مع توازُن الردع الخامسة لن ترفع الصُّحف

|| مقالات || مرتضى الجرموزي

 

عمليةٌ خامسةٌ كجيلٍ خامسٍ من مراحل الوجع الكبير أُسميت بعملية توازن الردع الخامسة تستهدفُ العمقَ السعودي بحُلتها الجديدة مشتركة بين القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، نُفذت بِخمسَ عشرةَ طائرةً نوع قاصف تو كي وصماد ثلاثة وباليستي ذو الفقار حيدري يماني دك وكر العدوّ في الرياض وخميس مشيط ومطار أبها ومواقع حساسة لم تُفصح القيادة اليمنية عن نوعها ومكانها، ولعل النظامَ السعودي قد أدركه الخطرُ والوجعُ الكبير الذي دشّـنه بمراحله فخامة رئيس الجمهورية مهدي المشاط.

 

عمليةٌ خلطت الأوراقَ وبعثرت الخطط والتدابير وشتتت الأفكارَ وظهر العدوّ مرتبكاً وصواريخه الاعتراضية تتساقط على أهداف رُسمت بصنعاء، وهو ما أكسب العملية زخما تفجيريا كبيرا أُضيف للتفجير اليمني اهتزت لوقعه عاصمة العدوّ ووكر الإرهاب السعودي، وهو ما ظهر جليًّا بالنواح والبكاء واستجداء العالم عويلاً بالضغط على من أسماهم بالحوثيين بالكَفِّ عن الضربات الباليستية والتي يراها المجاهد اليمني والقيادة السياسية الثورية والعسكرية أنها بمثابة اليد الطُّولى الكفيلة بإيلام قوى العدوان، حَيثُ تواجد القرار والقيادة والسيطرة ومدارج إقلاع الطائرات الحربية والتسليح العسكري بأنواعه والذي طالما يُمعن بالقتلِ والتدمير الممنهج في عموم محافظات اليمن.

 

الجزاءُ من جنس العمل وكما تُدينُ تُدانُ، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا بمثل ما اعتدى عليكم، صاروخٌ بصاروخ وسربٌ بِسرْبٍ من الطائرات المفخخة بالقضية الحقة قبل أن تحمل المواد المتفجرّة.

 

دعوهم يقلقوا أَو لا يقلقوا لا شأن لنا بقلقهم وهم من أقلقونا منذُ سبعة أعوام ويقتلوننا بمحرّمات السلاح والقنابل العنقودية والفراغية السامة وغيرها، فهو يدرك التشريعات أن العينَ بالعين والنفسَ بالنفس والجُرُوحَ قِصَاصٌ، وأن المطار بالمطار، ومع التمادي أكثر ستعاودُ [المقذوفات اليمنية] لاستهداف شركات النفط ومحطات الكهرباء والمياه.

 

هي سُنة الله وَالديّان لا يموت، ومَن شب نارَ الحقد أُحرِقَ بها، ومَن سَلَّ سيفَ العدوان أُغمِدَ في رأسِه، وحتماً ستكونُ نهايتُه مخزيةً لدنياه وآخرته.

 

نحن من منطلق الدفاع لا من منطلق الاعتداء نقوم بما يأمُرُنا به الدينُ الإسلامي الحنيف: دفعٌ للضر وإماتة للباطل وأشرار البشرية.

 

ومن هذا المبدأ الحق، كسبنا الرهانَ وكسبنا القوة الرادعة التي باتت اليوم تُبكي جارة السوء ويتداعى الأعرابُ والمنافقون ومنبطحو العالم وعديمو الإنسانية والمستكبرون للتباكي مع المملكة التي ستعيش أياماً وسنينَ سوداءَ ما لم تقف الحرب ويرفع الحصار.

 

وكما يقول المثل الشعبي (اضرب الوطاف يفهم الحمار)، وها نحن الشعبَ اليمني ومجاهدي القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر وكل وحدات الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة (المجاهدين) بمختلف التخصصات، سنعمل جاهدين وبقوة الله على ضرب الوطاف الأمريكي في السعودية وستلحق بها الإمارات مواقعَ حساسةً وشركات نفطية عملاقة وقواعد عسكرية ومطارات حربية وأُخرى سيتألم لها العدوّ كَثيراً حتى يُذعِنَ الحمارُ الأمريكي ويأمُرَ بوقف الحرب ورفع الحصار قبل أن تُذبَحَ بقرته المفضّلة وبالطريقة اليمنية حلال باليستي ومسيّرٌ زلال ووقتها لن تجد الإدارة الأمريكية شربة ماء لا نفط في عموم أراضي المملكة المتهاوية والآيلة للسقوط المدويّ.

 

ومع تدشين مرحلة توازن الردع الخامسة لن يُفْلِتَ العدوُّ من السادسة التي ستليها بإذن الله سابعةٌ وثامنةٌ، ولن تَجِفَّ الأقلامُ أَو تُرفَعَ الصُّحفُ، وستستمر العمليات باستمرار الحرب والحصار.

مقالات ذات صلة