السيد نصر الله : سيكتشف بايدن مستوى الحماقة التي ارتكبها بحق اليمن

متابعات || مأرب نت || 3 رجب 1445هـ

 

أكد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، اليوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي جون بايدن سيكتشف مستوى الحماقة التي ارتكبها في عدوانه على الشعب اليمني.
جاء ذلك في كلمة للسيد نصرالله في الحفل التابيني للشهيد على طريق القدس القائد الجهادي وسام الطويل “الحاج جواد”، اليوم ، في بلدة خربة سلم جنوب لبنان.
وأوضح نصر الله أن التهديدات لمحور المقاومة لوقف دعم فلسطين فشلت، مضيفا أن العدوان على اليمن يمثل حماقة امريكية وبريطانية وتناقض امريكي.
وأضاف: خلال مئة يوم، عمل الأميركيون وحلفاؤهم الغربيون على إحباط أو منع جبهات الإسناد وشنت حرب نفسية على هذه الجبهات وتسخيف هذه الجبهات في لبنان أو اليمن وهذا لم يصغ إليه وقد انتهى وسقط… والدليل على جدواها انتقال الأميركيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن وايران وسوريا.
وتابع السيد نصرالله: الأميركيون اصبحوا يهددون بالإسرائيليين، والاغتيالات في العراق ولبنان والعدوان في اليمن لكنه لم يجد نفعاً.
واعتبر الامين العام لحزب الله ان “العدوان الاخير على اليمن يمثل حماقة امريكية وبريطانية وتناقض امريكي.” وقال: الأميركي يدخل في تناقض عندما يقول انه ليس مع توسعة نطاق الحرب ويطلب من المجتمع الدولي المساعدة لذلك، ويذهب إلى توسيع الحرب.
وقال السيد نصرالله: إن كان بايدن ومن معه يظنون أنه بالعدوان على اليمن يستطيعون منع اليمنيين فهم جاهلون، ولا يعرفون شعب وقادة وتاريخ اليمن… وعقلية الاستكبار تجعل منهم حمقى.
وأكّد السيد حسن نصرالله أن الملاحة البحرية لم تكن في خطر، كما ادّعى الرئيس الأميركي لتبرير عدوانه على اليمن، مشدداً على أن العدوان الأميركي – البريطاني، لن يمنع من استهداف السفن الاسرائيلية أو تلك المتجهة الى كيان العدو، وفق ما أعلن اليمنيون أنفسهم.
وأضاف السيد نصرالله، إنّ الأخطر أنّ هذا العدوان سيضر بالملاحة البحرية كلها في البحر الأحمر، عندما يصبح البحر الأحمر ساحة للقتال واطلاق الصواريخ والمسيّرات.
وأوضح السيّد نصرالله، أنه اذا كان هناك نسبة 95 % من الأمن في البحر الأحمر، فقد تمّ تدميره من قبل هؤلاء ” الحمقى”، ورغم ذلك لن يستطيعوا حماية الكيان الاسرائيلي.
واشاد السيد نصرالله بموقف الشعب اليمني وأحزابه وعلمائه، الرافض للموقف الرسمي الذي دخل في التحالف الأميركي ضدّ اليمن.
وعن طبيعة الرد اليمني، أكّد السيّد نصرالله، أنّ اليمنيين هم من يقررون طريقة الردّ، وأنّ الأميركيين يخطئون حينما يبعثون الرسائل إلى ايران بهذا الشأن، وأن الموقف الايراني واضح، هذا القرار يمني واليمنيون متضامنون مع غزّة، وهم يقررون ماذا يفعلون”.

وقال السيّد نصرالله “بايدن سيكتشف حجم الحماقة التي ارتكبها من خلال عدوانه على اليمن”، مؤكدا أنّ مسؤولية كل عربي ومسلم وحر في العالم ان يعلن وقوفه وتأييده لليمن شعباُ وقيادة وجيشاً.

الشهيد الحاج ” جواد ”
وفيما يتعلق بالقائد الشهيد وسام الطويل، الحاج جواد، فأوضح أن الشهيد وعائلته من الشهداء نموذج للعائلة المجاهدة والمضحية بالأنفس والمال.. مضيفا أن بلدة خربة سلم المجاهدة كان منها القادة والكوادر والجرحى والأسرى وقضى منهم شهداء من الشهيد حسن شري إلى الشهيد الشيخ علي كريّم.
وعن عائلة الحاج جواد، قال: ان الحاج جواد وعائلته من الشهداء نموذج للعائلة الصابرة والمجاهدة ونموذج المؤمنين العاملين المضحين بالأنفس والمال.
واضاف السيد نصرالله: نموذج عائلة الحاج جواد والعائلات الشريفة التي قدمت أبناء وأخوة وأحفاد وأصهرة مؤشر على البذل والعطاء في هذه البيئة المؤمنة المضحية.
وأكّد السيد نصرالله أهمية التكافل والتعاون لتوفير كل عوامل الصمود في المعركة التي تخوضها المقاومة الإسلاميّة دعمًا لفلسطين.. مشيرا إلى أن هناك العديد من العائلات التي لم تكتفي بتقديم شهيدين أو أكثر”.
وقال إنّ “العائلات التي قدمت شهيدًا أو شهيدين لها أبناء كثر في ساحات القتال، والعائلات التي أبناؤها اليوم في ميادين القتال لم لم تطلب من أولادها الانسحاب، بل هي من ترسل أولادها إلى الخطوط الأمامية”.
وأوضح السيد نصرالله أنّ “الكثير من العائلات التي لها ولد واحد، لا نضع أبناءها في الخطوط الأمامية، بل نضعهم في أماكن أقل خطرًا وهم يشكون من هذا الأمر، فنطلب موافقة الأب والأم، ولدينا رسائل كثيرة بتواقيع الأب والأم لمشاركة أولادهم في المعركة المستمرة منذ 100 يوم”.
واكمل أنّه “ومنذ 100 يوم، هناك أعداد كبيرة من شبابنا متواجدون في الخطوط الأمامية، وكل واحد منهم في معرض الشهادة ووراءهم عائلات وأب وأم وزوجة وأولاد تخفق قلوبهم عند سماع أي خبر عن قصف أو عملية ويتوكلون على الله سبحانه وتعالى ويسلمون أمرهم له”.
كما لفت السيد نصرالله إلى “العائلات الصامدة والنازحة الصابرة، ويعز على المرء الابتعاد عن بيته وداره، وهذا نوع من الجهاد، فيما نشهد حالة تكافل واسعة في مجتمعنا، والكثير من الكرام قد أمنوا مئات المنازل للنازحين ،وهذا أمر مبارك ويجب أن يستمر ويجب أن نتعاون جميعا لنوفر كل عوامل الصمود في هذه المعركة لأننا لا نعرف مداها الزمني بعد”.
وقال السيد نصرالله ان القائد الجهادي وسام الطويل “التحق شاباً يافعاً في المقاومة والذي كان عمره 16 عاماً في 1990 وبدأ سيرته مقاتلاً في المقاومة وهذا شأن القادة في مسيرتنا يبدأون من الميدان مقاتلين ومع السنين تزداد خبرتهم والاستفادة من التجارب”.
واضاف: الحاج جواد مبكراً بدأ بتحمل المسؤوليات العسكرية في المقاومة وأهمها مسؤولية عدد من محاور المقاومة في التسيعينات التي كانت في حالة قتال يومي مع العدو إلى التحرير في العام 2000.
وتابع السيد نصرالله: الحاج جواد في عام 2006 كان من قادة الميدان، وكان من قادة المواجهة مع داعش في سوريا، ونحن نفتخر بجهادنا في هذه المرحلة فداعش كانت تهدد سوريا شعباً ودولة وهي ارتكبت مجازر مهولة.
واكمل: نفخر أننا قاتلنا داعش وقدمنا الشهداء والقادة في مواجهتها وكان من احد قادة مواجهتها الحاج جواد.
واردف السيد حسن نصرالله: الحاج جواد ترك كل شيء خلفه مع بداية الحرب في غزة وذهب إلى الجنوب ولم يذهب إلى بيته سوى في الليلة الأخيرة.

كما أكّد السيد نصرالله أنّ “قادتنا ومجاهدونا هم صناع نصر وعشاق شهادة”، فيما أشاد بصمود الأهالي في قطاع غزة.
وقال السيد نصرالله أنه “ومنذ 8 تشرين الأول والشهيد الحاج جواد أحد القادة الميدانيين الأساسيين في الجبهة، وقد خُتم له بالشهادة المباركة والعاقبة الحسنة”.. مضيفا :نّ “الحاج جواد عمل مع قادة المقاومة الشهداء والحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدرالدين والحاج قاسم سليماني ومضى من رفاقه الكثير من القادة الشهداء”.
ونوّه إلى أنّ “الشهيد المجاهد القائد الجريح الحاج جواد نموذج القائد المؤمن المضحي المبادر الخلوق حسن العشرة والهادئ، وهذا الهدوء يسمح له التفكير واتخاذ القرار الصحيح والعمل في الميدان والظروف الصعبة بأعصاب قوية”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنّ “الحاج جواد كان دائمًا في كل الساحات، لا يعنيه الاسم أو المنصب أو المكان، وهذا أحد معاني الفناء في القضية والرسالة وأداء التكليف والفناء في الله”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أنّ “قادتنا ومجاهدونا الشهداء والذين ما زالوا يواصلون الطريقهم هم صناع نصر وعشاق شهادة، ومن الله عليهم بكلا الحسنييَن”.

غزة تقاوم

وعلى صعيد الحرب على قطاع غزة، أوضح السيد نصرالله إلى أنّ “غزة ومنذ 100 يوم وغزة تقاوم وتصمد بشعبها ورجالها ونسائها صمودًا لا مثيل له في التاريخ، فمليونين و200 ألف فلسطيني يعيشون في مساحة ضيقة، رغم القصف العشوائي، يتألمون ولكنهم راسخون وأقوياء، لا يضعفون ولا يستسلمون”.
واكد السيد نصرالله ان فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف مسمياتها تقاتل وتقاوم ببسالة وشجاعة في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي.
واضاف: “إسرائيل” في الحرب على قطاع غزة هي الأكثر تشدداً وتكتماً على الأخبار من أي حرب أخرى. والكتّاب والمحللون والخبراء يجمعون على أن إسرائيل غارقة في الفشل بعد مائة يوم في هذه المعركة.. ماذا استطاع أن ينجز العدو؟ بل هو لم يصل إلى أي صورة نصر وهذا ما يجمع عليه الصهاينة.
وتابع السيد نصرالله: ان الأهداف الضمنية لـ”إسرائيل” تهجير أهل غزة واحتلال غزة وتدمير غزة وتحويل غزة إلى شاطىء لسكان غلاف غزة.
واشار الأمين العام لحزب الله الى انه “لا في الأهداف المعلنة ولا في الأهداف شبه المعلنة… لم يستطع العدو أن يحقق شيئاً باعتراف واجماع الاسرائيليين.”
وقال السيد نصرالله: بعد مئة يوم يقول الصهاينة أنهم سيدخلون إلى المرحلة الثالثة ومن مقتضيات ذلك الانسحاب من شمال غزة والمعطيات تشير إلى أنهم أخرجوا معظم القوات من الأحياء والمناطق السكنية إلى الفلوات.
وأكّد أنّ غزة والضفة وجبهات الإسناد في اليمن والعراق ولبنان تزيد من خسارة جيش الإحتلال الإسرائيلي وارتباكه.
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى ما قال “إعلام العدو حول أنّ مجاهدي حماس والجهاد الإسلامي أعادوا سيطرتهم على كل شمال قطاع غزة”.
وأوضح السيد نصرالله أنّ “العدو ما زال يقاتل في الوسط وخانيونس بانتظار تحقيق إنجاز، ومعه مهلة قليلة قبل الدخول بالمرحلة الثالثة والخروج من الأحياء السكنية”.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أنّ “كل المناطق التي أخليت في شمال غزة تديرها حركة حماس والمناطق التي لم يدخلها العدو تقودها حكومة حماس أيضًا، فهو لم يتمكن من ضرب المقاومة أو إيقاف صواريخها أو استعادة أسير واحد على قيد الحياة، ولم يتمكن من القضاء على حكومة حماس”.
وقال السيد نصرالله إنّ “الجيش الاسرائيلي في السابق هزم العديد من الجيوش العربية واحتل بعض المناطق والمساحات الهائلة خلال ستة أيام، لكن اليوم وبعد 100 يوم من القتال في خانيونس وشمال غزة، ورغم تطوره الهائل ما زال الجيش الإسرائيلي يواجه فصائل مقاومة بقدرات عسكرية متواضعة”.

ونوّه إلى أنّ “غزة والضفة اليوم مع مختلف جبهات الإسناد في اليمن والعراق ولبنان، تزيد من خسارة العدو وارتباكه”.
ولفت إلى تقارير “وسائل إعلام العدو التي تحدثت عن 4000 جندي أصبح معوقا وجريحا خارج الخدمة، وقد يصل إلى العدد إلى 20 ألفا أو 30 الف، ولكن هناك الكثير من الجرحى ايضا بجراح متوسطة او خفيفة”.
خسائر العدو الإسرائيلي

وقال السيد نصرالله ان “الكارثة الكبرى على العدو ستنكشف حين تنتهي الحرب وتظهر الحقائق والنتائج وحجم المصيبة التي الحقتها المقاومة في فلسطين وجبهات محور المقاومة.”. مضيفا أن الكارثة الكبرى في “إسرائيل” ستظهر عندما تتوقف الحرب وما لحق بهذا الكيان وما ألحقته به المقاومة في غزة بالدرجة الأولى وغيرها من جبهات مقاومة.
وتابع: فيما يخص الخسائر البشرية المتراكمة كل يوم في جبهة غزة وفي جبهة لبنان وفي الضفة الغربية، سينكشف هذا الرقم للعلن حين تنتهي الحرب.
واكمل السيد نصرالله: نصف شعب هذا الكيان مصاب بصدمة نفسية ومحتاج لمعالجة نفسية… وفيما يتعلق بالخسائر الاقتصادية، اهمها تعطيل الاقتصاد والزراعة والسياحة. وما يجري في البحر الأحمر شكل ضربة لاقتصاد العدو وموانئه.
واردف: صورة العدو في العالم، وما يجري من محاكمة دولية للكيان يهز صورة الكيان ويكشف حجم الانهيار الأخلاقي للغرب الذي دعم الكيان. مشهد كيان العدو في دائرة الاتهام امام مرأى العالم هذا امر لم يسبق ان واجهه هذا الكيان منذ 75 عاما.
وأوضح أنّ شروط المقاومة في غزة واضحة، لافتًا إلى أنّ الرأي العام الإسرائيلي بدأ يطالب باستقالة بنيامين نتيناهو ووقف الحرب لاستعادة الأسرى.
و لفت السيد نصرالله إلى أنّ “الصهاينة والأمريكيين يعتبرون أنه لا إبادة جماعية في قطاع غزة، رغم استشهاد 23000 فلسطيني و60 ألف جريح ومليونين و300 ألف إنسان محاصر نصفهم يعاني من الجوع”.
وشدد السيد نصرالله على أنّ “دماء الأطفال والنساء المظلومين في غزة والشهداء لن تذهب هدرًا، وهي تحقق إنجازات استراتيجية ولها تأثير أساسي وجوهري على مستوى فلسطين والمنطقة”.
إلى ذلك، لفت السيد نصرالله إلى أنّ “الرأي العام الداخلي الإسرائيلي كان يؤيد الحرب بناء على أنها فترة قليلة وتمضي، ولكن اليوم لا أمل باستعادة الأسرى الإسرائيليين، فإما أن يعودوا أحياء بالتبادل أو يعودوا جثامين في التوابيت”.

وأوضح أنّ “الرأي العام الإسرائيلي الذي كان مساندًا بحزم لمواصلة الحرب بدأ يتراجع بقوة وسينحدر خلال الأيام المقبلة نزولا، فقيادة بنامين نتنياهو غير كفوؤة وغير قادرة على تحقيق أي أنجازات فيطالبون باستقالته وتشكيل حكومة جديدة”.
وشدد السيد نصرالله على أنّه “لو كان هناك انتصارات لرُفع نتنياهو ويوآف غالانت على الأكتاف، ولكن من نتائج الفشل والخسارة هو عندما يتحول الرأي العام لرحيل نتيناهو الآن واستعادة الأسرى بالخضوع لشروط المقاومة في غزة ووقف إطلاق النار الدائم”، مؤكدًا أنّ “شروط المقاومة في غزة واضحة”.

مقالات ذات صلة