الحق المشروع لليمن أرضاً وشعباً

|| مقالات || حنان غمضان

 

الواقع شيءٌ والكلام شيءٌ آخر وتنفيذُه على أرض الواقع هو من يطرح الأمور على المحك الحقيقي.

 

في الوقت الذي يدندن بايدن بتصريحاتِه في محاولة بائسة تحاول فيها السياسة الجديدة لأمريكا لملمة هزائمها في اليمن من خلال تصريحها بإيقاف الدعم عن دول تحالف العدوان -السعودية والإمارات- نجد أن العدوانَ يوغل في جرائمه سواء على الصعيد العسكري أَو السياسي أَو الاقتصادي حتى على المستوى الاجتماعي وتمزيق النسيج الاجتماعي من خلال بث سمومه بالشائعات والعمل من خلف سياسة فرّق تسُدْ حتى على المستوى الأسري.

 

تصعيده العسكري في مختلف الجبهات أَو على مستوى البُنية التحتية ومقومات اليمن أرضاً وشعباً لم يُبقِ ولا يذر أيةَ وسيلة إلَّا واستخدمها في محاولة الإبادة الجماعية للشعب اليمني.

 

وكذلك الجانب الاقتصادي يصُبُّ العدوّ جامَ غضبه باستهداف الاقتصاد والمتاجرة بلقمة عيش المواطن اليمني باحتجاز السفن النفطية والمغالاة في شد وثاق الحصار وإغلاق المنافذ الحدودية سواء البرية أَو البحرية أَو الجوية.

 

ومن لم يُقتلْ بالغارات يقتل جوعاً وألماً من ويلات العدوان والحصار، فالعدوّ استخدام كافة الأساليب للضغط على الشعب اليمني لعل وعسى أن يركع ويخنع له، لكن هيهات لشعبٍ عشق الحريةَ والعدالة أن يركع.

 

وعلى الجانب السياسي والتفاوضات يتلاعب العدوّ بالأوراق وإن خط قراراً أَو اتّفاقاً جمد الفعل وأثرى الحبرَ على الأوراق ودفنه في أدراج المماطلة والتعنت والتبرير لكل خرق يحدث، مخالفاً لما تم الاتّفاق عليه، وخير مثال اتّفاق السويد الذي لم يجف حبره حتى أقدم العدوّ السعودي الأمريكي على خرقِه وعدم تنفيذ أي بند من بنوده وَلم يكن له في الميدان صدى ولم يتم وضع أيِّ حَــدٍّ لإجراءات استنزاف الخروقات واستهداف الأبرياء في الحديدة.

 

منذ اتّفاق السويد والحديدة تتعرض لخروقات واعتداءات كبيرة وسط صمت الأمم المتحدة.. ودون تحريك ساكن لكل ما يحدث في اليمن خلال الستة أعوام من العدوان والحصار.

 

وما أن تم الرد المشروع من قبل القوة العسكرية اليمنية وضرب الأهداف الحيوية في السعودية حتى تعالت الأصوات ونعقت أغلب الدول بالتنديدات متناسيةً أن اليمن يمر بعدوان كوني يفوقُ الحربَ العالمية الأولى والثانية في الإجرام.

 

لكن الضربات المشروعة ستستمر على دول العدوان حتى تقفَ عن إجرامها وتوقف العدوان وترفع الحصار بشكل واضح وقرار صريح وبشكل عملي دون الخداع.. وإلا السن بالسن والجروح قصاص.

 

وليس معنى ذلك أن اليمن لم تدعُ إلى السلام العادل فلا يخلو خطابٌ من خطابات قائد الثورة إلا وهو يدعو إلى السلام العادل لكن غطرسة العدوان وحلفائه لم يعوا إلى ما ستأخذهم عنجهيتهم وعدم الموافقة لدعوات السيد المتواصلة في إحلال السلام الحقيقي.. فها هي السعودية بالذات تجني ويلات انجرارها وراء أمريكا فاستمرارهم في العدوان والحصار خطر كبير على السعودية وعلى من يسير التحالف لصالحه.

 

ها هم كما قال السيد عبدالملك في العام الرابع من العدوان (سيندم أعداؤنا فلدينا قوة صاروخية لا تمتلكها قوى العدوان وسيعرفون مستقبلا أن عدوانهم أسهم في أن نتحول إلى بلد يطور وينتج القدرات العسكرية ليتبوأ مقعداً له إن شاء الله وموقعاً متقدماً في المنطقة بلدنا اليوم في هذا المجال ينتج ويصنع ويمتلك تقنيات وقدرات لا تتوفر لدى السعودية بكل ثرواتها وملياراتها وأموالها ونفطها وكميات الرز الهائلة التي تدخرها في مخازنها ومتاجرها ولا تتوفر لدى الإماراتي ولا تتوفر لدى الكثير من الدول التي تمتلك من التقنيات والقدرات الشيء المهم إن شاء الله على الدفاع عن بلدنا في الحاضر والمستقبل).

 

وما سيترجم تصريحات بايدن وغيره إلَّا البراهين على أرض الواقع بوقف العدوان والحصار وإلا ستظل القوة العسكرية اليد الطولى في أخذ الثأر بحق اليمن أرضاً وشعباً، فمن أراد سلب حريتنا سنسلُبْ روحَه وقوته وإمْكَانياته وسيظل حق الرد والدفاع حق مشروع

 

قال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُتَّقِينَ).

مقالات ذات صلة