عملية الردع الاستثنائية

|| مقالات || زيد البعوه

 

كل المصطلحات العسكرية تجسدت واجتمعت في هذه العملية فهي عملية حربية استراتيجية وبالستية وجوية وصاروخية و نوعية وغير ذلك من المفردات التكتيكية والتحليلية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والدفاعية والهجومية وهي عملية استثنائية بكل المقاييس عنيفة وقوية وواسعة وعميقة وموجعة وكيف لا تكون كذلك وهي دكت مواقع واهداف مهمة وحساسة عسكرية واقتصادية في مقدمتها شركة أرامكو النفطية في رأس التنورة شرق السعودية بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة يمنية واصابت أهدافها بدقة عالية وشقت طريقها البعيدة واخترقت كل المنظومات الدفاعية وصفعت العدو صفعة مدوية على اكثر من صعيد وفي اكثر من هدف واكثر من مكان في الدمام وعسير وجيزان تلك هي عملية توازن الردع السادسة التي جائت ضمن سلسلة من العمليات العسكرية النوعية وفي إطار معركة هي الأعنف منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي على الجمهورية اليمنية.

تأثيرها لا يقتصر وصفه فقط بالكبير والموجع والخطير ومداها ليس له حدود وصدى عنفوانها فرض نفسه على الجميع بلا استثناء وقوتها وصلابتها واهميتها تكمن في نوع الأهداف التي طالتها والأماكن التي وصلت اليها والأسلحة التي استخدمت فيها والقلق والرعب الذي صنعته في نفوس قيادة دول تحالف العدوان الذي لا يمكن تأطيره عسكرياً وامنياً واقتصادياً فقط فهو اكبر من ذلك حسياً ونفسياً ومعنوياً لأن زلزلتها دقت نواقيس الخطر لدى العدو الى مستوى هو الأخطر والأول والفريد من نوعه منذ بدء المعركة انها عملية الردع الأكبر والأكثر خطورة والتي تعد السادسة في خانة عمليات الردع النوعية اليمنية التي بدأت بالتدريج وتواصل مشوارها نحو التصعيد الأكبر انتصاراً لمظلومية الشعب اليمني ورداً على استمرار العدوان والحصار الاقتصادي

عملية توازن الردع السادسة تجاوزت مرحلة الرسائل والإنذارات التي كانت توجهها الصواريخ والمسيرات اليمنية للعدو ودشنت مرحلة الوجع والتهديد القائم والمستمر والمتصاعد لدول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية التي تصر على استمرار العدوان والحصار خدمة لأمريكا وبريطانيا وداعش والقاعدة ، هذه العملية مختلفة عن بقية العمليات التي سبقتها لعدة أسباب أولها واهمها هو انها دكت أهدافاً عسكرية واقتصادية مهمة و كثيرة في آن واحد من حيث التوقيت الزمني واستهدفت أهدافها بدقة عالية في مناطق جغرافية متعددة بعيدة عن بعضها وبعيدة من حيث مكانها وهامة من حيث استراتيجيتها واستخدمت أسلحة متنوعة في العملية جميعها دكت أهدافها في إطار عملية واحدة جعلت العدو يفقد السيطرة على نفسه ويعيش حالة ارتباك غير مسبوقة بل ان دول تحالف العدوان انذهلت من عنفوان وقوات العملية واتضح ذلك من خلال تعاطيها مع العملية الذي جمع بين العويل والمناشدات وتوزيع الاتهامات وركاكة التصريحات وردود الأفعال العالمية والدولية التي لم يسبق لها مثيل وضعت تحالف العدوان في موقف محرج لا يحسدون عليه

هناك فرق بين العمليات العسكرية النوعية الاستراتيجية التي تستهدف أهدافاً ومواقعاً ومطارات وقواعد عسكرية واقتصادية ولا تقرب المدنيين بسوء وبين العمليات الإجرامية الطاغوتية الشيطانية التي تستهدف المدنيين والأحياء السكنية وهذا الفرق يمكن تمييزه من خلال المعركة التي يخوضها الشعب اليمني الصامد بجيشه ولجانه الشعبية في مواجهة دول تحالف العدوان ورغم ان المعركة ليست مجرد عام او عامين بل هي على اعتاب عامها السادس إلا ان عمليات القوات المسلحة اليمنية لم تستهدف المدنيين رغم ان دول تحالف العدوان تسرف في قتل المدنيين اليمنيين في مختلف المحافظات اليمنية منذ مارس 2015م الى مارس 2021م ومع ذلك تبقى العمليات العسكرية اليمنية اكثر تأثيراً وقوة وفتكاً وصلابة من عمليات دول تحالف العدوان لأن عمليات المعتدين لا تضبطها قيم ولا مبادئ وتنتهك كل القوانين الإنسانية والدينينة بينما عمليات القوات المسلحة اليمنية مضبوطة بالأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية ولهذا تكون محط اعجاب الجميع رغم فارق الإمكانيات

عملية توازن الردع السادسة وبقية العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف دول تحالف العدوان ومرتزقتها هي عمليات مشروعة وضرورية وحتمية فرضتها الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة العدوان الأمريكي السعودي البريطاني والحصار الاقتصادية المفروض على الشعب اليمني الذي بلغ مستويات تجاوزت الخطوط الحمراء بسبب احتجاز العدوان لسفن المشتقات النفطية التي فاقمت من حجم المعاناة بشكل تعمدته دول لعدون فكان لابد من ردع ورد يمني عسكري قوي يضع حداً لهذا الصلف وهذه الغطرسة ويغير موازين المعركة ويدك عمق العدو ويصيبه بأكبر قدر من الوجع حتى يراجع نفسه ويعمل على ما فيه مصلحته التي لا يمكن ان تتحقق بالحصار والنار ولن تتحقق الا بوقف العدوان وفك الحصار مالم فإن الشعب اليمني سيواصل مشواره الجهادي معتمداً على الله واثقاً به مستمداً منه القوة وهو تعالى من سيرسم عواقب الأمور لمصلحة عباده المؤمنين.

مقالات ذات صلة