لغةَ القوة.. وحوارُ السلاح والرد بالمثل هو الذي سيوقفُ العدوان..

مقالات ذات صلة