ذكرى الزهراء.. وقدسيةُ الانتماء

|| مقالات || إكرام المحاقري

 

تأتي ذكرى ولادة الطهر البتول السيدة (فاطمة الزهراء) كمناسبةٍ عالميةٍ للمرأة المسلمة والتي وسمها الله تعالى بوسامِ سيدة نساءِ العالمين على مر التاريخ الماضي والمعاصر؛ ولأن ثقافة الغرب قد تغلغلت ما بين المجتمعات المسلمة، ويمكننا القول بأن القُدوة الحسنة قد ضاعت من أوساط المجتمعات المسلمة نتيجة لذلك.

 

حين غُيب القرآن الكريم كمنهج للمسلمين ترنحت الثقافات المغلوطة وتلقاها المجتمع المسلم بشكل واسع، فالضلال قد بلغ ذروته وأصبح الفرد المسلم لا يعي واقع القرآن الكريم والذي احتوت آياته العظيمة دستور حياة، خَاصَّة للمرأة المسلمة، بعيدًا عن كُـلّ ما لا يليق بشخصها الكريم.

 

الزهراء عليها السلام كانت وما زالت أنُموذجاً عظيماً وراقياً لكمال المرأة المسلمة، فهي سيدة النساء، وليس راجعاً لنسبها العظيم فقط، بل لما قامت به من دور عظيم ساندت به الرسالة السماوية حتى ارتقت إلى جوار ربها، ولو كانت القضية قضية نسب بعيدًا عن الجهاد والإيمان لما كانت نهاية امرأتي “نوح ـ وَلوط “نهاية الكفار!! وعلى هذه المواقف القرآنية فليقس الشخص نفسه.

 

لذلك تعمد العدوّ تغييبَ منهجية الزهراء وتوجُّـهَها القرآني وموقفَها الحضاري وكل ما قامت به؛ مِن أجلِ الدين، وغيّب شخصها بشكل عام عن المناهج التربوية والثقافية وقدم نماذجَ أُخرى كانت بدلاً عن الزهراء وقيمها وأخلاقها وعفتها، ولم يقف بهم الأمر عن حَــدِّ تلك النماذج الركيكَة، بل وصل بهم الأمر لتقديم نماذجَ “غربيةٍ” لتكون قُدوةً للمرأة المسلمة، ونجحوا في ذلك نتيجة لما زرعوه من ضلال ودسوا السُّمَّ في العسل باسم الدين.

 

الواقعُ اليومَ للكثير من المجتمعات المسلمة لا يقارن قيد نملة بواقع القرآن الكريم والذي حفظ للمرأة كرامتها وقيمتها وصانها من أن تكون سلعةً ذات قيمة بائرة، لكن ضلالَ الجاهلية الأُخرى قد أعاد للمرأة المهانة في أكثر البلدان العربية، وأصبحت مُجَـرّد “سلعة” لكن بطريقة أُخرى!! لذلك لم تعد للجلباب القرآني أية أهمية، وهذا حال العفة والحياء وحال كُـلّ ما اقتضته توجيهات القرآن الكريم للمرأة المسلمة.

 

رغم ما أحرزته الثقافات المغلوطة في استهداف المجتمعات، يبقى الحق هو من يُخلَّد ويدوم أثرُه إلى قيام الساعة، فالحق قد تجلى في واقع النساء المؤمنات في دول “محور المقاومة”، خَاصَّةً المرأة في اليمن، والتي لبت الزهراءَ عليها السلام قولاً وفعلاً، وبذلاً وعطاء، ومنهجية قرآنية أعادت للمرأة المسلمة كرامتَها بعدَ أن نال منها أعداءُ الإسلام وجعلوا منها مخلوقاً يتبع أهواء الموضة وأجواء المسلسلات الغربية بكل ما يدور فيها من فساد ومجون وانحلال أخلاقي يستهدف استقرار الأسرة رأساً.

 

لذلك وفي هذا الوقت بـ الذات يجب على المرأة المسلمة أن تتأسَّى بمدرسة الزهراء عليها السلام وتتحلى بأخلاقها وكمالها الإيماني والذي تخرّج من تلك المدرسة الإيمانية سيدا شباب أهل الجنة، وأن تتحلَّى بالوعي القرآني في مواجهة “الحرب الناعمة”.. فالقرآن الكريم هو من ربَّى الزهراء عليها السلام وهذا حالُ القديسة “مريم ابنة عمران” وحالُ جميع المؤمنات إلى قيام الساعة.. والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة