شعاراتٌ إنسانية ودينية لتنفيذ المخطّطات الشيطانية

|| مقالات || أحمد المتوكل

 

استمرارُ صفقات السلاح للسعودية من معظم دول العالم، ومؤتمر المانحين لدعم اليمن بملايين الدولارات تحت شماعة “مساعدات إنسانية لليمن”!

 

ورفع شعار الدفاع عن الصحابة من عملاء الصهيونية العالمية!

 

كل تلك التحَرّكات تهدف لخدمة احتلال مأرب بالذات، والتي تعتبر بؤرةَ التركيز لتحالف العدوان ومحور الارتكاز والوجع الكبير له في حال فقدان السيطرة عليها.

 

منذ اللحظة الأولى لترأس جو بايدن للولايات المتحدة الأمريكية وهو يضع اليمن نصب عينيه وأولى أولوياته واهتماماته، كيف لا، واليمن فيها رجال لا يخشون في الله لومة لائم، داسوا الوصاية الأمريكية بأقدامهم، وصرخوا بالموت لها في كُـلّ الاجتماعات والولائم، ودمّـروا وأحرقوا أفخر صناعاتها تحت أقدامهم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فنالوا منه النصر والعون والتأييد الدائم.

 

صرحت الولايات المتحدة الأمريكية بأن صفقات السلاح مع السعودية لن تتوقف ولن تنقطع، بالرغم من تصريحها قبل ذلك بأنها ستوقف تلك الصفقات!

 

اليوم نرى العالم الذي أعماه النفط السعودي عن رؤية دماء اليمنيين التي تسفك ليلاً نهاراً من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي على مدى ست سنوات يضج ويقلق ويصاب بالهلع الشديد وهو يرى تقدم الجيش واللجان الشعبيّة في مأرب الأبية!

 

تحَرّكاتٌ دولية حثيثة لمحاولة وقف تقدم الجيش واللجان الشعبيّة في مأرب بشتى الطرق والوسائل، فأمريكا تخصص لها مبعوثا خاصا لليمن كما يقال!

 

وهو ليس إلا مبعوثاً للمرتزِقة والعملاء، لقيادتهم وتحريكهم عن قرب وتقديم المخطّطات الشيطانية لهم، كذلك تحَرّك المبعوث الأممي مارتن غريفيث من دولة إلى أُخرى وتكثيف تحَرّكاته لمناقشة كيفية إنجاح أهداف ثلاثي الشر -أمريكا وبريطانيا وإسرائيل- وكيفية إيقاف التقدم المتسارع لجنود الله في مأرب!

 

أما حزب الإفساد أَو ما يسمى بحزب الإصلاح الإخواني فيبث الافتراءات والأكاذيب من جديد، وإعادة رفع شعار الدفاع عن الصحابة، في محاولة منه لحشد القبائل واستعطافهم بالشعارات الدينية التي أصبح الجميع يعلم زيف ادِّعاءاتهم {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى، وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، الصحابةُ الأخيارُ يحظون باحترام جميع المسلمين بجميع طوائفهم، ومن المثير للسخرية أن يرفع من يخطف النساء ويسلمهن للجنود السعوديين شعار الدفاع عن الصحابة!

 

إن كانوا صادقين بشعارهم هذا، لماذا لم نرَ منهم ذلك الغضب والسخط تجاه الأعداء الحقيقيين الذين أساءوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!

 

وأين هو موقفهم من ما يسمونه بالتطبيع مع إسرائيل؟!

 

بل يقومون بموالاتهم والانبطاح تحت أقدامهم!

 

أما عن مؤتمر الدول المانحة التي تدَّعي الإنسانية وتقدم منح مالية لليمن كما يدّعون!

 

كل تلك الدول التي أعلنت عن تقديمها لمبالغَ ماليةٍ لمساعدة اليمن قد كسبت ملياراتِ الدولارات من بيعها للأسلحة للسعودية والإمارات لقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية وسبل ومصادر عيشه وحصاره برًّا وجوًّا وبحرًا!

 

ثم إن تلك الملايين المقدمة كمساعدات لا يصل منها شيءٌ للشعب اليمني، ولن تُقدم له أية فائدة تذكر، بل هي أصلاً تقدم للمنظمات التي تدّعي الإنسانية لدعم واستقطاب وتجنيد المزيد من الخلايا الاستخباراتية للعمل مع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، بعد أن سقطت سابقتها بيد الأجهزة الأمنية.

كذلك يعتبر مؤتمر المانحين في هذا التوقيت ضرورةً أمريكيةً لدعم المرتزِقة والعملاء في جبهة مأرب التي أوشكت على الارتقاء شامخة حين يتم الإعلان قريباً بإذن الله تعالى عن تطهير ما تبقى منها من رجس الاحتلال وأحذيته.

 

لو كانت الدول المانحة تريد خيراً لليمن واليمنيين لسَعَت للضغط على أمريكا وإجبارها على وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني، وتلك أكبر مساعدة ممكن أن يقدموها، وإن كانت تلك الدول لا تستطيع أن تضغط على أمريكا ولكن صادقة في نواياها وتقديمها لتلك المساعدات لكانت أرسلتها للمجلس الوطني الأعلى للشئون الإنسانية ولتبعث من جانبها من يراقب سيرَ تلك المساعدات.

 

أما أن تقومَ الدولُ المتورطةُ ببيع الأسلحة للسعودية والإمارات في دعمها للعدوان على اليمن بتقديم مساعدات إنسانية لليمن!

 

وعبر من؟!

 

عبر منظمات الأمم المتحدة المتواطئة مع العدوان والمتورطة في أعمال استخباراتية تخدم العدوان، وبأعمال غير أخلاقية تعمل على مسخ عادات المجتمع وهُــوِيَّته الإيمانية، بالإضافة إلى تقديم أغذية منتهية الصلاحية لا تصلح حتى للاستهلاك الحيواني، كذلك قلقهم من تكاثرنا وعملهم الدؤوب على إيقاف ذلك، من خلال توزيع الواقيات الذكرية وحبوب منع الحمل، ومحاربة الزواج الشرعي من خلال دعوة الشباب للانفتاح والاختلاط وإقامة العلاقات المحرمة ونشر الفاحشة، ونشر شبكات الدعارة والخمر والمخدرات، وتدمير النسيج الاجتماعي!

 

وبعد ذلك كله تريدون منا أن نصدِّقَكم ونصدِّقَ شعاراتكم الإنسانية!

 

هذا ضرب من الغباء والاستحمار!

 

أنتم أمامِ شعبٍ وصفه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بشعب الإيمان والحكمة، حَيثُ قال: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية”.

 

لذلك فَـإنَّ الشعبَ اليمني العظيم يعلمُ جيِّدًا أن دول تحالف العدوان على اليمن بما فيها دويلة قطر، والأمم المتحدة ومبعوثها، ومنظماتها التي تدّعي الإنسانية والدول المانحة كما يسمونها، وحزب الإفساد والمرتزِقة والعملاء كُـلّ أُولئك يشتغلون لتحقيق أهداف ومخطّطات ومشاريع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، ولن ينخدع هذا الشعب بشعاراتهم وتحَرّكاتهم مهما كانت.

مقالات ذات صلة