أهمية مراجعة النفس والانطلاق من الذات لإصلاح الواقع

مأرب نت  || من هدي القرآن ||

 

هناك أشياء كثيرة نحن نغفل عنها، يأتي الفساد بسبب غفلتنا عنها، وفي الأخير يتساءل الناس: [مدري مهلنا قد هذا زمان فسل، والناس قد تمحقوا، وكل شيء ما عاد فيه بركة، ولا عاد سبر حتى إذا مع واحد موقف حق ما عاد بيرضى يمشي، أو إنسان مطلبه حق ما عاد بيرضى يمشي له، والقلب بيمشي، يمشي الباطل يمشي القلب] والناس يتساءلون، أليس الناس يقولون؟ خاصة الكبار الشيبات الذين كان الزمن أفضل في زمنهم، أو عايشوا زمان أفضل من زماننا، يرون أنه قد تغيرت الأشياء. يقولون: [لا عاد هناك وفاء لا عاد هناك أمانة، ولا عاد هناك صدق بين الناس، والناس قد قلوبهم ملي حقد، وحسد، وقد تفرقت كلمتنا، والحق قد ضاع].

 

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (طه124) والمعيشة الضنكا هي هذه: ترى كل شيء يتدهور، الزمان ينتشر الفساد فيه، ينتشر الضلال، والباطل له كلمته، والمظلوم يضيع، والظالم مستجاب، تجيبه دولة، يجيبه ناس، ومن موقفه حق ما بيرضى حتى بعضهم وقد بيدي رشوة، أحيانًا ما بيرضى يمشي الحق. بعضهم يكونوا متشاجرين، وذاك يعطي رشوة، وذاك يعطي مثله، وما يرضى يمشي الحق، وقد هو بيدِّي مثل ذاك! أيضا ترى أنه ما بيمشي مثلما يمشي الباطل.

 

وسبب الأشياء هذه كلها الإعراض، في واقعنا نحن معرضين عن الالتزام بهدي الله، الالتزام بالقرآن الكريم، ولا بين نفهم الأمور على ما وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى فهمها، منها هذه الغلطة، وهي غلطة كبيرة عند الناس، أنهم ما ينظرون لأنفسهم أن الخطأ من جانبنا نحن.

 

وقد يكون الخطأ أحيانًا هو خطأ قلة وعي، قلة وعي بالأمور التي ليست زعم أنها أعمال سيئة بين نعملها، عدم وعي لدينا بالأمور، كيف يمكن أن تكون صحيحة، وكيف يمكن أن تكون سيئة، وكيف يمكن أن تكون عواقب الأشياء، سواء عواقب حسنة، أو عواقب سيئة.

 

منها هذه: أن يكون الناس منتظرين أن تسبر الأشياء تلقائيًا، هذه هي غلطة عدم الوعي، أليست هذه تعود إلى وعينا؟ ولو ما هي زعم شيء نعمله، لكن الانتظار للشيء أن يصلح من الجهة التي لا يمكن أن يصلح منها تلقائيًا، هذا بيؤدي بالناس إلى أنه ما يرجعوا يحاسبوا أنفسهم هل هناك خلل من جانبنا نحن، فإذا فهم الناس أنها سنة إلهية {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد11) أن التغيير يأتي من عندنا نحن، متى ما أصلحنا أنفسنا، متى ما فهمنا، متى ما وعينا، متى ما عرفنا الأمور كيف يمكن أن تكون صالحة، أو فاسدة، أو تؤدي إلى صلاح، أو تؤدي إلى فساد، كيف يمكن أن تكون عواقبها؟ متى أصبحنا على هذا النحو، لدينا وعي، فانطلقنا نغير من واقعنا، نغير من واقع أنفسنا، فسيستطيع الناس أن يغيروا هم.

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

وسارعوا إلى مغفرة من ربكم

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

اليمن – صعدة

مقالات ذات صلة