انزعَـاجُ اليهود ورموزِ النفاق من الولاية

مأرب نت || مقالات || حسن محمد طه*

 

احتفل اليمنيون الأحرارُ بعيد يوم الولاية المعروف بـ (عيد الغدير) بالاحتشادِ الكبيرِ في مئات الساحات المخصصة للاحتفالات في عواصم المحافظات والمديريات وكثير من العزل، إضافة إلى إقامة مهرجانات شعبيّة وندوات وأمسيات ولقاءات موسعة قبل وبعد يوم المناسبة وخلال تلك الاحتفالات يطل كعادته رمز المؤمنين المتولين وعلم الأُمَّــة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- مباركاً وناصحاً وداعياً وهادياً.

فجسدوا بتلك المشاعر الفياضة روحيتهم وهُـوِيَّتهم الإيمَـانية وحرصهم على إظهار الفرحة والابتهاج وصدق الولاء والانتماء في كُـلّ مناسبة لها علاقة بديننا ونبينا وآل بيته أعلام الهدى وفي مقدمتهم وزيره ووصيه وباب مدينة علمه وخليفته من بعده الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- للتأكيد على استمرار التولي الصادق الله ورسوله والإمام علي ومدى ارتباطهم بالرسالة والرسول وبمن أمرنا الله بتوليهم ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)) سورة يونس- آية (58))).

ولذلك تأتي أهميّة الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة من أهميّة وعظمة آية التبليغ من الله لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- من حَيثُ التوقيت والمكان ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَـمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه)) من سورة المائدة- آية (67).

فأهميّة التوقيت؛ لأَنَّه الله من اختاره بعد انتهاء موسم الحج الذي لن تتكرّر الفرصة للرسول -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين- بأن يلتقي بهذا العدد الكبير من المسلمين من مختلف البلدان والقبائل والأمصار لإبلاغهم بهذا الأمر الذي يراد له أن يصل إلى كُـلّ المسلمين في البلاد الإسلامية.

وأيضاً أهميّة الوقت في الظهيرة والمكان في غدير خم مفترق لعدة طرق التي يسلكها الحجيج للعودة فكان الوقت والمكان يمثلان أهميّة كبيرة تضمن تواجد جميع الحجيج وتضمن حضورهم للاستماع ومشاهدة الموقف الذي تفاجأ الجميع بقرار النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين بالتجمع في مكان واحد وأمر بعودة من تجاوز المكان من الحجيج وانتظار المتأخرين حتى يكتمل الجمع، مما يدل على أهميّة وعظمة البلاغ أَو القرار أَو الحدث الذي لأجله دعاهم إليه.

وفعلاً نجح الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين نجاحاً كَبيراً في إيصال بلاغه للناس جميعاً من خلال خطوتين أَسَاسيتين:

الأولى: استخدامه لأُسلُـوب التشويق والحماس في جمع الناس بتوقيت حرج ومكان مهم يعقبه تجهيز منبر كبير ومرتفع جِـدًّا وتهيئتهم وانشدادهم لما سيحدث.

الخطوة الثانية: أُسلُـوبه الشيق في بداية حديثه للناس بعد المقدمة بالتذكير بصفاته النبوية ومهمته كرسول ومبلغ ومكانته وبأُسلُـوب جاذب من خلال الأسئلة التي وجهها إليهم وهم يجيبون عليه للتأكيد على تصديقهم وثقتهم بأن كُـلّ ما جاء به قولاً وعملاً إنما هو من عند الله وأن الحجّـة أصبحت قائمة عليهم في نفس الموقف.

وقد توج ذلك الموقف أَيْـضاً بأخذه للإمام علي -عليه السلام- معه منذ صعوده أقتاب الإبل المجهزة للموقف في حركة عملية تزيل كُـلّ عوامل اللبس والتشكيك بمضمون البلاغ، حَيثُ ظل ممسكاً بيده إلى أن وصل إلى (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) رفع يديه الشريفة وهي ممسكة بيد الإمام علي، مما يدل على أنه صاحب الموقف منذ البداية وحتى النهاية.

إن الاحتفال بهذه المناسبة التي تحملُ معانيَ عظيمةً لهذا الحدث والأمر الجلل يضمن وحدة وتماسك الأُمَّــة ويضمن استمرارية مسئولية حمل الرسالة بواسطة من اصطفاهم الله من العترة الطاهرة وورثتهم الأطهار.

تفرض علينا جميعاً استشعار المسئولية وإدراك أهميّة التصدي لحملة التشويه والتشكيك والتضليل الممنهج الذي تقوده وتشرف على تمويله قوى الاستكبار والطغيان بإشراف اللوبي اليهودي وأتباعهم من الأعراب وأبواق الفكر التكفيري والوهَّـابيين الحاقدين على أهل بيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ الطاهرين-.

وهذه الحملةُ المُستمرّة التي تدُلُّ على أنهم يعيشون حالةً من القلق الكبير لتزايُدِ ثقافة الولاء في أوساط الأُمَّــة.

ويحرصون على عدمِ عودة الأُمَّــة الإسلامية إلى هنا المبدأ؛ لأَنَّه ضمانٌ لقوتها ووحدتها وعزتها ومجدها الذي سيكون بدايةً لفشل وهزيمة قوى الكفر والطغيان ومن يعمل لصالحهم في المنطقة وتطهير الأراضي والمقدسات الإسلامية المحتلّة وفي مقدمتها القدس الشريف والأراضي الفلسطينية.

وأيضاً وضع حَــدٍّ للتحكم الكامل في المشاعر المقدسة في مكّة المكرمة والمدينة المنورة من قبل النظام السعوديّ والبدء في إشراك علماء وخُطَباء من بقية الدول الإسلامية في عضوية هيئة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وتزدادُ الحملاتُ الممنهجةُ ضد المسلمين الرافضين لمشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة بالتزامُنِ مع حملة الترويج للتطبيع مع “إسرائيل” وبناء تحالفات معها من دول المنطقة العربية لتقوم بالدفاع عن “إسرائيل” نيابةً عن جيشها وتعمل على مواجهةِ أية مخاطر تأتي من محور المقاومة نظراً لإدراكهم بحجم قوته العسكرية وعقيدته الإيمَـانية المرتبطة بمنهج الإسلام الصحيح الذي لم تستطع مخابراتُ أمريكا وإسرائيل اختراقَ مرجعياته الدينية؛ كونهم من المدرسة المحمدية العلوية الحسينية وأعلام الهدى من بعدهم.

وكذلك ما وجدوه ولمسوه على أرض الواقع من صمود أُسطوري للشعب اليمني أمام أكبر تحالف دولي عدواني وكذلك النموذج العراقي واللبناني وقبل ذلك التفوق والنجاح للقدرات العسكرية والاقتصادية والصناعات المتطورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية واتساع جغرافيا الأُمَّــة المناهضة للمشاريع الاستعمارية بقيادة أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة بشكل عام.

 

* عضو مجلس الشورى

مقالات ذات صلة